هل كره الأم مرض نفسي

هل كره الأم مرض نفسي؟ وما حكم الدعاء على الأم الظالمة؟ قد يشعر الشخص على غير العادة أن مشاعر الكراهية والحقد تغزوه تجاه أمه، وبالتأكيد هذا شيء غير طبيعي يستوجب الحل، ومن خلال موقع زيادة التالي سوف نتعرف على أبرز الأسباب التي تدفع المرء لكره والدته، والطريقة الأمثل للتعامل مع المشكلة.

هل كره الأم مرض نفسي؟

  • تعد الكراهية التي يكنها شخص ما إلى والدته من أصعب المشكلات النفسية التي يكون لها تأثير كبير في انحراف سلوك الشخص وتبدل شخصيته.
  • حتى وإن لم تصل الكراهية إلى هذا الحد من الأذى النفسي، ولكنها بالتأكيد سوف تكون سببًا لحدوث بعض الاضطرابات النفسية في سلوك الشخص.
  • كما أقر العلماء أن انقطاع أواصر المحبة بين الأطفال وأمهاتهم يشكل عبئًا كبيرًا على نفوسهم، ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وسلوكيات القلق والتوتر.
  • كما أن أثر مشاعر الكراهية سوف يمتد معهم حتى يطيل شريك حياتهم وأطفالهم المستقبليين.
  • من الجدير بالذكر أن أسباب كراهية الأبناء في بعض الأحيان تكون نتيجة التصورات الخاطئة التي يغرسها المجتمع في عقولهم.
  • مثل أن الأم ملاك معصوم لا تخطئ، وأنها شخص لا يتعب من إسداء الخدمات وتحقيق الواجبات، وعدم انتظار مقابل من الشكر والتقدير على ما تفعله.

اقرأ أيضًا: أشد أنواع المرض النفسي

حكم الدعاء على الأم الظالمة

لا يعد كره الأم عقوقًا ما دام لا لم يقترن بأي قول أو فعل دال على ذلك، وبما أن الدعاء على الأم فعل ظاهر حتى وإن لم يكن أمامها لهذا يعتبر عقوقًا بها، سواء جاء الدعاء عليها بالموت أو إلحاق الأذى بها.

بل من الواجب ومن الأفعال الصحيحة أن يدعو لها بصلاح الحال وسلامة القلب، وأن يهديها الله، بدلًا من الدعاء عليها.

جاء في الكتاب الكريم قول من الله تعالى ينص على: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” [سورة لقمان: 15]

في تفسير الآية السابقة أمرٌ بعدم الدعاء على الوالدين، حتى وإن كان سبب الكراهية متعلق بأمور خاصة بالدين أو الإيمان بالله سبحانه وتعالى، حيث أمر الله بإتباع الأسلوب اللين والحسن مع الأم، وألا يمتنع عن برها؛ حتى وإن لم تتبع دينه، ولكن لا يطيعها في أمر به معصية للخالق.

الطريقة الأنسب للتعامل مع كره الأم

لأن الإجابة عن تساؤل هل كره الأم مرض نفسي يستوجب طرقًا لعلاج المشكلة والتعامل مع كره الأم، توجد العديد من الطرق التي تمكن الابن من ذلك.

أولًا: تجاهل الأفكار السلبية

  • في حال شعرت بمشاعر الكراهية تجاه والدتك، سواء كان سببًا ملموسًا صادر عن الأم أو بسبب بعض الأفكار، عليك محاولة استبدال هذه الأفكار بأفكار أخرى إيجابية.

ثانيًا: استحضر اللحظات السعيدة مع والدتك

  • إذا كنت تشعر بالغضب الشديد من أمك، وترغب في التخلص من هذا الشعور المزعج، حاول أن تستحضر لحظاتك السعيدة برفقتها، ولا تسترسل في التفكير عن الأفعال السلبية التي تصدر منها.

ثالثًا: سلط الضوء على السبب الرئيسي لكراهية أمك

  • قد تتباين الأسباب التي يكره بسبها المرء والدته، والتي تجعله يتساءل فيما بعد هل كره الأم مرض نفسي أم لا، لذلك يجب وضع الأسباب الرئيسة في عين الاعتبار وتحديدها جيدًا لمحاولة الوصول للسبب الرئيسي.
  • فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون سبب كراهيتك لأمك هو تعاملها بأسلوب بشع معك، وقد يرجع السبب الرئيس لتعاملها بهذا الأسلوب هو الضغوط الصعبة التي تمر بها هذه الفترة.

رابعًا: تخلص من المشاعر السلبية

  • طالما ما زلت تكتم مشاعرك السلبية داخل قلبك، وتضمر الكراهية سوف تزداد المشاعر حتى تقع في مستوى مؤذٍ لك، لذلك هناك العديد من الطرق التي يمكن الإفصاح بها عن مشاعرك دون إلحاق الضرر بأحد.
  • يمكن أن تكتبها على الورق، أو تقوم بإجراء التسجيلات الصوتية على هاتف المحمول دون مشاركتها مع أحد، حتى تقوم بالتخفيف عن عبئ عقلك وهذا سوف يشعرك بالراحة.

خامسًا: حاول أن تسامح والدتك

  • لا يأتي التسامح مقترنًا بالنسيان، ولكن عندما تسامح والدتك تجاه ما بدر منها في الماضي، سوف يساعدك هذا على التخلص مما تحمله في قلبك من ضغينة، وتجعلك شخصًا قادرًا على أن يمضي في حياته بشكل سليم.

سادسًا: اصنع حدود خاصة لحياتك

  • حتى تتمكن من بناء جدار تحمي به أي انتهاك بخصوص صحتك النفسية، يمكنك خلق مساحة آمنة وفقًا لبعض الحدود التي لا تمنع أواصر البر والمودة بينك وبين والدتك.
  • لكن تضمن لك عدم استمرار شعورك بالأذى والضغط النفسي.

سابعًا: زيارة طبيب نفسي

  • قد لا يدرك الأهل خطر التعرض للاعتداء النفسي، وما يخلفه من أمراض نفسية وسلوكيات غريبة على الشخص، وربما تدفعه لإلحاق الأذى بنفسه.
  • لذلك إذا شعرت أن السيطرة على الأمور بات صعبًا ولم تستطع المسامحة أو تجاوز ما حدث يمكنك زيارة طبيب نفسي وتلقي الاستشارة المناسبة لحالتك من أهل العلم.

ثامنًا: ساعد أمك

  • قد يكون السبب في النهاية راجعًا لبعض الانتهاكات النفسية الموجود في حياة الأم وهي طفلة أو ما شابه، لذلك قم بالبحث عن حياة الأم قبل الزواج.
  • تتبع أسباب تغير شخصيتها وتعاملها معك بهذا الأسلوب المشين، وحاول محادثتها فيه أو خلق قصص وهمية لأشخاص عبروا بنفس المشكلة وتمكنوا من حلها في المستقبل.

تاسعًا: تصنع الحب

  • التمثيل في شيء يدفعك للقيام به بشكل دائم، كما أن تصنعك للحب قد يدفع والدتك للتفكير بجدية فيما تقدمه لك مقابل ما تجازيها عليه.
  • حيث قد يكون سببًا واضحًا في تبدل أحوالها وطريقة تعاملها معك بشكل كبير.

اقرأ أيضًا: أعراض المرض النفسي عند المراهقين

هل أُحاسب على كره أمي؟

لا يعتبر كره الأم عقوقًا في حال لم يقترن بأي فعل أو قول يبين ذلك، وهذا لأن الله عز وجل من رحمته بالعبد لا يحاسبه عما يضمره في قلبه من كراهية لأحد والديه، ورغبته باتباع أي ضلال ما دام لم يصدر منه ما يدل على ذلك.

يجب على المؤمن أن يتحمل ما يكنه في قلبه من كراهية لأمه، ويصبر على ما ابتلاه الله به، ويكتم أي قول أو فعل يبين مشاعره؛ حتى يتفادى الذنب والوقوع فيما حرم الله.

ذلك اتباعًا لقول الرسول الكريم: “إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لي عن أُمَّتي ما وسْوَسَتْ به صُدُورُهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ.”، وهذا أكبر دليل على أن الله لا يحاسب المرء على أي قول أو فعل لم يصدر عن المؤمن.

هذا السبب الذي يجعل إخفاء كره الأم في القلب لا إثم فيه، إنما يؤثم المرء في حالة بدر منه أي فعل يوضح ذلك، أو امتنع عن أداء فعل يبر به أمه، والدليل على ذلك قول الله تعالى في سورة الإسراء في الآية رقم 23: “وقضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”

أسباب تدفع الأبناء لكره الأم

لا بد من العلم بكافة الأسباب التي تدفع الأبناء إلى كره والدتهم، ذلك أن التركيز على سبب المشكلة لجل معرفة الطريقة المثلى لعلاجها، أفضل من الوقوف على المشكلة فحسب، فالأهم من سؤال هل كره الأم مرض نفسي، أن نتساءل عن السبب المؤدي إلى ذلك.

  • مبالغتها في ردود فعلها عند إبداء اختلاف رأي بينها وبين ابنها، وقد يصل رد الفعل إلى إلقاء الشتائم أو الضرب أو الصراخ على أبنائها، مما يؤدي لإصابة الطفل بميول عدوانية، أو سلوكيات تجعله خائفًا دائمًا.
  • قد تبالغ الأمهات في الطلبات التي توجهها إلى أبنائها بما لا يتناسب مع أعمارهم، وقد تدفع بعض الأمهات الأبناء للتخلي عن حياتهم الخاصة وتكريس وقتهم من أجل أداء ما ترغب به فقط، وهذا ما يجعل الابن يشعر بالغضب باستمرار ويضيع في حياته.
  • انتهاك حدود الابن وعدم احترام خصوصيته، والاحتجاج بكونه طفل صغير ومن حق الأم أن تتجسس على دفتر اليوميات الخاص به، أو تفتش في هاتفه وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
  • سخرية الأم من المشاعر السلبية التي يشعر بها ابنها، أو إهمال حاجته للدعم العاطفي؛ مما يدفع الطفل للشعور الدائم بالقلق والتوتر.
  • الاستهانة بأي إنجاز يحققه الطفل، وعدم إبداء مشاعر الفخر تجاه ما يفعله في حياته.
  • تقديم الأفعال والكلمات التي تؤذي الأبناء أو إيذاء الطفل جسديًا بسبب أن الأم تكون مهتمة فقط بمصلحتها الشخصية.
  • رفض الأم أن تعتذر عما يبدر منها من أفعال وأقوال سيئة بسب أنها دائمًا ما ترسم صورة كاملة لا تخطئ عن نفسها أمام أطفالها.

طريقة علاج كراهية الأبناء للأم

أولًا: تقديم العلاج النفسي للأم

  • قد يكون الطريق الأول لتلقي العلاج هو استشارة طبيب نفسي، من أجل تتبع سبب المشكلة، وحل أي اضطرابات نفسية قد تكون أصابت الأم في طفولتها.
  • بالإضافة إلى تسليط الضوء على المشكلات الموجودة بينك وبين والدتك، والتخلص من الأذى النفسي والشعور بالذنب.
  • كما أن الطبيب النفسي سوف يساعدكما في تقديم الطريقة الأمثل للتعامل مع بعضكما.

ثانيًا: بدء الحديث عن المشكلة مع والدتك

  • من أفضل الحلول التي يمكن أن تتبعها هو التحدث بلطف مع والدتك، ومحاولة تتبع الأسباب التي تدفعها لهذا التعامل السيء معكم، والبدء في مناقشة الأسباب وعلاجها.

ثالثًا: ضع مسافة آمنة بينكما

  • إذا لم تتمكن من تحصيل نتيجة من التحدث مع والدتك، أو فشلت كل طرق تقديم الدعم من أجل تغييرها، من الأفضل أن تضع بينكما مسافة آمنة؛ حتى تمنع تعرضك لأي ابتزاز عاطفي أو أذى نفسي قد يلحق بك ضررًا عميقًا.
  • لكن احرص على ألا تقطع صلة الرحم، وأبقى على برها وودها كما أمرنا الله عز وجل.

رابعًا: امنحها الدعم النفسي

  • قد تظن أن الأطفال وحدهم من يحتاجون إلى تلقي الدعم النفسي، ولكن قد يكون ما ينقص أمك في حياتها هو تلقي الدعم العاطفي منك أو من باقي الأبناء من أجل تشجيعها على تغيير السلوكيات السيئة الواقعة فيها.

اقرأ أيضًا: هل التفكير الزائد مرض نفسي

نصائح لتحسين علاقة الأم بالأبناء

أولًا: وجود فهم متبادل

  • من جهة الأبناء يجب أن يتفهموا أن أمهم كائن مثلهم تمامًا قد تمر عليها أيام ترهق فيها وتتعب، كما أنها تواجه ضغوطات في حياتها تمامًا مثلهم.
  • أما من جهة الأم، يجب أن تفهم أن أولادها يعبرون بمراحل عمرية مختلفة تدفعهم لإحداث تغير طفيف في سلوكياتهم أو طريقة تفكيرهم، لذلك يجب أن تعلم جيدًا كيف تتعامل مع المراحل المختلفة التي يمر بها أطفالها.

ثانيًا: صنع أوقات وذكريات جميلة

  • مثل أن تعرض الأم على أطفالها قضاء بعض الوقت في مدينة الملاهي، أو الخروج في نزهة، كما أنه من الأفضل أن تحاول صنع الذكريات وطباعتها في عقولهم وهم في مرحلة صغيرة من العمر.
  • بالإضافة إلى ذلك يمكنها أحيانًا مشاركة النشاطات والهوايات التي يحب أطفالها ممارستها مثل كرة القدم، والرسم والغناء، والعزف.
  • في مرحلة المراهقة يجب أن تقدم الدعم وتقدم على الاستماع لهم، والخروج مع أبنائها على انفراد، ومشاركة الأسرار معهم حتى يشعرون بالأمان معها، من ثم لا يجدون مشاعر الكره تجاها تكبر، ويتساءلون هل كره الام مرض نفسي أم لا.

ثالثًا: تقديم المساعدة

  • قد تدفع الأعمال المختلفة التي تؤديها الأم على مدار اليوم من تنظيف، وطبخ وغسيل وغيره من الأعمال المنزلية، إلى شعورها بالضغط النفسي، أو يجعلها شخصية عصبية أكثر من اللازم.
  • لذلك من الجيد أن يقوم الأبناء بمساعدة أمهم في تخفيف عبء الأعمال المنزلية عنها.
  • من الجدير بالذكر أن هذا أيضًا يدفعها للشعور بمحبتهم لها وتقديرهم وإخلاصهم، مما يساعد على تحسين العلاقة بينهم.

رابعًا: تقديم الدعم العاطفي

  • يجب على الأم أن تقوم بتقديم الدعم العاطفي إلى أطفالها باستمرار؛ من أجل المساعدة في خلق بيئة نفسية سوية؛ حتى تبني أطفال بشخصية قوية واثقين من أنفسهم، بدلًا من أطفال مرضى يكرهونها، من ثم تتساءل عن سبب كره أطفالها لها، وهل كرة الام مرض نفسي ام لا.
  • كما يجب أن تستمع لمشاكلهم المختلفة باختلاف أعمارهم، وإبداء الاهتمام مهما بدت المشكلة تافهة أو بسيطة.

خامسًا: إحسان الظن وتقديم المسامحة

  • قد تخلف المشاكل التي تحدث عادةً بين الأم وابنها، بعض المشاعر السلبية، والتي يجب عدم الاستماع إليها أو الأخذ بها.
  • حتى لا تكبر هذه المشاعر وتنقلب إلى عداء بين الأم وابنها، لذلك عليك أن تضع دومًا الأعذار، وتصفح وتسامح والدتك على سوء تصرفها، ولا تجعل الخصام بينكما يطول.

قد تدفع مصاعب ومشقات الحياة المرء لاكتساب سلوكيات متناقضة لما هو واقعي ومُسلم به، مثل أن يكن الكره والحقد لأحد أفراد عائلته، بل وأمه التي من المفترض أن تكون مصدر أمانًا له.

قد يعجبك أيضًا