أسباب الوسواس القهري الديني

أسباب الوسواس القهري الديني عديدة، فمنها ما يكون لأسباب خطيرة تلازم المصاب بها، ومنها ما يكون لأسباب بسيطة ومن السهل علاجها، ولأن العديد من الناس يعانون من ذلك الوسواس فسوف نعرض لكم من خلال موقع زيادة أسباب الوسواس القهري الديني، وكيفية معالجتها من أجل العيش في سلام.

أسباب الوسواس القهري الديني

مما لا شك فيه بأنه هناك الكثير من الأشخاص يعانون من العديد من المشكلات النفسية المختلفة والتي تؤثر بنسبة كبيرة في قدرتهم على الحياة بشكل طبيعي، وكذلك ممارسة المهام الحياتية اليومية.

فمن أبرز هذه المشكلات النفسية هي مشكلة الوسواس القهري، ويقصد بهذه المشكلة هو الإيمان بفكرة معينة والتي تلازم الذهن بشكل دائم ومستمر.

إذ أنها تحتل جزء كبير من الشعور والوعي، وتؤدي إلى الاقتناع بها على الرغم من كونها فكرة سخيفة، حتى تصبح فكرة قهرية أي لا يمكن التحرر منها بسهولة، وينعكس تأثيرها على الحياة، وعلى قدرتنا على العمل ومباشرة المهام.

لأن هذه المشكلة أصبحت تصيب العديد من الناس، فسوف نقوم بتسليط الضوء عليها في موضوعنا هذا، إذ أننا في حقيقة الأمر سوف نوجه اهتمامنا بشكل كبير إلى أخطر أنواع الوسواس القهري وهو الوسواس القهري الديني.

يُقصد بالسواس القهري الديني هو الشك في الإيمان بالله عزل وجل، ومن أبرز أسباب الوسواس القهري الديني هي ضعف الإيمان والثقة بالله، وظهور بعض السلوكيات المتعلقة بالشعائر الدينية كما هو في الآتي:

  • تكرار الوضوء عدة مرات.
  • إعادة الصلاة بسبب الشك في عدم أدائها بشكل صحيح.
  • الغسل مرارًا وتكرارًا من أجل إتمام مختلف العبادات.

فضلًا عن ذلك فإنه من الوارد أن يكون من أسباب الوسواس القهري الديني هو التشدد المبالغ فيه في الدين، والانصياع لوسوسة الشيطان، وكذلك فقدان الثقة بالنفس، أو التنشئة الغير صحيحة للفرد.

اقرأ أيضًا: هل مرض الوسواس القهري يشفى

أبرز علامات الوسواس القهري الديني

تعرفنا على أسباب الوسواس القهري الديني، وحان الآن أن نتطرق في الموضوع بشكل أكثر شمولًا ونعرض لكم أبرز العلامات التي تدل على الإصابة بالوسواس القهري الديني.

إذ أنه في حقيقة الأمر اضطراب الوسواس القهري المتعلق بالدين يجعل الأشخاص المصابين به تظهر عليهم مجموعة من الأعراض الغير محبذة والتي تدل على اتباعهم للمعايير الحادة سواء المرتبطة بالدين أو بالأخلاق.

فيما يلي سنعرض لكم أبرز العلامات والسلوكيات القهرية التي تظهر على المصابين بالوسواس القهري الديني:

  • قد يدفع الوسواس القهري الديني العديد من المصابين إلى الكفر بالله، وذلك بسبب تفكيرهم المتكرر والتشكيك في الإيمان بالله.
  • القلق الشديد من دخول النار هو أبرز علامات الإصابة بالوسواس القهري الديني، وذلك القلق قد يتحول إلى الهواجس والشك في كل التصرفات الأخلاقية الصادرة من المصاب.
  • البحث بشكل متكرر من قِبل المصابين بالوسواس القهري الديني عن زعماء الدين والفقهاء، وهذا من أجل الاطمئنان من صحة الطقوس والعبادات التي يقومون بها.
  • التكرار بشكل غير مبرر لمقاطع من الكتب المقدسة، سواء أن كان ذهنيًا، أو كما في أغلب الأحيان كلاميًا.
  • الإكثار من الصلاة خوفًا من عدم إتمامها بكفاءة عالية وبشكل سليم.
  • سيطرة بعض العبارات المقدسة في الذهن أثناء الصلاة بشكل زائد عن الحد، مما يدفع الشخص إلى إعادته للصلاة بسبب التشتيت.
  • الاعتقاد الدائم لمرضى الوسواس القهري الديني بأنهم مذنبين بشكل مستمر، وبأن نهايتهم العقاب الشديد ودخول الجحيم.
  • التجنب الكثير من الحالات والمواقف والتي تبدو عادية خوفًا من الوقوع في الذنب أو المعصية، حتى مع أتفه الأمور.

الأفكار التي تساور مريض الوسواس القهري الديني

استكمالًا لموضوعنا الذي يعرض لكم أسباب الوسواس القهري الديني، فإننا سوف نعرض فيما يلي كيفية تأثير الوسواس القهري الديني على حياة المصابين وتغيرها بشكل جذري، ومعاناتهم من القلق الزائد.

إذ أننا فيما يلي سوف نعرض لكم مجموعة من النماذج التي تعكس الأفكار المحتملة التي تساور المرضى، ومن أبرز هذه الأفكار ما يلي:

  • من الطبيعي أن يؤدي الوسواس القهري الديني إلى جعل تفكير المرضى شاذ عن الطبيعي، فمثلًا الأشخاص الطبيعية عند قراءتهم لقصص الأنبياء يشعرون بالعظة ومدى قدرة الله عز وجل.

على النقيض الأشخاص المصابين بالوسواس بدلًا من أن يشعروا بذلك فإنهم يقوموا بتلفيق الاتهامات للأنبياء بالتقصير وبأنهم لم يقوموا بالعبادة على أكمل وجه.

  • قد يزداد الشعور الداخلي لمريض الوسواس القهري الديني بالتقصير إلى الدرجة التي تجعله يترك الصلاة خوفًا من أن يكون منافقًا، أو قيامه بذلك الأمر من باب الرياء.
  • الشك في وجود الله سبحانه وتعالى من الأفكار التي تساور مرضى الوسواس القهري، والتي تنتج عن التفكير بشكل مبالغ فيه، والذي يصل في بعض الأحيان إلى الاعتقاد بأن أي نوع من النباتات أو الحيوانات هي الل والعياذ بالله، إلى أن يصل الأمر بهم للجنون.
  • يظل مريض الوسواس القهري في شك وتفكير حتى يهيأ له أنه إذا قام ببلع ريقه في حالة الصيام يكون فاطرًا، كما أنه يصاب بالشكوك حول كونه تناول الطعام أو المياه بالخطأ.
  • يظل مريض الوسواس القهري ينظر أرضًا أثناء المشي خوفًا من أن يمشي في أي مكان ومن ثم يخطوا على أي ورقة تحمل اسم الله عز وجل.
  • يشعر المصاب بالوسواس القهري الديني عند قوله الأذكار بأنه ينطقها بشكل غير صحيح، أو ربما أنها لا تؤثر به على الإطلاق.

الوسواس القهري الديني والكفر بالله

كما ذكرنا مسبقًا ونحن بصدد الحديث عن أبرز أسباب الوسواس القهري الديني، بان من صفات المصابين به شعورهم الدائم بالتقصير وارتكاب الآثام، فقد ازداد هذا الأمر للحد الذي دفع العديد من المصابين إلى الاعتقاد بأنهم يكفرون بالله، مما أدي إلى شعورهم بالخزي والعار.

إذ أنه في حقيقة الأمر الوسواس القهري الديني لم يقتصر على مبالغة المصابين به في تكرار أداء الشعائر الدينية فقط، أو حتى تكرار النظافة المتعلقة بطقوس الصلاة، ولكن الأمر تضخم لديهم وأدي إلى قيامهم برفض الألوهية دون وعي.

فمن المحتمل أن يدفع الاضطراب النفسي المؤدي إلى الإصابة بالوسواس القهري الديني بعض الأشخاص إلى سب الله بداخل أنفسهم، أو ربما سماع أصوات داخلية تخلق الشك في وجود الله من الأساس.

على الرغم من أن عقل المريض قد يرفض ما يسمعه أو يشعر به بسبب الوسواس القهري، إلا أنه يشعر بأنه قد كفر بالله أو خرج عن الدين.

لكن علماء الدين والفقهاء قالوا بأنه إذا كان الوسواس القهري الديني نابع عن الاضطرابات النفسية، فإن الشخص الذي يشك في إيمانه بالله، أو يأتي في خواطره هواجس أن الله لا وجود له، لا يكون هناك ذنبًا عليه، مادام ذلك الأمر رغمًا عنه.

فإن الله عز وجل رفع القلم عن المرضى النفسيين الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري الديني، وذلك لأن ما يصدر منهم من شكوك حيال الدين وعلاقتهم بالله هي أمور خارجة عن الإرادة.

اقرأ أيضًا: كيف أتخلص من الوسواس القهري

كيفية علاج اضطراب الوسواس القهري الديني

في سياق عرضنا أسباب الوسواس القهري الديني، فقد حاولنا أن خوض في الموضوع بشكل أوسع وقمنا بعرض مجموعة متنوعة من المعلومات عن هذا النوع الخطير من أنواع الاضطراب النفسي والمتمثل في الاضطراب النفسي الديني.

حان الآن أن ننتقل بكم إلى أهم معلومة وهي كيفية علاج الوسواس القهري الديني، فمن الجدير بالذكر أن أبرز علاج لهذا الاضطراب هو فعل الأشياء التي نستمتع بها ونحبها.

بمعنى أنه حين نفعل ذلك فإن المخ يبدأ بالتعود والإدراك اللاشعور بأن تفريغ الطاقة في الأشياء التي نحبها أفضل بكثير من تفريغها في تلك الوسواس والشك في كل الأمور من حولنا.

إلى جانب ذلك فهناك علاجات رئيسيان لهذه المشكلة، وهما العلاج النفسي، وكذلك العلاج الدوائي، إذ أنه في حقيقة الأمر قد لا يؤديان إلى التخلص تمامًا منها، ولكنهما يحاولان السيطرة على أعراضها والتقليل من حد تأثيرها.

ففيما يلي سوف نذكر لكم علاجات الوساوس القهرية في الدين، والتي يلزم تكثيفها من أجل كبح أعراض وأسباب الوسواس القهري الديني، وإليك بها:

العلاج النفسي للوسواس القهري الديني

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي هو أفضل خيار للعلاج النفسي الناتج عن أسباب الوسواس القهري الديني، إذ أنه يحتوي على عنصر هام وهو التعرض ومنع الاستجابة.

تلك الطريقة تهدف إلى تعريض الأشخاص المصابين بالوساوس القهرية إلى مخاوفهم ولتكن على سبيل المثال الشك في الوضوء فنقوم بتعريفهم بالوسائل التي تستخدم من أجل مقاومة الرغبة في إعادته مرارًا وتكرارًا.

قد يتطلب عنصر التعرض ومنع الاستجابة العديد من الممارسات والجهد من أجل تعليم المرضى كيفية التحكم والإدارة للوساوس القهرية في الدين، والاستمتاع بالحياة الأفضل.

معالجة الوسواس القهري الديني بالأدوية

بمجرد أن أحطت علمًا بأسباب الوسواس القهري الديني ولاحظت كونها تشوبك بعض الشيء فيلزم عليك أن تعالجها من أجل التخلص من تلك المشكلة النفسية المؤذية، إذ أنه هناك مجموعة من الأدوية المتعلقة بالأمراض النفسية.

تلك الأدوية تعمل بفاعلية على سيطرة المرضى على هواجسهم وأفعالهم القهرية الناتجة عن اضطراب الوسواس القهري الديني.

من أبرز أدوية الاكتئاب التي تم اعتمادها من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من أجل علاج الوساوس القهرية الدينية، ما يلي:

  • دواء كلوميبرامبين والذي يُعرف تجاريًا باسم أنافرانيل، إذ أن هذا الدواء يتناسب مع البالغين، وكذلك الأطفال من عمر 10 أعوام فيما فوق.
  • دواء فلوكسيتين أو بروزاك، ويمكن تناوله من قِبل البالغين، أو الأطفال فوق عمر السبعة أعوام.
  • أدوية باروكسيتين لعلاج الوسواس القهري الديني للبالغين فقط، ومن أمثلة هذا الأدوية هو دواء باكسيل، ودواء بيكسيفا.
  • معالجة الوسواس القهري الديني بدواء سيراترلين أو زولوفت، إذ أنه من الممكن استخدامه من قِبل البالغين، أو الأطفال فوق عمر 6 أعوام.

يلزم قبل أخذ أي دواء من هذه الأدوية المخصصة لعلاج الاكتئاب والأمراض النفسية المسببة للوسواس القهري الديني أن يتم استشارة الطبيب المختص.

اقرأ أيضًا: أفضل علاج للوسواس القهري مجرب

القرآن الكريم لعلاج الوسواس القهري الديني

تحدث الكثير من فقهاء الدين وأئمة المسلمين لاسيما الإمام ابن تيمية عن دور القرآن الكريم في معالجة الوسواس القهري الديني، إذ أنه يلزم على الشخص المصاب به أن يستمع ويقرأ القرآن بشكل مستمر.

فإن ذلك الأمر سوف يجعله يتخلص من الوساوس القهرية في الدين، كما أنه سوف يطرد الشيطان الذي يبث الشك بداخله حول علاقته بربه، فمن الضروري تشبع الروح بالآيات القرآنية الحكيمة.

كما أنه من اللازم على المصابين بالوسواس القهري الديني أن يصدقوا ويؤمنوا بأن الذي يتعرضون له هو أمر بفعل الشيطان الرجيم، ويجب أن يتغافلوا عنه ولا يقوموا بالاستجابة للأفكار الشيطانية.

فإن الله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه العزيز ألا نقوم بالأعمال التي يوسوس لنا الشيطان بها، وذلك في قوله تعالى “وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ” (البقرة، 208).

خلاصة القول يجب أن يقوم المصاب بمرض الوسواس القهري الديني بالتعوذ بالله عز وجل من الشيطان الرجيم، والإكثار من الاستغفار، وكذلك الدعاء بأن يبعد الله عنه هذه الأفكار السيئة في الدين.

كما أن إشغال العقل بالأفكار الأخرى يقلل من التفكير في الوساوس، فإن تجاهل الأفكار السيئة بمرور الوقت يجعلها تتلاشي وحدها.

الوسواس القهري الديني هو اضطراب نفسي لا يمكننا تجاهله، إذ أنه من الممكن أن يدفع المرضى إلى الخروج عن الدين رغمًا عنهم، لذا يلزم معالجته بالقرآن الكريم وبالوسائل العلاجية الأخرى.

قد يعجبك أيضًا