هل الغيبوبة تسبب الوفاة

هل الغيبوبة تسبب الوفاة؟ وما هي أسباب الإصابة بالغيبوبة من الأساس؟ فمن المتعارف عليه بأن الغيبوبة تنتج عن وجود ضرر في أجزاء من الدماغ، وعندما يرتبط الأمر بالدماغ التي تكون مركز التحكم في الجسم فإن ذلك يثير الشك والتوقع لحدوث الوفاة.

فهل الغيبوبة تسبب الوفاة كما يعتقد البعض؟ وهذا ما سوف نجيب عنه من خلال موقع زيادة.

هل الغيبوبة تسبب الوفاة

يُقصد بمفهوم الغيبوبة هو فقدان الوعي أو فقدان القدرة على اليقظة والتعامل مع مختلف المحفزات من حولنا والاستجابة لها، إذ أن ذلك الأمر يحدث نتيجة التضرر في بعض الأجزاء من الدماغ.

فقد يكون التضرر ذلك إما بشكل دائم أو مؤقت، فعلى الرغم من أن الغيبوبة هو السبات العميق الذي يستمر لفترة تختلف من شخص لآخر، إلا أن المريض الذي يعاني من الغيبوبة يكون على قيد الحياة.

لكنه لا يكون قادرًا على أن يستيقظ لكي يفكر، ويتكلم، ويصدر أي رد فعل لمن حولة، وهذا الأمر لا يجعلنا أن نتجاهل بأن الغيبوبة تصنف على أنها من الحالات الطبية الطارئة.

إذ أنه يلزم على مريض الغيبوبة أن يتلقى العلاج الفوري للحفاظ على صحة دماغه، وعملها، وكذلك وظائفها المختلفة، فإن احتمالية الشفاء منها كبيرة للغاية، وعادةً لا تستمر لأكثر من 4 أسابيع ويظهر تعافي المريض بشكل تدريجي.

لكن فكرة أن تتضرر أجزاء في المخ وتؤدي إلى الخلل في عمله تكون مقلقة، وتدعو للتساؤل عن هل الغيبوبة تسبب الوفاة؟

في حقيقة الأمر بأن احتمالية حدوث الوفاة متوقفة على حجم الضرر الذي وقع على الدماغ.

فلا يمكننا القول بأن الغيبوبة تسبب الوفاة إذ أنه على حسب حدة التضرر، حيث إنه في الحالات الشديدة من الغيبوبة قد تتحطم خلايا وأنسجة الدماغ، وبالتالي يتوقف عمله ويؤثر على مراكز التنفس ويموت المريض.

لكن بصفة عامة في حالات الغيبوبة المتوسطة فيكون من السهل على المريض أن يستيقظ ويعود إلى حياته الطبيعية، وذلك متوقفًا على مدة الغيبوبة، والسبب المؤدي لها، وكذلك العلاج.

اقرأ أيضًا: هل انخفاض السكر يسبب الوفاة

الأنواع التي تنقسم لها حالة الغيبوبة

لكي تكون إجابتنا عن سؤال هل الغيبوبة تسبب الوفاة واضحة بشكل أكثر، سوف نعرض لكم فيما يلي أنواع الغيبوبة، إذ أنه يتم تصنيف أنواع الغيبوبة على حسب المسببات لها، وفيما يلي سوف نوضح لكم الأنواع ومدى خطورة كل منهم:

الغيبوبة الناتجة عن الاعتلال الدماغي السمي

ذلك النوع من من الغيبوبة يُعرف أيضًا باسم الغيبوبة الاستقلابية، وهي حالة يحدث فيها الضعف في بعض وظائف المخ، مؤدية إلى ظهور بعض الأعراض كالهذيان، والرعشة، والتعرق.

بالإضافة إلى التسارع في نبضات القلب، والاضطراب الذهني وغيرها، وفي الأغلب يمكن للمريض الشفاء من أعراض ذلك النوع من الغيبوبة.

غيبوبة نقص الأكسجين

هذه الحالة من حالات الغيبوبة تحدث غندما يكون هناك نقص في الأكسجين بداخل الدماغ، إذ أن ذلك الأمر سوف يتسبب في موت وتلف بعض الخلايا والأنسجة في المخ، وهذا أمر خطير.

يرجع السبب في نقص الأكسجين من المخ إلأى الإصابة بالصدمات في الرأس، أو تناول جرعات زائدة من الأدوية، أو الإصابة بالنوبات القلبية.

الغيبوبة الإنباتية المستديمة

هي نوع من أنواع الغيبوبة والتي تصنف على أنها من اضطرابات الوعي الشديد، إذ أنها تؤدي إلى دخول المريض في عدة دورات من النوم والاستيقاظ، حيث إنه يكون ما بين فقدان الوعي والإدراك.

فالمريض المصاب بالغيبوبة الإنباتية المستديمة قد يتمكن من الاستيقاظ والقيام بأداء حركات لا إرادية وذلك دون أي وعى منه.

هذا النوع من أنواع الغيبوبة قد يمكن الاستيقاظ منه مرة أخرى، ولكن سوف يكون المريض مصابًا بتوقف وظائف الأجزاء العلوية من المخ، وبالطبع تلك مشكلة خطيرة.

لكنه بصفة عامة سوف يكون قادرًا على التنفس، بالإضافة إلى ذلك فإن وظائف دورته الدموية تكون مستمرة، وكذلك الدورات بين النوم واليقظة.

غيبوبة موت المخ

يُطلق على ذلك النوع من الغيبوبة الموت الدماغي، إذ أنه في تلك الحالة يتم حدوث ضرر على نطاق واسع في المخ، مما يترتب عليه توقف جميع وظائفه بشكل دائم، وهذا الأمر قد يؤدي إلى الوفاة.

إذ أننا خلاصة القول حول إجابة سؤال هل الغيبوبة تسبب الوفاة، نقول بأن الغيبوبة تسبب الوفاة في حالة تلف جميع أنسجة الدماغ وتوقف وظائفه.

اقرأ أيضًا: علامات الموت عند مريض الغيبوبة

الأسباب المؤدية إلى الدخول في الغيبوبة

بعد أن تعرفنا معًا على إجابة سؤال هل الغيبوبة تسبب الوفاة، حان الآن أن نتطرق بشكل أكثر في الموضوع، حيث إننا فيما يلي سوف نذكر لكم الأسباب المؤدية إلى الدخول في حالة الغيبوبة.

إذ أنه كما أسلفنا الذكر بأن الغيبوبة تنتج عن الضرر في الدماغ، وذلك الضرر يشمل عدة أسباب كما هو في الآتي:

  • الإصطدام بالقوة البالغة في الرأس أو الإصابة بالجرح الشديد، وذلك بفعل حوادث الطريق، أو الإصابات الناتجة عن التمارين الرياضية.
  • إصابة الدماغ بالعدوى والتي قد تؤدي إلى الالتهاب للدماغ بأكملها، أو التهاب النخاع الشوكي، أو ربما حدوث عدوى في الأنسجة التي تحيط بالدماغ، فكلها أمور تؤدي إلى الغيبوبة.
  • في حالة إنخفاض مستوى الأكسجين عن المعدل الطبيعي أو انقطاعه بصفة عامة نتيجة التعرض للنوبة القلبية، أو للسكتة الدماغية، أو حتى للغرق، فإن ذلك يترتب عليه الدخول في الغيبوبة.
  • الاضطراب في مستويات السكر في الدم اي الارتفاع أو الانخفاض بشكل مفاجئ ينتج عنه ما يُعرف بغيبوبة السكر.
  • زيادة السموم في الجسم أو أخذ الجرعات الزائدة من بعض الأدوية، إذ أنه عندما يتم دخول أول أكسيد الكربون في الجسم تتلف الدماغ وبالتالي تحدث الغيبوبة، وكذلك زيادة المواد الفعالة للأدوية تتسبب في الغيبوبة.
  • من الممكن أن تؤدي نوبات الصرع المتكررة إلى الدخول في الغيبوبة.

الأعراض الدالة على الإصابة بالغيبوبة

استكمالًا لموضوعنا الذي يجيب عن سؤال هل الغيبوبة تسبب الوفاة، فإننا فيما يلي سوف نذكر لكم أبرز الأعراض والعلامات الدالة على حدوث الغيبوبة:

  • عدم قدرة العين على الإستجابة لتعرضها للضوء، إذ أنه في الحالات الغير متعرضة للغيبوبة تنقبض العين بشكل تلقائي عند اقتراب الضوء منها، وتتسع عند ابتعاد الضوء عنها.
  • لا يتم الاستجابة لأي ألم ناتج عن العوامل الخارجية.
  • ضعف أطراف المصاب وعدم قدرتها على التجاوب.
  • الاضطراب في التنفس.
  • إغلاق العينين بشكل تدريجي إلى أن يتم إغماضها بالفعل.

كيفية تشخيص الغيبوبة

عند إصابة أي شخص بالغيبوبة لا يكون قادرًا على التحدث والتعبير عما يشعر به من الأعراض، لذا يتم الأعتماد في تشخيصه على المرافق له، إذ أن الطبيب في بادئ الأمر يقوم بحصر مجموعة من المعلومات عن المريض.

تشمل تلك المعلومات الأعراض التي كان يعاني منها المريض قبل فقدانه للوعي من الغثيان والصداع وغيرها، الطريقة التي تم فقد بيها الوعي، وأي تغييرات أثرت على قدرة الشخص في أداء وظائفه العادية.

كذلك الأدوية التي كان يتناولها المريض وكيفية تعامله مع الجرعات المحددة له، فإن كل تلك الأمور تفيد في التشخيص، ومن ثم يتم التوجه إلى إجراء بعض الاختبارات المعملية، أو الفحوصات على الدماغ وفيما يلي سوف نتعرف عليهم:

الاختبارات المعملية للكشف عن الإصابة بالغيبوبة

في سياق عرضنا لكم إجابة سؤال هل الغيبوبة تسبب الوفاة، كان من المتوجب علينا أن نذكر لكم طرق التشخيص لتلك الحالة المريضة.

حيث إننا فيما يلي سوف نذكر لكم كيفية التشخيص للغيبوبة من خلال الإجراءات التي تتم في الاختبارات المعملية والتي تشمل الآتي:

  • أخذ عينة من الدم وذلك لفحص تعداد الدم الكامل، والتحقق من وجود التسمم من أول أكسيد الكربون، وكذلك للكشف عن الجرعات المفرطة من الأدوية أو المخدرات.
  • إجراء فحوصات للتحقق من وظائف كُلا من الكبد، والغدة الدرقية، وكذلك الكلى.
  • فحص الدم لكشف نسبة الجلوكوز والأملاح فيه.
  • قد يتم اللجوء إلى إجراء البزل النخاعي وذلك لتحقق من أي عدوى في الجهاز العصبي.

فحوصات الدماغ لتشخيص الغيبوبة

قد يتم لجوء الطبيب إلى خضوع المريض لإجراء فحوصات الدماغ وذلك لكي يتم تحديد مناطق الإصابة والتضرر في خلايا الدماغ، وتتضمن تلك الفحوصات ما يلي:

  • إجراء التصوير المقطعي المحوسب على الدماغ وذلك لتكوين صورة مفصلة للدماغ من الداخل والتحقق من أي نزف، أو ورم، أو أي ضرر تسبب في حدوث الغيبوبة.
  • فحص الدماغ بتصوير الرنين المغناطيسي، حيث إنه سوف يستطيع من الكشف عن الأنسجة المتضررة من الدماغ.
  • قياس النشاط الكهربائي للدماغ وذلك من خلال إجراء فحص مخطط الكهربائية، والذي يتم فيه إدخال أقطاب كهربائية صغيرة الحجم إلى فروة الرأس لكي تقوم بتصوير النبضات الكهربائية للدماغ وتحديد أي خلل بها.

اقرأ أيضًا: هل نزيف الدماغ يسبب الوفاة؟ وكيفية الوقاية منه

طرق العلاج من الغيبوبة

الأمر الذي استدعى لتساؤل البعض عن هل الغيبوبة تسبب الوفاة، هو بأن الغيبوبة تصنف على أنها حالة طبية طارئة وتتطلب توفير إجراءات الرعاية الكاملة والداعمة.

إذا أنه وبالحديث عن العلاج من الغيبوبة فإنه بمجرد أن يتعرض الشخص للإصابة بالغيبوبة يلزم نقله إلى المستشفى بشكل فوري.

ذلك لكي يتم تحقق الطبيب من مجرى الهواء لديه والحفاظ على التنفس الطبيعي له وكذلك جريان الدم، ووضعه على جهاز التنفس الصناعي.

في حقيقة الأمر تختلف علاجات الغيبوبة باختلاف السبب، فقد يكون المريض بحاجة إلى تناول الأدوية لتخفيف الضغط الواقع على الدماغ، أو قد يكون بحاجة إلى إجراء العمليات الجراحية.

كما أنه في بعض الحالات قد يتطلب المصاب نقل الدم، وفي حالة غيبوبة السكر قد يحتاج المصاب إلى حقن الجلوكوز أو أخذ بعض المضادات الحيوية عن طريق الوريد.

بصفة عامة يمكن التخلص من أسباب الغيبوبة تمامًا وعودة الشخص المصاب إلى وظائفه الطبيعية وحياته، إذ أن الشفاء محتمل ويكون بشكل تدريجي.

لكن في بعض الحالات قد يحدث تلف شديد في الدماغ ينتج عنه الإعاقات الدائمة وعدم قدرة المصاب على أن يستعيد وعيه.

تؤدي الحالات الشديدة من الغيبوبة إلى تلف الدماغ بشكل كامل وتوقف عملها، وهذا الأمر إذا تبعه مراكز التنفس والدورة الدموية، فإن المصاب يموت.

قد يعجبك أيضًا