وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ (تفسير الآية)

وهو معكم أينما كنتم

وهو معكم أينما كنتم إن الله تعالى يرانا يرعانا أينما ذهبنا، يرانا ولا نراه يصحبنا بمعيته لنا، تحمينا ألطافه ورحمته من نوائب الدهر، ولطالما أنقذتنا من المصائب والنوازل، ونحن لا ندري كيفما حدث ذلك، فاللطيف الخفي دومًا ما يمد يد العون دون أن نطلبها (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) الحديد/ 4، لذا تابعوا معنا السطور التالية عبر مقال عبر موقع زيادة .

سمعنا كثيرا عن سيدنا الخضر، فهل تعلم من هو سيدنا الخضر؟، وما هي أعماله؟، وهل هو نبي أو إنسان صالح فقط؟، يمكنك الآن التعرف عليه عبر مقال: من هو سيدنا الخضر؟ وهل هو نبي؟ وهل هو حي؟ وقصة سيدنا موسى والخضر

وهو معكم أينما كنتم

  • ومقصد الآية بظاهرها إثبات معية لله تعالى لخلقه، ومعية الله تختلف تمامًا عن معية بعضنا لبعض، ولا تشبه أيضًا تفسيرنا للمعية بقدرنا البشري لأننا مهما سعينا جاهدين لن ندرك كيف تكون معية الله خالق الكون لنا.
  • ومن ظواهر ولوازم المعية الإلهية، أن تعالى مطلعًا علينا، عالمًا بنا وبنجونا، سميعًا عليمًا قديرًا بصيرًا.
  • وهذا هو ظاهر الآية، ولم يحدث خلاف على تفسير هذا المعنى، وكان بإجماع المفسرين وعلى رأسهم أهل السنة بإثباته، والإيمان به.

إذا كنت ترغب في التعرف على من هو الصحابي الذي تستحي منه الملائكة؟ والمواقف العظيمة له، يمكنك زيارة مقال: من هو الصحابي الذي تستحي منه الملائكة؟ والمواقف العظيمة له

المراد بمعية الله ودلالته

  • قال ابن تيمية «وَلَيْسَ مَعْنَى قَوْلِهِ {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد 4] أَنَّهُ مُخْتَلِطٌ بِالْخَلْقِ» وإن كان تفسيرًا وتأويلًا، إلّا أنّ التفسير الصحيح؛ فقد دلل عليه القرآن والسنة النبوية، وإلّا أن تفسيرنا هذا هو مجرّد تأويل بدليل.
  • فإن الدليل على المراد من الكلام وتفسيره غير الظاهر لنا، فالمراد هنا بالمعية غير الاختلاط.
  • وفي لغة العرب معنى (مع) لا ينحصر فقط في المخالطة والامتزاج بالأبدان، بل لها استعمالات في معانٍ أخرى ومختلفة تبعًا لسياق الكلام.
  • وأصلها ومعناها في اللغة؛ “المُصاحبة المُطلقة والمشاركة بين الشيئين”.
  • فإذا قلنا (سِرْنا والقمر معنا)، هذه حقيقة لغوية، ولا تثبت سير القمر بجانب السائر.
  • وإذا قلنا (حضرت وقلبي معي) فهذه حقيقة لغوية أيضًا، تبرهن على المعية، لأن القلب مكانه مُستقر في الصدر.
  • وكذلك لو قلنا (ذهبت وصاحبي معي) فحقيقة لغوية كذلك، تدل المصاحبة بالأجساد.
  • فجميعها معانٍ لغوية للمعية؛ واختلفت مع اختلاف نوع المصاحبة.
  • فإذا كان كل هذا الاختلاف، باختلاف معية المخلوقين، فما بالك بمعية الله هو الذي ليس كمثله شيء.
  • واللغة لا تثبت وتوجب علينا هذا المعنى؛ وإنما هو تبعًا للسياق.
  • فلذلك، هذا الفهم يخالف ويعارض ما أجمع عليه السلف من الصحابة والتابعين؛ بأن الله ليس مختلطًا بالعباد، ولا يكون حالًّا بالعالم، بل المستوي والمتعالي فوق السماوات مستوٍ على عرشه.

هل تعلم من هو الصحابي الذي لقب بترجمان القرآن؟، يمكنك الآن التعرف عليه عبر مقال: صحابي لقب بترجمان القران: ولادته ومزاياه وما هي وصاياه؟

تفسير القرطبي لقوله تعالى (معكم أين ما كنتم)

  • قوله تعالى “هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير”.
  • سبحانه تعالى يعلم بقدرته وسلطانه أينما كنتم، وتعالى عليم بصير بأعمالكم، ولا يخفى عليه شيء منها.
  • وقد جُمعت بين الآيتين “استوى على العرش” وبين “وهو معكم”؛ لإظهار التناقض في الأخذ بالظاهر فقط، فلا بد من التأويل، وفي الإعراض عن التأويل تناقض.
  • وقد قال الإمام أبو المعالي “إن محمدًا صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، لم يكن بأقرب إلى الله عز وجل من يونس بن متى حين كان في بطن الحوت”.
  • وتفسير قوله “هو عليم بذات الصدور” بمعنى لا تخفى ما تكنه الضمائر.

قد سمعنا عن الخلاف الذي وقع بين علي بن أبي طالب وبين الصحابي معاوية بن أبي سفيان، فما هي تفاصيل هذا الخلاف وما حدث فيه وما سببه؟، كل هذا واكثر يمكنك التعرف عليه عبر مقال: معاوية بن أبي سفيان وخلاف على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان

تفسيرات أخرى

  • أخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله “وهو معكم أين ما كنتم” قال إنه عالم بكم أينما كنتم.
  • وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن سفيان الثوري، أنه سئل عن قوله وهو معكم، قال علمه.
  • وأخرج ابن مردويه، والبيهقي، عن عبادة بن الصامت قال، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم. إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله تعالى معه حيث كان”.
  • وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد بسند ضعيف، عن البراء بن عازب
    قال، قلت لعلي “يا أمير المؤمنين، أسألك بالله ورسوله إلا خصصتني بما خصك به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واختصه به جبريل، وأرسله به الرحمن”فقال “إذا أردت أن تدعو الله باسمه الأعظم، فاقرأ من أول سورة «الحديد» إلى آخر ست آيات منها عليم بذات الصدور وآخر سورة «الحشر»، ثم ارفع يديك”

    فقل “يا من هو هكذا، أسألك بحق هذه الأسماء أن تصلي على محمد، وأن تفعل بي كذا وكذا، مما تريد، فو الله الذي لا إله غيره لتنقلبن بحاجتك إن شاء الله”.

هل تعلم من هو الصحابي الجليل الذي بايع الرسول على أن لا يسأل الناس شيئا؟، يمكنك الآن التعرف عليه من خلال زيارتك لمقال: صحابي جليل بايع الرسول على ان لا يسال الناس شيئا

من تفسير ابن عثيمين

“لا ريب أن السلف فسروا معية الله تعالى لخلقه في الآيتين بالعلم، وحكى بعض أهل العلم إجماع السلف عليه، وهم بذلك لم يؤولوها تأويل أهل التعطيل، ولم يصرفوا الكلام عن ظاهره، وذلك من وجوه ثلاثة”

1- التفسير الأول

  • أن الله تعالى ذكرها [يعني المعية] في سورة المجادلة بين عِلْمين، فقال في أول الآية (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)،
    وقال في آخرها (إنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)؛ فدل ذلك على أن المراد؛ أنه يعلمهم ولا يخفى عليه شيء من أحوالهم.

2- التفسير الثاني

  • أن الله تعالى ذكرها في سورة الحديد مقرونة باستوائه على عرشه، الذي هو أعلى المخلوقات، فقال (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) إلى قوله (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)؛
    فدل على أن المراد معية الإحاطة بهم، علمًا وبصرًا، لا أنه معهم بذاته في كل مكان، وإلا لكان أول الآية وآخرها متناقضًا.

3- التفسير الثالث

  • أن العلم من لوازم المعية، ولازم اللفظ من معناه، فإن دلالة اللفظ على معناه من وجوه ثلاثة دلالة مطابقة، ودلالة تضمن، ودلالة التزام،
    ولهذا يمكن أن نقول هو سبحانه معنا بالعلم، والسمع والبصر، والتدبير والسلطان وغير ذلك من معاني ربوبيته، كما قال تعالى لموسى وهارون (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)، وقال هنا في سورة الحديد (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
  • “فإذا كان العلم من لوازم المعية صح أن نفسرها به، وبغيره من اللوازم التي لا تنافي ما ثبت لله تعالى من صفات الكمال، ولا يعد ذلك خروجًا بالكلام عن ظاهره”.

من “مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (1/ 247-250).

يمكنك الآن التعرف على كافة التفاصيل عن جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان وحادثة حرق المصحف في عهده من خلال مقالجمع القرآن في عهد عثمان بن عفان وحادثة حرق المصحف في عهده

وذكر ابن عثيمين أيضًا

“المعية لا تقتضي الحلول والاختلاط، بل هي في كل موضع بحسبه، ولهذا يقال سقاني لبنا معه ماء، ويقال صليت مع الجماعة، ويقال فلان معه زوجته.

  • في المثال الأول حتمت وتعني الاختلاط، وفي المثال الثاني تعني المشاركة بالمكان والعمل دون اختلاط، وفي المثال الثالث عنيت بالمصاحبة، ولم يكن اشتراك بالمكان أو عمل.
  • فإذًا معنى المعية يختلف باختلاف ما تُضاف إليه، فمعية الله لخلقه لا تشابه، معية المخلوقين لبعضهم، ولا يجوز أن تعني المزج والاختلاط في المكان؛ لأن الله ممتنع لخلقه وعلوه عليهم.
  • فهو يكون معنا، وهو مستويٍ على عرشه فوق السبع سماوات، لإحاطته بنا علمًا، وسمعا، وبصرا، وغير ذلك من ربوبيته.
  • فإذا فسرت بالعلم، لم تخرج عن مقتضاها، ولا تأويلًا، إلا إذا فهمت المعية بالمشاركة في المكان، أو الاختلاط على كل حال.
    من “مجموع فتاوى ورسائل العثيمين” (1/ 118).
  • ويتبين أن السلف لم يأولوا الآية بخلاف ظاهرها، وأن عبد الله بن عباس حين فسرها بقوله (هو على العرش وعلمه معهم) لم يكن ذلك تأويلا، بما يفهمه المتأخرون من لفظ التأويل.

واقرأ أيضا في هذا الموضوع قصة نبي قد ذكر في القرآن الكريم بالتفصيل: قصة نبي ورد ذكره في القرآن الكريم

“مجموع الفتاوى” (5/495)

  • “ولا حجة للمؤولة في هذه الآية، وتفسير السلف لها، على مذهبهم في الصفات، ولا على لزوم تعطيل شيء من دلالات النصوص على هذا الباب”.
  • وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (224764)، ورقم (192564)
  • رابعا، إن استواء الله على عرشه، لا يعارض ولا يتنافى من نزوله كل ليلة لسماء الدنيا في ثلث الليل الأخير؛ فالله أثبت الصفتين معًا، فلا يوجد بينهما منافاة، فصفاته تعالى لا تتماثل مع المخلوقين.

هل تعلم ما هو من هو أول رائد فضاء عربي قد زار الفضاء وتعرف عليه؟، وهل تعلم من هو أول مسلم زار الفضاء؟، يمكنك الآن التعرف عليه عبر مقال: من هو أول رائد فضاء عربي؟ وأول عربي مسلم يصعد إلى الفضاء

فمعية الله تحيطنا في كل شيء وبكل وقت، ولا تعني المشاركة في المكان والاختلاط، وهذا تفسيرًا خاطئ فُسر لأخذه بظاهر الكلام، لا بصفات الله وربوبيته، فكلًا منا على قدره نحن كمخلوقين لا نملك لأنفسنا نفعًا، وقدر الله وجلاله الذي يقول للشيء كُن فيكون.

قد يعجبك أيضًا