في أي سنة فرض الصيام

في أي سنة فرض الصيام ؟ صوم رمضان فرض في شعبان ، السنة الثانية للهجرة ، وكان بعد حوالي شهر من الانتقال من القبلة إلى الكعبة المشرفة، وقيل أن وجوب الصيام كان في ليلتي شهر شعبان من السنة الثانية فكان صيام شهر رمضان المبارك واجباً على كل مسلم قادر عليه ومن كان بالغ، عاقل، مقيم، خالي من أي مانع للصيام، وثبت ذلك بالقرآن الكريم وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم عبر موقع زيادة.

في أي سنة فرض الصيام؟

مراحل تطبيق الشريعة الإسلامية السريعة تختص بعدة مبادئ منها: التبني التدريجي للأحكام، بالنظر إلى الظروف وطبيعة النفوس والعادات والأصول التي اكتسبتها؛ فإن مبدأ التدرج يقوم على تشريع الأحكام الشرعية بما يتناسب مع طبيعة الظروف والناس والأرواح مع الحرص على إزالة الحرج، وعدم إلحاق أي ضرر، ثم الموافقة على الأحكام التي لا تتغير مع تغير المكان أو الزمان، ومن بين الأحكام التي توافق على الصوم تدريجيًا،  وما يليها بيان بكل مرحلة من مراحل الصيام الذي حدث:

  • أولًا: وجوب صيام اليوم العاشر من محرم، المرحلة الأولى من الصوم هي يوم عاشوراء، وكانت قريش تصوم في عصور ما قبل الإسلام، كما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد هجرته إلى المدينة صامه أيضًا وأمر المسلمين بالصيام، وخيرهم بين الصيام والفطر لما أمرهم بصوم رمضان، كما روى الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَن شَاءَ ، ومَن شَاءَ تَرَكَهُ” جُعل صوم عاشوراء إلزاميًا في السنة الأولى للهجرة، ثم أُلغي بفرض صيام رمضان في السنة الثانية. 
  • ثانيًا: المرحلة الثانية نسخ الله تعالى وجوب صيام يوم عاشوراء بفريضة صيام رمضان على الاختيار بين دفع الفدية والصيام، كما ذكر في قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(
  • ثالثًا: المرحلة الثالثة ألغيت المرحلة الثانية من صيام شهر رمضان وجعلها إلزامية على جميع المسلمين دون اختيار، لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) وعليه أقيم الصيام بالامتناع عن أي من المفطرات، من شروق الشمس الصادق حتى غروبها، وطوال شهر رمضان.

متى فرض صيام رمضان هجرية

  • صوم شهر رمضان من كل عام هو أحد أركان الإسلام الخمسة وأجمل أنواع الصيام، وبحسب الحديث القدسي: “وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما فرضت عليه” الواجب هو العمل الذي يحبه الله أكثر.
  • صار صوم شهر رمضان واجباً في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، بعد حوالي شهر من تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، صام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات بالإجماع. 
  • كان الصوم واجباً في الأمم السابقة وكان معروفاً عند أهل الكتاب، معاصري الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
  • لكن صيامهم لم يكن في رمضان، لم يشرع صيام رمضان من قبل، تختص أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  بفرض الصوم في هذا الشهر بالذات.

اقرأ أيضًا: تجربتي في الصوم عن الكلام

متى فرض الصيام بالتاريخ الميلادي؟

كان أول يوم من شهر رمضان الذي فرضه الله تعالى على المسلمين في 26 فبراير 624م هو أول يوم يفرض فيه شهر رمضان المبارك على التاريخ الميلادي.
فرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة الموافق 624 بالتقويم الميلادي، وصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رمضان في حياته، عند وفاته – صلى الله عليه وسلم – سنة 633 م الموافق للسنة الحادية عشرة للهجرة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصوم عن الميت

مراحل فرض الصوم

لقد فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في مراحل عديدة؛ حيث فرض الإسلام نفسه تدريجياً على ثلاث مراحل قال ابن القيم رحمه الله: “للصوم ثلاث مراحل: الأولى: واجب، ووصفه بالاختيار، والثانية: يجب، ولكن إذا نام الصائم قبل إطعامه، نهى عن الأكل والشرب حتى ليلة الغد، في نسخ ذلك في المرتبة الثالثة، وهذا ما قامت عليه الشريعة حتى يوم القيامة “.

  • المرحلة الأولى :

إنها مرحلة غياب القيود، وفي هذه المرحلة خير المسلمون في صيام شهر رمضان أو أن يدفعوا فدية الإفطار عن كل يوم أرادوا كسره، فيقول الله تعالى في سورة البقرة: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) وقد ورد تفصيل هذه المرحلة في حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ورد في صحيح مسلم متى نزلت هذه الآية: “وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ”

  • المرحلة الثانية

بعد أن كان الصيام خيارًا للمسلمين أصبح إلزاميًا لكل بالغ يتمتع بصحة جيدة، وكان الصيام من شروق الشمس إلى غروبها، إذا غربت الشمس اليوم فيسمح للمسلم أن يأكل ويشرب حتى ينام، وإن نام نهي عن الأكل والشرب حتى تغرب الشمس من اليوم الثاني، وروي عن البراء بن عازب رضي الله عنه حيث قال: كانَ أصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ الرَّجُلُ صَائِمًا، فَحَضَرَ الإفْطَارُ، فَنَامَ قَبْلَ أنْ يُفْطِرَ لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ ولَا يَومَهُ حتَّى يُمْسِى

  • المرحلة الثالثة

والمرحلة الثالثة هي المرحلة التي فرض فيها الصيام المعروف اليوم، أي يمتنع المسلم عن الأكل والشرب والشهوة من طلوع الفجر الثاني حتى غروب الشمس كل يوم، ولو نام ليلاً، أو بقي مستيقظا حتى طلوع الفجر الثاني والله العظيم أعلم.

متى فرض الصيام وكم صام خَيْرٌ البشر

  • وجوب صيام شهر رمضان في شعبان من السنة الثانية للهجرة، صام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين أو تسعة رمضانات.
  •  نعم فرض الصيام على الأمم السابقة، وقد اشتهر عند أهل الكتاب من معاصري الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 18: 3].
  • وجوب صيام رمضان لم يشرع من قبل؛ لأن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تختص بصيام شهر رمضان على وجه الخصوص، كلمة رمضان مشتقة من كلمة رمضان وهو الحار الشديد.
  • كان الصوم قبل وجوب رمضان صيام يوم عاشوراء (عاشوراء: اليوم العاشر من شهر محرم) وثلاثة أيام من كل شهر (وهو الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري)، ولما صار الصوم واجبًا في المدينة صار صوم عاشوراء صوم نفل وصوم رمضان واجبًا.
  • أول ما استدعى الصيام: النهي عن صيام الأكل وتجنب النساء بعد غروب الشمس إذا نام أو صلى بعد العشاء.

ثم أراحنا الله بقوله: (حِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم  وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)  }البقرة : 187 {.

اقرأ أيضًا: ما هو حكم الصوم مع ترك الصلاة

متى فرض الصيام وما هي أركانه؟

شهر رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن رحمة على الناس ودليل للصالحين، إنه أحد الأشهر المباركة التي يجب على المسلم أن يستخدمها في مختلف العبادات لجني الثواب من الله تعالى.

يمكن القول إن الدعوة إلى الإسلام ودين الله تعالى مرت بمرحلتين رئيسيتين في تاريخها:

  • مرحلة مكة: وهي الفترة التي أُطلقت فيها الدعوة إلى مكة بما يتفق مع دين الإسلام، أتباع حسن النية ونشر القيم الإسلامية بين المسلمين على اختلاف توجهاتهم.
  •  المرحلة المدنية: يشير الاسم المدني المرحلة إلى الوقت الذي يركز على نشر الافتراضات والقرارات حول دين الإسلام وحدود الدين والمعتقدات.

ولعل من أهم هذه الواجبات والمبادئ، وهو صوم رمضان الذي يلزم فيه الصيام بعد هجرة الرسول، وبعد تغيير قبلة المسلمين في بيت الله المقدس في عام ونصف. والصوم هو يوم العاشر من شعبان أي هرتز ، وقد فرض في السنة الثانية من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

أُلزم الصيام قرابة العاشر من شهر شعبان، أي نحو السنة الثانية من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

 أركان الصوم

للصوم ركنان أساسيان تحميان بنيته الروحية العظيمة من الانهيار وتحافظين على مقاصده الدينية العظيمة من الزلل بدون هذين الركنين لا يصح الصيام إطلاقًا ولا يثبت أجر الصائم.

  • الركن الأول: النية أي عزم القلب على الصوم إتمامًا لأمر الله والتقرب إليه؛ فإن كان الصوم واجبًا وجبت النية في الليل وقبل الفجر، وإذا كان الصوم طوعي صحت النية حتى بعد شروق الشمس.
  •  أما الركن الثاني من الصيام فهو الانقطاع أي: الإمساك عن الشهوات، والكلام الفاحش، وسائر أنواع المفطرات من الأكل والشرب والجماع من طلوع الشمس إلى غروبها.

ختاماً في أي سنة فرض الصيام؟ للصوم مكانة خاصة وقيمة كبيرة في الإسلام، فهو فرصة لتطهير الروح وتهذيب الأخلاق، وفرصة مهمة للتعلم الذاتي وترويض الشهوات، إنها أيضًا أداة للتحكم في الميول السيئة والسيطرة على الرغبات والميول غير الطبيعية، يعلم الصبر ويلين القلوب الخاشعة. 

قد يعجبك أيضًا