تجربتي مع الرحم المقلوب

تجربتي مع الرحم المقلوب بدأت عندما توجهت إلى أحد الأطباء أشتكي من ألم الطمث المتكرر بشكل غير طبيعي، الأمر الذي أثار مخاوفي وسرعان ما توجهت للطبيب أملًا في كتابة بعض المسكنات أو العلاج، ولكن تغيرت ملامح وجهي عندما سمعت “الرحم عندك مقلوب”! وهنا بدأت تجربتي مع الرحم المقلوب والتي سأشاركها معكم هنا عبر موقع زيادة.

تجربتي مع الرحم المقلوب

تجربتي مع الرحم المقلوب

لم تكن تجربة سيئة على الإطلاق فالكلمة للوهلة الأولى تبدو صادمة، ولكن حقيقة الأمر غير ذلك، فالرحم المقلوب لا يختلف كثيرًا عن الرحم الطبيعي إلا في انحناءة أعلاه، إذ إنه في الرحم الطبيعي ينحني إلى الأمام بينما في الرحم المقلوب ينحني إلى الخلف.

بدأ الأمر معي بألم شديد أسفل البطن يصاحب أيام الطمث، مع زيادة وتيرة التبول والشعور بضغط في المثانة، ولكن بعدما عرفت ما أعاني منه وجدت أنه يمكن أن يصاحب ذلك أعراض أخرى.

لكن الأمر سرعان ما تم تجاوزه إذ أن تجربتي مع الرحم المقلوب جعلتني أبحث عن الأسباب وكافة الأعراض والطرق العلاجية الممكنة، وهل تؤثر تلك المشكلة على الخصوبة والحمل؟ وهل يمكن أن يصل بي الأمر إلى العقم؟

اكتشفت أن أغلب ظنوني غير صحيحة، وأنها مشكلة ممكنة العلاج، فتابعت مع الطبيب المختص، وقمت بالحرص على أداء التمارين الرياضية التي وصفها لي الطبيب، وعمل المساج وجلسات التدليك، وقام الطبيب باستخدام العلاج بالفرزجة معي، وانتهت رحلة علاجي بالشفاء، وعودة الرحم لوضعه الطبيعي.

هذه التجربة لم تكن سهلة علي، وأنا متأكدة أن أي امرأة تسمع أن رحمها ليس على ما يرام حتى يصبح الأمر هاجس من الصعب السيطرة عليه، لذا سأتقاسم معكم المعلومات التي خرجت بها من هذه التجربة عبر السطور المقبلة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع نزول المشيمة

أسباب انقلاب الرحم

يمكن أن تصاب السيدة أو الفتاة بالرحم المقلوب نتيجة خلل جيني تسبب فيه عيب خلقي منذ الولادة، وقد تظهر أعراضه متأخرة، وتتسبب في المشكلات خصوصًا لمن تقدم بهم العمر.

كما أن من أسباب ذلك الحمل السابق والذي بدوره تسبب في تمدد الرحم، ومن ثم انقلابه، أو الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، ولكن في حالتي توقع الطبيب أن الأمر منذ ولادتي على الأرجح.

كما أن هناك بعض الأسباب المكتسبة تتسبب في حدوث تلك المشكلة كوجود ورم ليفي في الرحم، مما يتسبب في زيادة وزنه وجره إلى الخلف.

عادةً ما يكون هذا الورم حميد سواء نتج عن التهابات شديدة تحولت إلى خلايا وأجسام متليفة أو أيًا من الأسباب الأخرى كوجود التصاقات في البطن جراء نزيف أو الخضوع إلى عمليات جراحية في تلك المنطقة.

الأعراض المصاحبة للمصابة بالرحم المقلوب

يصاحب الرحم المقلوب عدة أعراض أهمها:

  • ألم شديد أثناء فترة الدورة الشهرية
  • ضغط في المثانة وتكرار التبول كثيرًا بشكل مبالغ فيه على مدار اليوم
  • السلس البولي الخفيف
  • ألم في أسفل الظهر والمهبل أثناء الجماع للمتزوجات
  • مشاكل في استخدام سدادات الحيض القطنية
  • ظهور نتوء في أسفل البطن، وتختلف الأعراض من امرأة إلى أخرى

طرق علاج الرحم المقلوب في الحالات البسيطة

إن المشاكل المتوقع حدوثها نتيجة الإصابة بالرحم المقلوب ليست بجسيمة، بل ويمكن علاجها على الفور، ويرجع ذلك إلى درجة ميل الرحم للخلف، ووجود التصاقات تسببت في ثباته أم لا، ويتم معرفة ذلك من خلال الفحص الطبي بالوسائل المختلفة.

من ثم اتباع الطريقة الصحيحة في العلاج، وهناك عدة طرق لعلاج الرحم المقلوب المتحرك والذي يكون ميله للخلف بسيط، ومنها:

1- استخدام الجهاز المهبلي (الفرزجة)

في حالتي كانت نسبة الميل بسيطة، والرحم ليس به التصاقات، لذا فقد تمت معالجتي أثناء الفحص المهبلي، وذلك باستخدام الفرزجة، ولكن هذا الحل مؤقت يزول بإزالة الجهاز.

لذا يجب دعمه ببعض التمارين التي أوصاني بها الطبيب موضحًا أن هناك بعض الحالات تستدعي التدخل الجراحي في حالة ميل الرحم الشديد للخلف، وكونه ثابت غير متحرك لوجود بعض الالتصاقات أو الأورام ولكن الأمر ليس خطرًا.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الرحم ذو القرنين

2- التمارين المختلفة

هناك بعض التمارين المختلفة التي تساعد على حل مشكلة الرحم المقلوب وهي:

  • تمرين الصدر الركبة: وذلك بضم الصدر إلى الركبة أثناء الاستلقاء على الظهر ببطء وتكرار ذلك لمدة 20 دقيقة.
  • تمرين التخلص من تقلصات الحوض: وذلك بالاستلقاء على الظهر في وضع النوم، مع فرد الذراعين وأخذ الشهيق أثناء رفع الأرداف عن الأرض، والزفير أثناء تنزيلهم، وتكرار ذلك نحو 15 مرة.

3- العلاج بالتمريخ

التمريخ هو مصطلح غير معروف توصلت إليه من خلال البحث عن الطرق الممكنة لعلاج الرحم المقلوب، ويمكن استبداله بالتمسيد أو التدليك وهي طريقة ترجع إلى عهد الفراعنة، واستمرت في ظل التكنولوجيا؛ وذلك لأثرها في علاج عدة المشكلات النسائية من أهمها:

  • مشكلة الرحم المقلوب: حيث ينصح الطبيب بعمل تدليك معين أسفل البطن، وحتى أثناء الحمل، والذي يقوم بدوره بتخفيف التوتر، وتهدئة الأعصاب، والعمل على تمدد الجلد، ومنع التشققات المصاحبة للحمل، وإرجاع الرحم إلي وضعيته الطبيعية وتقوية الأربطة والعضلات.
  • التخلص من الآلام المصاحبة للطمث الشهري
  • يساعد على تحفيز المبايض وتنشيطها
  • يساهم في التخلص من الالتهابات والإفرازات المهبلية المنفرة
  • يساعد على إزالة التشنجات المهبلية وإرخاء عنق الرحم
  • يعمل على علاج مشاكل قناة فالوب
  • يتميز التمريخ أنه طريقة طبيعية وآمنة وليس لها أي أثار جانبية على المدى القريب أو البعيد.

الطرق الجراحية لعلاج الرحم المقلوب في الحالات الشديدة

أما عن الرحم الثابت نتيجة وجود التصاقات أو ورم تسبب في ثقله؛ فإنه يلزم التدخل بالتقنيات الجراحية المختلفة لحل المشكلة، وأهمها:

  • تعليق الرحم: ويتم ذلك من خلال منظار طبي مهبلي أو من خلال البطن حسب الحاجة.
  • ربط الرحم: ويتم ذلك من خلال المنظار الجراحي ولا يستغرق الأمر سوى نحو عشر دقائق.
  • إزالة الأورام جراحيًا إن وجدت.
  • تقصير أربطة عنق الرحم، وإزالة الالتصاقات بين الرحم وبطانته.

جدير بالذكر أن كل ذلك يتم من خلال استخدام أحدث المعدات والتقنيات المجهزة فلا داعي للقلق.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سماكة بطانة الرحم

هل تؤثر الإصابة بالرحم المقلوب على الخصوبة أو حدوث الحمل؟

عندما علمت بمشكلتي بات الأمر مقلقًا بالنسبة لي ما إن كان الأمر سيؤثر علي فرصتي في الحمل أم سينتهي بي المطاف عقيم بسبب تجربتي مع الرحم المقلوب؟

“ليس الأمر لهذا الحد” هذا ما أخبرني به الطبيب مستأنفًا حديثه أنه لا صحة لما يتداول في المجتمع أن الرحم المقلوب قد يعيق الحمل أو يؤخره، ولكن من الممكن أن يحدث ذلك إذا صاحبه مشاكل أخرى في الرحم بطانة الرحم المهاجرة.

أكبر دليل على ذلك أن هناك الكثير من الحوامل تعانين من الرحم المقلوب، ولكن قد يتسبب ذلك في ظهور بعض الأعراض الإضافية مثل: صعوبة رؤية تطورات الحمل، خاصةً في الثلث الأول منه، ويمكن معالجة ذلك بالفحص من خلال الموجات الصوتية.

من المشكلات النادر حدوثها أثناء الحمل لمن تعاني من الرحم المقلوب هي استقرار الرحم على وضعه بعد التمدد أثناء فترة الحمل.

الأمر الذي بدوره يضع المرأة تحت خطر الإجهاض، ولكن لا يحدث ذلك إلا نادرًا، حيث إنه أثناء التمدد غالبًا ما يعود الرحم إلى وضعه الطبيعي، وبذلك لا تحتاج الحامل إلي معالجة الرحم المقلوب.

العلاقة الزوجية وتأثير الرحم المقلوب عليها

لا يؤثر الرحم المقلوب على الخصوبة والعلاقة الزوجية، ولكن من الممكن أن يتسبب في ألم أثناء العلاقة الحميمة، خصوصًا في وضعيات معينة، وهو ما يمكن معالجته من خلال تغيير تلك الوضعيات لتناسب حالة المصابة.

لذا إليكم الآن أنسب تلك الوضعيات والتي تزيد من فرص الحمل عمومًا ولمصابي الرحم المقلوب خاصة:

  • وضعية السجود أو Doggy وهو وضع استناد الزوجة على قدميها وذراعيها، مع رفع الجزء الخلفي إلى أعلى، الأمر الذي يسهل صول الحيوان المنوي إلى البويضة، وتلقيحها ومن ثم حدوث الحمل.
  • الوضع المعتاد مع وضع وسادة أسفل أخر الضهر، ويعمل ذلك على سهولة انزلاق السائل المنوي إلى البويضة سواء كانت الزوجة تستلقي على ظهرها أو بطنها، ولكن من المهم أن تبقى على الوسادة بعد الانتهاء من العملية الحميمية مدة تتراوح من 20 دقيقة إلى 30 دقيقة.
  • الوضع السابق ولكن مع رفع فخذي الزوجة أثناء فترة الإيلاج، مما يجعل وصول السائل أسرع وأعمق.
  • أن يستلقي الزوج خلف زوجته، وكلاهما على جانبه، وتلك الوضعية تتسبب في الراحة لكلا الزوجين.

اقرأ أيضًا: اسباب الالم اثناء العلاقة الزوجية

من خلال من ذكرته لكم في تجربتي مع الرحم المقلوب فإن الأمر لا يستحق الذعر، فشملت لكم كافة المعلومات التي خرجت بها من التجربة، أملةً إفادتكم.

قد يعجبك أيضًا