هل تبدد الشخصية خطير

هل تبدد الشخصية خطير؟ وما هي طرق العلاج المعروفة؟ تبدد الشخصية أو تبدد المحيط هي أحد أشكال الانفصال عن الواقع بصورة غريبة أو الأغرب على الإطلاق، وإلى جانب فهم الظاهرة فإن مريض الاضطراب لا يستطيع تشخيص نفسه على نحو جيد، ومن خلال موقع زيادة نحاول أن نعرض كل ما يخص هذا المرض.

هل تبدد الشخصية خطير

ربما كان أغرب وأخطر عرض لظاهرة تبدد الشخصية هو عدم قدرة المريض على إدراك الوحدة الجسدية النفسية، حيث تنفصل المشاعر عن الذكريات، ويستطيع المرء أن ينظر إلى نفسه من أعلى كآلة مصمتة.

يواجه مريض التبدد Depersonalization Disorder مشكلة في الإقرار بالذكريات –وذلك لأنه لا يستطيع التحقق منها من ناحية المشاعر- وهو ما يصعب عليه التأكد من أي شيء.

لا يجب التهويل من المرض في الكثير من الحالات، خاصةً الحالات الطفيفة التي لا تحدث النوبات إلا على نحو متفرق وبين فترات زمنية متباعدة، وفي كل حالات الإصابة فإن العلاج النفسي بالكلام هو العلاج الرئيسي الوحيد، وهذه هي الإجابة عن هل تبدد الشخصية خطير أم لا.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع تبدد الشخصية

أعراض ومضاعفات تبدد الشخصية

تبدأ أعراض الاضطراب بشكل تدريجي وتستمر أعراضها لساعات أو أيام يتخللها نوبات لتبدد الشخصية أو المحيط، وقد تستمر الأعراض على المدى البعيد في بعض الحالات.

1- الشعور بالانفصال عن الشخصية

هو العامل الرئيسي في الظاهرة، وقد يكون انفصالًا عن العالم، عن المشاعر، العقل، أو عن الجسد نفسه.

تقول بعض الحالات أنهم يشعرون بأنهم يتصرفون بآلية بدون حرية إرادة، ويرافق ذلك أحيانًا إحساسًا عامًا بالخدر، فيما يرى البعض أنهم يراقبون أنفسهم من الخارج دون القدرة على إبداء أي انفعال أو محاول تغيير سلوكهم.

2- أعراض تبدد المحيط

هي مشابهة للانفصال عن الشخصية لكن تحتوي انفصال الشخصية نفسها عن المحيط الخارجي من أشخاص وأجسام وأماكن، بحيث تخرج عن حيز الواقعية.

يشعر المريض بأنه معزول عن العالم الخارجي، سواء من حيث المشاعر أو من ناحية حسية؛ فيرى بعض المرضى العالم من وراء حجاب زجاجي أو بصورة ضبابية.

بعض الحالات ترى العالم على نحو غير مألوف؛ بحيث تظهر الأشياء على نحو أكثر وضوحًا، أو تتغير الأبعاد الشكلية واللونية للأجسام، وكذلك الأبعاد الصوتية والزمنية لإدراك العالم، فيمكن أن يسير الوقت بوتيرة أبطأ وتُسمع الأصوات بعمق ودرجة أعلى.

3- مخاوف المرضى

بصفته مرض نفسي، فإن مخاوف المريض من حالاته والأعراض التي تتبدى عليه هي أحد عوامل تفاقم الظاهرة، ترجع أسباب القلق عادةً للاعتقاد في وجود ضرر حسي وقع للدماغ لا يمكن علاجه، ويمكن أن يتخذ المرض منحىً آخر هو الاعتقاد بعدم وجودهم بالفعل.

4- أنماط ظهور الأعراض

الإفراط في التفكير بالمرض يتسبب في تفاقم الحالة وتدهور الحالة النفسية للمريض، وتتكون عن كل مريض نمط محدد من ظهور الأعراض، وحسب الإحصائيات فإن المرضى مقسمين بالتساوي إلى ثلاثة فرق:

  • مرضى يعانون من نوبات متقطعة على معدل زمني متغير.
  • مرضى يعانون من نوبات مستمرة الوقوع على مدى زمني يمكن التكهن به.
  • مصابون بالمتلازمة بشكل مستمر ويعانون الانفصال طوال الوقت.

5- صعوبة التشخيص

يصعب الكشف عن هذا النوع من الأمراض النفسية بالتحديد بسبب عدم قدرة

المريض على تشخيص نفسه ووصف حالته بدقة، ولكن في أغلب الحالات يستمر

المصاب بالاعتقاد أن ما يمر به من تجارب انفصالية هي وهمية من خلق ذهنه.

في حالة عدم قدرة المريض على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو وهمي فمن الممكن للطبيب المعالج تشخيصه على أن مصاب بالاضطراب الذُّهاني psychotic disorder.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الانفصال عن الواقع

أسلوب التشخيص للطبيب

توجد ثلاثة أعراض رئيسية يستطيع الطبيب بها الإجابة عن: هل المريض يعاني من تبدد الشخصية أو المحيط؟ وهل تبدد الشخصية خطير في هذه الحالة؟

  • تكرار النوبات لدى الحالة على واحدة من الثلاثة أنماط المعروفة؛ التكرار بشكل متقطع، التكرار بوتيرة محددة، الشعور المتصل بالانفصال.
  • إدراك المريض أنه يمر بنوبات أو بشعور غير واقعي، وأن ما يحسه من انفصال عن الواقع ظاهرة وهمية.
  • الإحساس بالانزعاج والعجز بسبب ما تسببه هذه الظاهرة من ترديات على حياة الاجتماعية أو العملية.

يمكن للطبيب المعالج إجراء فحص سريري حتى يتفحص إمكانية وجود مسببات أخرى للمرض، وتحديدًا الأسباب العضوية منه مثل الصرع وأعراض الهلوسة الناتجة عن تعاطي دواء أو مخدر معين.

الاختبارات السريرية التي يمكن أن يجريها الطبيب بجانب الاختبارات النفسية هي كالآتي:

  • اختبارات الدم والبول لتحرِّي المخدِّرات.
  • تخطيط كهربيَّة الدماغ.(EEG)
  • التصوير المقطعي المحوسَب.(CT)
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.(MRI)

علاجات ظاهرة تبدد الشخصية

في الكثير من الحالات يعد الوصول إلى الشفاء الكامل أمر ممكن، وذلك عندما يقترن ظهور النوبات بحوادث أو ضغوط معينة يتعرض لها المريض بسبب حياته الشخصية، ولكن بعض الحالات تعاني تبدد الشخصية بشكل مزمن.

عدد من الحالات تختفي هذه الظاهرة لديه بشكل تلقائي ومفاجئ، وهم عادةً من الحالات التي تعاني من النوبات بشكل متقطع، وبشكل إجمالي يمكن للمريض تنمية مهارة التغلب على الإيهام وشغل نفسه بشيء آخر.

يمكن علاج المرض بتنمية تقنية إيهام مضاد، حيث يحاول المريض التركيز على الأفكار واستدراك المعطيات الحسية الغير ملائمة للموقف، يشعر بعض الأشخاص بالعجز حيال هذه الفكرة لأنهم لا يستطيع الانقطاع عن الأفكار السوداوية التي تصاحب الانفصال، وهم ما قد يتسبب في أمراض نفسية أخرى على رأسها الاكتئاب.

اقرأ أيضًا: ما معنى الشعور بالذات

وسائل العلاج الطبية المعروفة

يحصل المريض على علاج نفسي ومتابعة في مقابلات شخصية للعلاج بالحديث، ويصف له الدواء مضادات الاكتئاب وأدوية تعالج القلق حسب حالته التي تحدد هل تبدد الشخصية خطير بالنسبة للمريض أم لا، ولكن العلاج النفسي هو الأساس.

يحصل المريض على معالجة سلوكية معرفية وعلاج بالأسلوب النفسي الدينمي Psychodynamic psychotherapy، ويكون العلاج السلوكي بأكثر من تتمثل في عدة نقاط:

  • مساعدة المريض بالعلاج المعرفي الذي يستطيع من خلاله بناء آليات دفاعية تجاه الظاهرة النفسية.
  • تحسين النمط السلوكي للمريض في حياته الشخصية وهو ما يساعده في الانغماس وتشتيت الذهن عن وقوع النوبات.
  • تحسين شعور الشخص بذاته من خلال تحفيز الإحساسات؛ يكون ذلك عبر القيام بتجارب حسية قوية مثل الإمساك بجسم بارد أو حار لدرجة لا يمكن تجاهلها، وهو ما يحسن الإدراك الحسي للحظة الراهنة.
  • تدريب المريض على تحديد مشاعره والتحقق منه، وملاحظة الوجدان لحظة بلحظة، وهو ما يساعد بشكل عام في تقوية الروابط بين الوعي والواقع.
  • تركز طرائق التغيير النفسي على تنمية التعامل الذكي مع الصراعات النفسية والمشاعر السلبية التي تعكسها الظاهرة المرضية.

هل تبدد الشخصية خطير؟ وما هي طرق التعامل معه؟ يمكن للتمرين السلوكي أن يحمل نفعًا كبيرًا للمريض في حالات تبدد الشخصية والمحيط المختلفة، خاصةً وأنه مرض نفسي لا يعالج إلا بصورة كلامية.

قد يعجبك أيضًا