هل التفكير الزائد مرض نفسي

هل التفكير الزائد مرض نفسي؟ أم أنه عَرَض نفسي لمرض نفسي آخر؟ فهنالك من رجح أنه مرض نفسي ومنهم من قال إنه عرض نفسي، وأشار آخرون إلى أنه أمرًا طبيعيًا فمن منهم على صواب؟ هذا ما سنعرفه ما سنعرفه من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع زيادة.

هل التفكير الزائد مرض نفسي

قبل أن نتطرق لإجابة سؤال هل التفكير الزائد مرض نفسي، تجدر الإشارة إلى أن التفكير الزائد يُعد من الأمور السلبية التي يمكن أن تصيب الإنسان، وتتفاوت درجة خطورة التفكير الزائد بحسب كونه، بمعنى أن التفكير الزائد يمكن أن يكون مرض نفسي هو ما يُسمى بـ “التفكير المفرط”.

يمكن أن يكون التفكير الزائد عرض نفسي، حيث من الممكن أن يكون واحد من أعراض الأمراض النفسية المختلفة مثل: اضطراب قلق الانفصال والرهاب الاجتماعي، اضطرابات ما بعد الصدمة، اضطراب الهلع والخرس الانتقائي، وغيرهم من الاضطرابات النفسية المختلفة، وعلى رأس تلك الاضطرابات التي تسبب عرض التفكير الزائد هو اضطراب القلق.

يمكن أيضًا للتفكير الزائد أن يكون أمر طبيعي، إن كان في وقت محدد، أو في موقف معين يتطلب كثرة التفكير، لذلك يجب علينا أن نعرف إلى قسم ينتمي التفكير الزائد الذي نعاني منه، حتى نتمكن من إيجاد العلاج المناسب له.

أظن أن إجابة سؤال هل التفكير الزائد مرض نفسي، قد اتضحت لكم إلى حد كبير، بعد أن ذكرنا لكم عدة معلومات حول الحالات التي يمكن أن ينقسم لها التفكير الزائد.

حيث تكون الإجابة باختصار هي: “نعم، من الممكن أن يكون التفكير الزائد مرض نفسي، ويُطلق عليه (متلازمة التفكير المفرط)، وذلك إن توفر فيه السببان الرئيسان ألا وهما الندم على الماضي، والخوف من المستقبل”، وفيما يلي سنعمل على توضيح كل حالة من الحالات السابق الإشارة إليها بالتفصيل:

اقرأ أيضًا: كيفية التخلص من التفكير الزائد وهل ستحتاج طبيب نفسي

1-  التفكير الزائد مرض نفسي (اضطراب التفكير المفرط)

يعد اضطراب التفكير المفرط أحد الاضطرابات العقلية التي تجعل المصاب بها مجبر على المبالغة في تحليل جميع الأمور التي تحدث من حوله، سواء أكانت تلك الأمور مهمة أم لا، وذلك التفكير المفرط يجعل رأس صاحبه وكأنها على وشك الانفجار من كثرة الأفكار التي تدور بداخلها.

إن متلازمة التفكير المفرط يمكنها أن تجعل صاحبها فاقد للتركيز بسبب كثرة التفكير، وبسبب التفكير في سبب كثرة الأفكار التي تدور بباله، مما يؤدي إلى جعل المصاب على وشك الجنون.

عادة ما تتسبب كثرة التفكير بالأحداث والمواقف البسيطة التي نمر بها، إلى خلق نوع من التفكير السلبي، يطلق عليه “الأفكار السلبية التداخلية”، وهي التي تجعل الشخص يشعر بالعديد من المشاعر السلبية.

أسباب التفكير المفرط وأنواعه

قبل أن نذكر لكم أسباب، وأنواع التفكير المفرط، لا بد أن ننبههم إلى أمر هام حتى لا تظنوا أنكم مصابون بمتلازمة التفكير المفرط، وهذا الأمر هو أن هناك أمور مهمة تتطلب منا بعض الوقت حيال التفكير بها، وفي تلك الأمور لا يجب عليكم التسرع في التفكير بها حتى تتمكنوا من اتخاذ القرارات الصحيحة.

كذلك الأمر بالنسبة لتعلم مهارة جديدة مثلًا، فيجب عليك أن تفكر جيدًا في كيفية تعلمها، وكيفية ممارستها حتى تحقق لنفسك الفائدة المرجوة من تعلم تلك المهارة، وفي هذه الحالة تكون كثرة التفكير ذات فائدة بناءة، ويُعد ذلك النوع من التفكير أحد أنواع التفكير الصحي.

أما عن متلازمة التفكير المفرط، فلها سببان أو نوعان رئيسان، ألا وهما:

  1. التفكير بالماضي، وسيطرة كلمة “لو” عليك، تُعد كلمة “لو” في اللغة أداة شرط تفيد امتناع الامتناع، بمعنى أنه من المستحيل القيام بذلك الأمر الذي يلي كلمة “لو”، لنضرب لكم مثلًا على ذلك: قولك: “لو كنتُ فعلت ذلك الأمر أمس، لما كان حدث لي ذلك اليوم”، والتفكير بتلك الكيفية بشكل زائد يمكنها أن تدمر حياة صاحبها.
  2. الشعور بالقلق والخوف الدائم من المستقبل، وتوقع حدوث الأسوأ، وتخيل أحداث سلبية تشاؤمية لم يمكن أن يحدث في المستقبل، وذلك الأمر بالطبع يرجع إلى قلة الإيمان بالله.

إن هذين السببين إنْ اجتمعا عند شخص واحد فهذا يعني أنه مُصاب بمتلازمة التفكير المفرط، وعليه أن يلجأ إلى الله عز وجل ويدعوه بأن يُدخل الإيمان بقلبه، كما يجب عليه أيضًا أن يذهب إلى الطبيب على الفور حتى لا يُصاب بالجنون أو الاكتئاب أو الضغط النفسي، ومن الممكن أيضًا يُعرض نفسه لخطر الانتحار إذا تفاقمت عنده هذه المشكلة.

الفرق بين المرض والعرض

بعدما تعرفنا على إجابة سؤال هل التفكير الزائد مرض نفسي، تجدر الإشارة إلى أن مصطلحي العرض والمرض يتكرران بشكل كبير عند الحديث عن الآلام، والأمراض، وتشابه حروفهم قد يُحدث خلل في فهم معنى كل منها، لكننا الآن سنوضح لكم بكل بساطة الفرق بين المرض والعرض:

  • المرض: يمكن تعريف المرض على أنه حالة تُصيب أعضاء الجسم بأضرار مختلفة، ويمكن أن يكون للمرض الواحد عدة أعراض يمكنها أن تجعل الجسم في حالة اضطراب، ولكي نتمكن من التخلص من تلك الأعراض يجب علينا أن نعالج سبب المرض.
  • العرض: هو عبارة عن ألم أو ضرر معين يكون وسط مجموعة أخرى من الآلام، وتلك الآلام تحدث مجتمعة بسبب مرض معين، لذلك ينصح الأطباء بمعالجة أصل المرض، وليس العرض.

اقرأ أيضًا: عدم القدرة على النوم بسبب التفكير

أعراض وعلامات متلازمة التفكير المفرط  

حتى تتمكن من معرفة عن كنت مُصاب بمتلازمة التفكير المفرط أم لا؟ يجب عليك أن تعرف جميع أعراض مرض التفكير المفرط، وهذه الأعراض هي:

  • الشعور بالقلق الدائم في مختلف الأمور، سواء أكانت تلك الأمور بسيطة، أو معقدة.
  • الخوف والقلق بشأن الأمور التي تكون خارجة عن السيطرة، وذلك إن كانت الأمور طبيعتها هكذا.
  • التفكير الدائم بالأخطاء السابقة، وتذكير النفس بها.
  • تذكر اللحظات والمواقف المحرجة، والمزعجة بشكل مستمر.
  • تكرار سؤال “ماذا لو…؟” دائمًا وأبدًا بينك وبين نفسك.
  • وجود صعوبة شديدة في أمر الخلود إلى النوم، والشعور الدائم بأن العقل يعمل باستمرار ولا يتوقف عن التفكير.
  • سؤال النفس باستمرار سبب مشكلة التفكير الزائد.
  • قضاء أغلب الوقت في التفكير بأحداث الماضي، والخوف بشأن المستقبل.
  • التفكير في المعاني الخفية وراء كلام الآخرين، والأحداث اليومية.
  • وجود صعوبة شديدة في أمر السيطرة على كل تلك الأفكار.

إن توافرت فيك أغلب تلك الأعراض، فمعنى ذلك أنك تعاني من الإصابة بمتلازمة التفكير المفرط.

2- التفكير الزائد عرض من أعراض المرض النفسي  

لقد ذكرنا لكم من قبل عندما قمنا بالإجابة عن سؤال هل التفكير الزائد مرض نفسي؟ أن من الممكن أن يكون التفكير الزائد أحد أعراض مرض نفسي معين، وذكرنا أكثر من النوع من الاضطرابات النفسية التي يكون أحد أعرضها التفكير الزائد، مثل: رهاب الخلاء، اضطراب الهلع والخرس الانتقائي، والقلق وغير ذلك من الاضطرابات الأخرى.

لكننا سنختص بالحديث الآن عن عرض التفكير الزائد كأحد أعراض مرض القلق، وعادة ما يحدث عرض التفكير الزائد في حالة اضطراب القلق، وخاصة في حال تعرض الشخص لعدة أمور تدور بباله في مواقف مختلفة، ومن تلك الأمور والمواقف ما يلي:

  • يمكن للشخص المصاب باضطراب القلق، أن يخشى الدخول في أي نقاش أو محادثة، وذلك لأنه يفكر كثيرًا في الردود المحتملة، حتى تنتهي المحادثة وتضيع عليه فرصة التحدث.
  • مقارنة الشخص الدائمة لنفسه مع الآخرين، ومحاولته في أن يكون أفضل منهم في كل شيء.
  • التنبؤ بحدوث سيناريوهات سلبية في الحياة، وذلك كله من وحي خياله.
  • القلق الدائم بشأن الأحداث المستقبلية، والشعور باستحالة تنفيذها.
  • استرجاع الأخبار الصادمة والمؤلمة التي مرت بالحياة، وغير ذلك من الأمور الأخرى.

اقرأ أيضًا: هل التفكير والقلق يرفع الضغط وما العلاقة بينهم

3- التفكير الزائد حالة طبيعية

يمكن للتفكير الزائد أن يكون حالة طبيعية، ولكن يحدث ذلك في مواقف معينة، مثل القدوم على أمر هام في الحياة مثل عمل جديد أو اختيار شريكًا للحياة، أو السفر، أو اختيار تخصص التعلم، وغيرها من الأمور التي تستدعي التفكير الزائد قبل اتخاذ القرار، حتى يتمكن الشخص من اتخاذ القرار الصائب، وعدم الندم عليه في المستقبل.

يمكن للتفكير الزائد أن يكون أمر مفيد وصحي، وذلك إن كان التفكير يخص مهارات التعلم المختلفة، والإبداع والابتكار في أمور الحياة.

أظن الآن أن إجابة سؤال هل التفكير الزائد مرض نفسي، قد اتضحت لنا بشكل وافي من خلال الثلاث النقاط التي توضح إن كان التفكير الزائد مرض نفسي أو عرض من أحد أعراض اضطراب نفسي آخر، أو حالة طبيعية لا تدعو إلى القلق.

من الملاحظ أن سؤال هل التفكير الزائد مرض نفسي؟ قد جعلنا نفكر بشكل عملي وتطبيقي في مشكلة التفكير الزائد، وجعلنا نستنتج أن التفكير الزائد قد يكون مفيد أو مضر، وذلك يتحدد من خلال عوامل عدة، لذلك يجب عليكم أن تحدوا من التفكير الزائد المضر، وتنتهزوا فرصة التفكير الزائد الصحي.

قد يعجبك أيضًا