تجارب الناس مع نوبات الهلع

تختلف تفاصيل تجارب الناس مع نوبات الهلع بالرغم من أن لها أعراض ثابتة، فهناك من يتمكن من السيطرة عليها ولو قليلًا وهناك من يخرج عن السيطرة ويحتاج إلى التوجه إلى المستشفى بشكل فوري، وتعتبر نوبات الهلع من أكثر الأمور المزعجة التي قد يتعرض لها الفرد والتي تحتاج إلى مساعدة خارجية، فقليلًا ما يتمكن المُصاب من التعامل معها بمفرده، لذا من خلال موقع زيادة سنعرض بعض من تجارب الناس مع نوبات الهلع.

تجارب الناس مع نوبات الهلع

تعددت تجارب الناس مع نوبات الهلع بأشكال مختلفة، والتي أثبتت الدراسات أن النساء أكثر عُرضة للإصابة بها مقارنةً بالرجال، وغالبًا ما تبدأ الأعراض الخاصة بها في الظهور في أواخر مرحلة المراهقة وأوائل عمر البلوغ، ولفهم الأمر بشكل أوضح يجدر بالذكر التعريف التفصيلي لنوبة الهلع وهو أن يعاني المريض من حالة خوف شديدة تحفز ردود الأفعال لدى الجسم في حين أنه لا يوجد خطر حقيقي أو مبرر واضح للخوف، وفيما يلي سوف نعرض عدة تجارب لأشخاص مختلفة قد عانوا من التعرض لنوبات الهلع.

اقرأ أيضًا: علاج الخلعة في المعدة

التجربة الأولى

تقول فتاة كنت في عمر الـ 18 عام عندما تعرضت إلى نوبة الهلع لأول مرة عندما كنت في المدرسة، وشعرت بالدوار الشديد فتجاهلت الأمر، ظنًا مني أنه مجرد إرهاق حيث لم أنم جيدًا في الليلة السابقة، لكن خلال ثوانِ معدودة كنت قد شعرت بضيق تنفس وكأن أحد يخنقني، وشعرت بأنني سأموت في غضون دقائق، ولم أكد أستوعب ما أمر به حتى تعرضت للإغماء على الفور.

لم أشعر بما حدث بعد ذلك لكني عندما استيقظت وجدت نفسي داخل غرفة طوارئ في المستشفى، وكان والدي ووالدتي بجانبي تمتلئ وجوههم بمشاعر القلق والخوف عليّ، وبعد مرور وقت قصير كان الطبيب أخبرهم بأني لا أعاني من أي مشكلة صحية، وأن ما تعرضت له قد يكون له سبب نفسي وليس طبي.

لذلك توجهت مع أبي وأمي إلى الطبيب الخاص بالأمراض العقلية والعصبية، وبعد أن شخص حالتي أخبرهم بأنني أمر بحالة نفسية سيئة والتي كانت السبب وراء تعرضي إلى نوبة الهلع في ذلك اليوم، وعلمنا يومها أن السبب الرئيسي وراء حدوث ذلك كله كان الضغوط النفسية التي تعرضت لها في حياتي الدراسية والتي دفعتني إلى التعرض للإجهاد بشكل كبير.

كانت هذه المرة هي الوحيدة التي تعرضت لنوبة الهلع فيها وحمدًا لله أنني لم أتعرض لها مرة أخرى بعد أن قُمت باتباع النصائح الطبية والنفسية التي يصفها الأطباء للحالات التي تعرضت إلى نوبات الهلع من قبل، وكان من أبرز ما اتبعته من نصائح ممارسة التمارين الرياضية بانتظام بشكل يومي، والابتعاد عن كل ما يسبب القلق والتوتر، بالإضافة إلى إشغال وقتي بما أحب وأسعد به وقضاء أغلب الأوقات مع الأهل والأصدقاء.

التجربة الثانية

من ضمن تجارب الناس مع نوبات الهلع قصة شاب يحكي معاناته مع هذه الإصابة، ويقول إنها بدأت عندما كان يبلغ 26 عام من العمر، وكان في محل عمله كمثل كل يوم، وأثناء انشغاله شعر وكأن شيء ما يخزه في جسده، ظن أن ذلك من إجهاد العمل لكن تأكد من أن ظنه خاطئ عندما بدأت درجة حرارة جسمه في الارتفاع بشكل فوري، بالإضافة إلى حدوث تسارع غريب في نبضات قلبه.

ظل على هذا الوضع لمدة 20 دقيقة تقريبًا ثم بدأ في الإدراك أنه بخير، لكنه ظل يعاني من تلك النوبة بشكل متكرر لمدة 3 أشهر، وقد بدأت حياته في التدهور المهني والاجتماعي، حيث أصبح كثيرًا ما يُفضل الانعزال والعيش بعيدًا عن الناس، مما جعله يخسر وظيفته في أخر فترة من مدة الـ 3 أشهر.

توجه الشاب إلى طبيب نفسي ولجأ إلى العلاج السلوكي المعرفي، بالإضافة إلى أنه تناول بعض الأدوية وفقًا لوصف الطبيب، والتي جعلته يتحسن بشكل تدريجي، بعد أن عاد إلى وظيفته مرة أخرى، والتزم بالنصائح التي يُمكنها التخفيف من حدة أعراض نوبات الهلع، وكان من أهمها أن يقلل من شرب المشروبات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكافيين.

اقرأ أيضًا: هل نوبات الهلع خطيرة

التجربة الثالثة

كانت التجربة الثالثة من إحدى تجارب الناس مع نوبات الهلع خاصة بامرأة أربعينية، بعد أن تعرضت لحادث أليم أفقدها ابنتها الشابة البالغة من العمر 15 عام، مما جعلها في حالة صدمة كبيرة، أفقدتها القدرة على نفسها فبدأت في التعرض إلى أعراض نوبات الهلع المستمرة، والتي عرفت بأمرها عندما أقنعها زوجها بالذهاب إلى طبيب نفسي.

بعد أن أصبحت تخاف من قيادة السيارات كثيرًا، ولا تحب أن تشاهد مظهر السيارات وهي تسير في الطريق، بل وصل بها الأمر أنها كانت تعود إلى المنزل كلما شاهدت سيارة، ولم يقتصر الأمر على ذلك وحسب بل كانت تشعر بانفصال جسدها عن روحها كلما شاهدت هذا المنظر.

بالإضافة إلى عدة أعراض أخرى مثل الارتعاش بشكل مفاجئ والشعور بآلام في الصدر والشعور كأن أجلها قد اقترب، وهو ما أفسد عليها حياتها وأصبحت غير قادرة على القيام بأي نشاط يومي بشكل طبيعي، لكن الأمر تحسن بشكل كبير عندما أخبرها الطبيب بألا تقاوم ما تتعرض له من مضاعفات بل تتركه ليمر فحسب متجنبة أقصى حد من الضرر.

بعد فترة من الوقت بلغت عامين استطاعت السيدة التخلص من نوبات الهلع والسيطرة على أعراضها، وهو ما يُبشر بأن هناك العديد من الحالات التي تشبه تلك المرأة والتي استطاعت أن تتخلص من هذه الإصابة المزعجة والتحكم فيها بشكل فعّال.

أعراض نوبة الهلع

لا توجد حالة من تجارب الناس مع نوبات الهلع إلا وتعرضت إلى بعض الأعراض التي تأتي دون سابق إنذار، حيث يُمكن أن يتعرض لها المريض في أي مكان وأي وقت دون أن يتنبأ بحدوث ذلك، وقد تتكرر أكثر من مرة، وفي حالة التعرض لتلك النوبة لأول مرة قد يعتقد المُصاب بأنه مُصاب بمشكلة صحية أخرى مثل النوبة القلبية، لذا من المهم معرفة أبرز الأعراض التي تظهر على المُصاب بنوبة الهلع، وهي الموضحة فيما يلي:

  • ضيق التنفس والتعرق المفرط.
  • الشعور بالغثيان والصداع.
  • حدوث تقلصات في البطن.
  • التعرض للدوخة أو الإغماء.
  • الشعور باقتراب الخطر.
  • الشعور بنبضات القلب سريعة.
  • الارتعاش والقشعريرة.
  • الشعور بآلام في الصدر.
  • الإحساس بالوخز أو الخدر.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم والشعور بهبات ساخنة.
  • الشعور بالانفصال عن الواقع.
  • الخوف من الموت أو فقدان السيطرة.

أسباب التعرض إلى نوبة الهلع

لم يتم تحديد السبب الرئيسي حول التعرض لنوبات الهلع حيث يعاني بعض الأشخاص من التعرض إليها في حالة عدم وجود أخطار حقيقية، لكن عند التعرض إليها في حالة خطر بالفعل فهي طبيعة الجسم المعتادة الذي يبدي رد فعل بشكل معين نتيجة التعرض لخطر حقيقي.

لكن هناك بعض المسببات التي تساعد على الإصابة بتلك النوبة بشكل كبير، وهو ما يُمكن الاستدلال عليه بعد التعرف على العديد من تجارب الناس مع نوبات الهلع، ومن أبرز تلك المسببات الإجهاد الشديد الذي يُمكن أن يؤدي إلى الإصابة بنوبة الهلع على المدى الطويل، أو بعض التغييرات الحادثة في آلية أجزاء محددة من الدماغ، وقد يكون السبب هو أن يكون الشخص أكثر ميلًا للمشاعر السلبية، ولكل من ذلك تأثيره على الفرد.

بالإضافة إلى أن هناك بعض العوامل التي تلعب دور كبير في رفع احتمال التعرض إلى نوبات الهلع، وهي ما تُسمى بعوامل الخطر، وقد جاءت على النحو التالي:

  • التعرض إلى صدمة نفسية مثل التعرض لحادث خطير أو اعتداء جنسي.
  • الضغوطات النفسية الكبيرة مثل إصابة شخص محبوب من قِبل المريض بمرض خطير أو وفاته.
  • الإفراط في تناول القهوة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين بشكل عام.
  • التعرض إلى الاعتداء الجنسي أو البدني في مرحلة الطفولة.
  • إصابة أحد أفراد العائلة بنوبات الهلع مسبقًا.
  • التغييرات الجذرية في حياة المُصاب أو المُصابة مثل الانفصال أو ولادة طفل.

تشخيص نوبة الهلع

غالبًا ما يعتقد المُصاب بنوبة هلع أنه مُصاب بنوبة قلبية، نظرًا لتشابه الأعراض قليلًا، لكن عند التوجه إلى غرفة الطوارئ في المستشفى سوف يقوم الطبيب بإجراء عدة فحوصات طبية حتى يتمكن من تشخيص الحالة.

اقرأ أيضًا: علاج نوبات الهلع بدون أدوية

علاج نوبات الهلع

بعد أن يقوم الطبيب بتشخيص الحالة المُصابة بنوبة الهلع ويتأكد من إصابتها تأتي مرحلة العلاج التي تلزم المُصاب بالخضوع إلى العلاج المناسب الذي يقلل من حدة أعراض نوبة الهلع، وتختلف طريقة العلاج وتتنوع فتأتي على النحو التالي:

  • الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
  • تناول أدوية مضادات الاكتئاب.
  • العلاج السلوكي المعرفي.
  • النوم لفترة كافية من الوقت ليلًا.
  • الحفاظ على روتين يومي ثابت.

مضاعفات محتملة لنوبة الهلع

من خلال تجارب الناس مع نوبات الهلع يُمكننا القول إنه إذا لم يتلقى المُصاب بنوبة الهلع العلاج المناسب في الوقت المناسب، قد يخرج عن السيطرة، مما يجعله من الممكن أن يتعرض إلى بعض المضاعفات الناتجة عن نوبة الهلع، وهي المضاعفات المذكورة فيما يلي:

  • الخوف الدائم من أمور عادية لا تستدعي الخوف، وهو ما يُعرف بالفوبيا، مثل الخوف من مغادرة المنزل، أو الخوف من قيادة السيارة.
  • تناول الكحوليات بشكل مفرط كمحاولة للهرب من التعرض لنوبات الهلع.
  • نشأة أفكار انتحارية لدى المُصاب.
  • الميل إلى الانعزال وكره التجمع مع أي شخص حتى ولو كان صديق أو قريب.
  • الاحتياج المتكرر للذهاب إلى المستشفى للسيطرة على نوبة الهلع التي تسبب له الخوف الزائد عن الحد.

كيفية الوقاية من الإصابة بنوبة الهلع

أثناء التعرف على عدة من تجارب الناس مع نوبات الهلع يُمكن القول بأنه لا تُعد حالة يُمكن التحكم فيها، لكن هناك بعض الأمور التي قد تجعل من الممكن تقليل فرص حدوثها ولو قليلًا، وهي الموضحة في النقاط التالية:

  • تجنب المواقف التي تسبب القلق والتوتر.
  • اللجوء إلى طبيب أو أخصائي نفسي والتحدث معه عن الضغوطات الحياتية، وإفراغ ما في النفس من مشاعر توتر أو قلق.
  • الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحوليات تمامًا.
  • إشغال الوقت بالأمور الهامة والاجتماع مع الأصدقاء والأقارب كثيرًا، فإن هذا الأمر يساعد على التخلص من الأفكار السلبية.

نصائح تخفيف أعراض نوبة الهلع

في ظل الحديث عن تجارب الناس مع نوبات الهلع نجد أن كثيرًا منهم كانوا يحاولون التخفيف من أعراض النوبة باستخدام عدة أساليب، وهي التي تؤدي بدورها السيطرة على نوبة الهلع فور حدوثها كما هو موضح في الآتي:

  • إغلاق العينين مع الحرص على التنفس بعمق.
  • التركيز على أمور مريحة وسعيدة بالنسبة للمُصاب في ذهنه.
  • قول جمل تحفيزية بصوت منخفض أو مرتفع مع التكرار.
  • تخيل مكان يُشعره بالسعادة والراحة.

اقرأ أيضًا: كيفية التخلص من نوبات الهلع

علامات الشفاء من نوبات الهلع

جدير بالمعرفة أن علاج نوبات الهلع لا يقل أهمية عن علاج الأمراض النفسية، لذلك من المهم معرفة العلامات التي تظهر على المريض بعد شفائه من التعرض المستمر لنوبات الهلع، ومن أبرز تلك العلامات ما هو مذكور فيما يلي:

  • القدرة على التحكم في المشاعر على عكس ما كان يحدث سابقًا.
  • التخلص من المشاعر السلبية التي يُعد جلد الذات من أهمها.
  • زيادة القدرة على التغلب على المخاوف في الحياة.
  • الاقتناع بأن القلق الزائد ما هو إلا وسيلة لإضاعة الفرص والوقت.
  • التعاطف مع النفس على عكس الحادث في وقت الإصابة بنوبات الهلع.

تعتبر نوبة الهلع من الإصابات التي قد تفسد على المريض حياته بأكملها، حيث يواجه الكثير من التغيرات السلبية في حياته بسببها، فيجب اتباع الطرق العلاجية للقضاء عليها.

قد يعجبك أيضًا