الأساليب البلاغية في اللغة العربية

الأساليب البلاغية في اللغة العربية كثيرة ومتعددة، فالبلاغة هي علم من علوم اللغة العربية ويعني مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع مراعاة الفصاحة، حيث تعمل البلاغة على توصيل المعنى بأفضل الطرق عن طريق استخدام بعض الأساليب، وسوف نعرض لكم عبر موقع زيادة الأساليب البلاغية في اللغة العربية.

الأساليب البلاغية في اللغة العربية

بالحديث عن الأساليب البلاغية في اللغة العربية يجدر بنا أن نذكر لكم أن الأساليب البلاغية هم أسلوبان، ألا وهما الأسلوب الخبري والأسلوب الإنشائي.

لكن قبل التعمق في الحديث عن كلٍ منهما يجب أن ننوه لكم عن أن كل الكلام في اللغة العربية يُعد من الأسلوب الخبري إلا الأساليب الإنشائية، وسوف نعرض لكم الأسلوبين الخبري والإنشائي على النحو التالي:

الأسلوب الخبري

هو النوع الأول من الأساليب البلاغية في اللغة العربية وهو أسلوب يستخدم في الكلام ويحتمل الصدق أو الكذب وبالطبع نستثني من هذه القاعدة القرآن الكريم، فكلام الله – تعالى – صادق ولا يحتمل الكذب وله المثل الأعلى.

بالإضافة إلى كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا ينطبق عليه احتمال الكذب أيضًا فهو كما قال الله – عز وجل -: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ) [سورة النجم، الآية 3]

أما عن احتمالية الصدق والكذب في الأسلوب الخبري فيتمثلان في الإشارة لدلالة أو معنى معين دون أن يتم التصريح بها، فقد يحتمل الأسلوب الخبري الصدق مثل قولنا: (التدخين ضار بالصحة) فهنا تم إسناد صفة الضرر للتدخين.

فالضرر الناتج عن التدخين صفة معروفة وإن لم نتلفظ بها، حيث إن الضرر صفة مؤكدة يعرفها كل الناس عن التدخين، وبالتالي حتى إذا قلنا التدخين فقط ولم نذكر الخبر فإنه سيصل للأذهان أن التدخين ضار.

أما بالنسبة للكذب في الأسلوب الخبري فمثل قولنا: (التدخين مفيد) فالخبر هنا لا يطابق الحقيقة، وهذا لأن التدخين ليس مفيدًا في أي حال من الأحوال.

اقرأ أيضًا: صاحب كتاب كليلة ودمنة

 أغراض الأسلوب الخبري في اللغة العربية

ضمن إطار عرض الأساليب البلاغية في اللغة العربية يجدر بنا تسليط الضوء على أغراض الأسلوب الخبري المختلفة، فقد وضع علماء البلاغة ثلاثة تقسيمات لأغراض الأسلوب الخبري، وهما:

  • موافقة المُتكلِّم والمُخَاطَب لظاهر الكلام: وهما غرضان.
  • خلاف المُتكلِّم والمُخَاطَب لظاهر الكلام: وهما ثلاثة أغراض “أضيف إليهم غرض رابع ولكنه غير شائع”
  • أغراض مجازية.

فيما يلي سوف نعرض لكم كل تقسيم بأغراضه بالتفصيل من خلال الفقرات القادمة

1- موافقة المتكلم لظاهر الكلام

بالحديث عن أغراض الأسلوب الخبري فقد أشرنا سابقًا أنه يوجد ثلاثة تقسيمات للأسلوب الخبري ولكل واحدٍ منها أغراضه التي تم تحديدها من قبل علماء البلاغة في اللغة العربية، فالقسم الأول من الأسلوب الخبري هو موافقة المتكلم لظاهر الكلام يتمثل في غرضين، وهما:

  • الغرض الأول: فائدة الخبر: ويتمثل هذا الغرض في تقديم المتكلِّم فائدة الكلام للمُخَاطَب عن طريق جعل الجملة أو الكلام متضمنًا لتلك الفائدة، ويعتمد هذا الغرض على إفادة المتكلم للمخاطب في بشيء لم يخطر على باله أو يفكر فيه، مثل: (الصدق منجاة)، أو (الوقت كالسيف).
  • الغرض الثاني: لازم الفائدة: هو على نقيض الغرض الأول حيث لا يقدم فائدة حقيقة في الخبر، وهذا لأن المُخاطَب أو المستمع يكون لديه علم بما يقوله المتُكلَّم، وذلك على سبيل المثال قول شخص ما لشخصٍ آخر قد أنهى فترة خدمته في الجيش.

حيث قال: (لقد أنهيت خدمتك لجيش وطنك، مبارك عليك) فهنا الشخص المتكلم لم يحمل معنى جديدًا للمخاطب، وهذا لأن المخاطب يعلم بالفعل أنه قد أنهى فترة خدمته في الجيش، وبالتالي فالإفادة هنا غير حقيقية.

اقرأ أيضًا: الطباق في اللغة العربية

2– مخالفة المتكلم والمخاطب لظاهر الكلام

هو التقسيم الثاني للأسلوب الخبري من حيث الأغراض، ويعتمد هذا التقسيم على طبيعة الحوار بين المتكلم والمخاطّب، وهذا القسم يتشكل في أربعة أغراض: ثلاثة أساسيين.

بالإضافة إلى غرض غير شائع تمت إضافته من بعض علماء البلاغة، مثل: الزمخشري وغيره، وسوف نعرض لكم تلك الأغراض كما بالنحو التالي:

الغرض الأول: إنزال خالي الذهن منزلة التردد والشك والإنكار

يقوم هذا الغرض في اعتبار المتكلم بأن المخاطب لا يعلم شيئًا عن المعلومة التي يقولها، مما يجعل المخاطب إما يرد على هذه المعلومة إما بالسؤال أو التردد أو الشك أو حتى إنكار صحة تلك المعلومة.

فيلجأ المتكلم إلى استخدام أسلوب الشرح والتبسيط ويستخدم العديد من الأساليب بهدف إقناع المخاطب وإفهامه، فعلى سبيل المثال: قول شخص: “لا أعلم هل أذهب لزيارتهم اليوم أم لا؟” فيجيب عليه الآخر: “لا تذهب إليهم اليوم، إنهم مرهقون من السفر”.

فنرى أن الشخص الثاني (المتكلم) استخدم أسلوب التوكيد بإن في رده على المخاطب المتردد، فالأصل في الكلام “لا تذهب إليهم اليوم، فهم مرهقون من السفر” وإنما عمد المتكلم لأسلوب التوكيد لإعلام المخاطب ألا يذهب اليوم ليُذهب من تردده.

الغرض الثاني: إنزال غير المنكر منزلة الإنكار

يعتمد هذا الغرض على جعل المخاطَب ينكر ما يقوله له المتكلم من معلومة، فيقوم المتكلم بالاستعانة ببعض الأساليب التي تساهم في تأكيد إنكار الشخص المخاطب حتى إن لم يكن المخُاطَب منكرًا للمعلومة في واقع الأمر، كما أن أساليب التأكيد التي يستخدمها المتكلم ليست مجرد إضافات زخرفية وإنما تضيف معنىً قويًا للكلام.

فعلى سبيل المثال قول شخص ما لصاحبه: “لن أنفق حتى ولو دينارًا واحدًا على نفسي”، فيقول له صاحبه: ” مهما زادت ثروتك ستكبر أنت معها، ثم إنك ستموت، ثم إنك سوف تُحاسب على مالك الذي اكتنزته”

فنجد أن الشخص الثاني استخدم العديد من الأساليب، مثل: أسلوب التوكيد ب(إن) وأسلوب التسلسل مع التمهل عن طريق استخدام (ثم)، حيث إن كل تلك الأساليب لتثبت للشخص الأول بأنه منكر لحقيقة زوال الدنيا ومتاعها حتى وإن لم يكن المخاطب منكرًا لتلك الحقيقة في واقع الأمر.

الغرض الثالث: إنزال المنكر منزلة الإثبات

ضمن إطار عرض الأساليب البلاغية في اللغة العربية نتابع حديثنا عن الغرض الثالث لمخالفة المتكلم والمخاطب لظاهر الكلام ألا وهو إنزال المتكلِّم المخاطَب المنكر لمنزلة الإثبات.

حيث يقوم هذا الغرض على أن يوجه المتكلم كلامه للمخاطب بدون استخدام أساليب التأكيد كما بالغرضين السابقين، فيكون المخاطب منكرًا للكلام ولكن المتكلم لا يشير إلى ذلك في كلامه.

كما أن هذا الغرض في الأسلوب الخبري يساهم في جعل المعلومة أو المعنى المراد توصيله مؤثرًا في نفس المُستمع، مما يجعله لا يستطيع إنكاره رغم أنه منكر له في الحقيقة.

فعلى سبيل المثال قول المتكلم للمخاطب: “السرقة حرام، فهي أذى للناس” فتحمل هذه الجملة في باطنها معنى إنكار الشخص المخاطب لتلك المعلومة، ولم يستخدم المتكلم الأساليب التوكيدية حتى يجعل المعلومة أكثر تأثيرًا في نفس المخاطب.

كما تجدر الإشارة إلى أنه قد يتطلب هذا الغرض استخدام الأساليب التأكيدية ولكن بشكل أقل من الغرضيين الماضيين.

الغرض الرابع: استبدال لفظ بلفظ مخالفة لظاهر الكلام

هو الغرض الرابع الذي تمت إضافته من بعض علماء البلاغة في اللغة العربية، مثل: الفراء، والزمخشري، وابن قتيبة، وغيرهم، ولكنه غير شائع، ويتمثل هذا الغرض في استخدام بعض الألفاظ التي لها معنى ظاهري معروف ولكن يتم استخدامها لإشارة إلى دلالة أخرى.

فعلى سبيل المثال: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) [سورة المائدة، الآية 55]

لفظ (وَلِيُّكُمُ) من معناه الظاهري يحمل معنى الإفراد ولكن تم استخدامه في تلك الآية بدلالة المثنى، حيث قال – تعالى – بعده: (اللَّهُ وَرَسُولُهُ) وقد تم استخدام هذه الدلالة للإشارة على أن الولاية لله على كل الناس، وأن ولاة رسوله هي ولاية تبعية من الله.

كما تجدر الإشارة إلى أن هذا الأسلوب كان العرب يستخدمونه في كلامهم، حيث كانوا يعمدون لاستخدام اللفظة تارة بالجمع وتارة أخرى بالإفراد.

اقرأ أيضًا: أنواع الحوار من حيث الشكل والطابع

3- الأغراض المجازية للأسلوب الخبري

يتمثل القسم الثالث للأسلوب الخبري في الأغراض المجازية، وهي كالآتي:

  • الاسترحام: وهذا الأسلوب الخبري يكثر استخدامه في مناجاة العبد لربه، نحو قول العبد: إلهي أنت تعلم كيف حالي.
  • التحسر: نحو قوله – تعالى -: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ) [سورة آل عمران، الآية 36]
  • الاعتراف بالضعف: نحو قوله – عز وجل –: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) [سورة مريم، الآية 4].
  • إظهار السرور: نحو: (نجحت أختي)، أو (ظهر الحق).
  • الفخر: مثل: قول بشار بن برد:

أنا ابن ملوك الأعجمين تقطعت

عليَّ ولي في العامرين عماد

  • التحذير: نحو: (شر البلية ما يضحك)
  • المدح: نحو: أنت نور الله فجرًا.
  • التوبيخ: نحو قول شخص لآخر قد تعثر: (الشمس طالعة).
  • التهديد: نحو قوله – تعالى -: ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ) [سورة الأنعام، الآية 119]
  • النصح: نحو قوله (إن الصدق منجاة).
  • الهجاء: نحو قول الشاعر: وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي.
  • الرثاء: نحو قول الخنساء في رثاء أخيها صخر:

 كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ

فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ

  • الهمة والبحث عن العمل: نحو: (ليس المجتهد كالكسول).

الأسلوب الإنشائي

بصدد الحديث عن الأساليب البلاغية في اللغة العربية كنا قد ذكرنا أنها نوعان، فقد تناولنا الأسلوب الخبري بكل ما يخصه، والآن حان الدور بأن نسلط الضوء على الأسلوب الإنشائي.

فالأسلوب الإنشائي هو الكلام الذي لا يحتمل الصدق أو الكذب وهذا لأنه يتم التصديق به بمجرد التلفظ به، والفرق بينه وبين الأسلوب الخبري هو أنه لا يحتوي على خبر يحتمل الصدق أو الكذب، والأسلوب الخبري نوعان: إنشائي طلبي وإنشائي غير طلبي.

1- الأسلوب الإنشائي الطلبي:

بالحديث عن الأساليب البلاغية في اللغة العربية يجدر بنا الإشارة إلى النوع الأول من الأساليب الإنشائية ألا وهو الأسلوب الإنشائي الطلبي، ويتمثل في خمسة أساليب، وهي:

أسلوب الأمر

يُعرِّف العالم بن يعيش الأمر بأنه: طلب الفعل بصيغة مخصوصة وله ولصيغته أسماء بحسب إضافاته، فإن كان من الأعلى إلى ما دونه قيل له أمر، وإن كان من النظير إلى النظير قيل له طلب، وإن كان من الأدنى إلى الأعلى قيل له دعاء

كما أن لأسلوب الأمر صيغ حقيقية للمعنى وأخرى مجازية غير المعاني الحقيقية، وهي كالآتي:

الصيغ الحقيقية

تتمثل الصيغ الحقيقية لأسلوب الأمر في أربع صيغ وهي:

  • الصيغة الأصلية بفعل الأمر: ويتم فيه استخدام الفعل الأمر كما هوة، نحو قوله – تعالى -:(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ) [سورة لقمان، الآية 17]
  • صيغة الفعل المضارع: يوتم فيها إلحاق الفعل المضارع بلام الطلب، نحو: (ليذاكر كل طالب دروسه).
  • صيغة اسم الفعل: حيث يوجد الكثير من أسماء الأفعال التي تحمل معنى الأمر، نحو: سرعان بمعنى أسرع، حيَّ بمعنى أقبل، وغيرها.
  • صيغة المصدر: نحو قول الشاعر:

 يا قلب صبراً لنار

كوتك في الحب كيّا

فهنا جاء المصدر صبرًا بمعنى اصبر.

اقرأ أيضًا: ما هو التشبيه البليغ؟

الصيغ المجازية

يوجد الكثير من المعاني والصيغ الغير حقيقية للفعل الأمر، وهو ما يتمثل في الغرض من استخدام الفعل، ومن تلك الأغراض:

  • الدعاء: حيث يأتي الأمر بصيغة الدعاء إذا كان من الإنسان إلى الله – عز وجل – ومن ذلك قوله – تعالى –: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي ([سورة مريم، الآيات من 24 على 27]
  • النصح والإرشاد: نحو: (اعتزل ما يؤذيك).
  • التهديد: نحو قوله – عز وجل -: (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [سورة الانشقاق، الآية 24]
  • الالتماس: وهو عندما يكون الآمر والمأمور في نفس المكانة، نحو قوله – تعالى -: (فَأَوفِ لَنَا الكَيلَ وَتَصَدَّق عَلَينا إِنَّ اللَّـهَ يَجزِي المُتَصَدِّقينَ) [سورة يوسف، الآية 88]
  • الإكرام: نحو قوله – عز وجل -: (ادخُلوا مِصرَ إِن شاءَ اللَّـهُ آمِنينَ) [سورة يوسف، الآية 99] فالغرض منه هنا ليس الدخول بلفظه الحقيقي، وإنما هو إكرام لهم على صبرهم وصلاح عملهم.
  • التمني: هو عندما يكون المأمور غير عاقل، نحو: (ابتسم لي أيها القمر)
  • التسوية: هو في حال تردد المخاطب بين أمر وعدة أمور أخرى، نحو قوله – تعالى -: )وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [سورة الملك، الآية 13]

باقي الصيغ المجازية

يوجد المزيد من الصيغ المجازية لفعل الأمر، ومنها:

  • التعجيز: تكثر تلك الصيغة من أسلوب الأمر في القرآن الكريم، حيث يستخدمها الله – تعالى – تعجيزًا للمخاطب، نحو قوله
    – تعالى -: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ( [سورة البقرة، الآية 258]
  • الإهانة: نحو قوله – تعالى -: (كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا). [سورة الإسراء، الآية 50]
  • التسخير: نحو قوله – تعالى -: )قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ( [سورة الأنبياء، الآية 69] ، حيث سخّر الله – تعالى – النار تكون آمنة على سيدنا إبراهيم – عليه السلام – ولا تؤذيه.
  • التخيير: هذا الغرض من الأمر يتم استخدامه بهدف توعية المخاطب بأنه يجمع بين أمرين أو أكثر لا يمكن الجمع بينهم، نحو: 0قل الحق أو الباطل).
  • التهكم: نحو قوله – تعالى -: (قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [سورة آل عمران، الآية 168]
  • التعجب: نحو: (أجمل بالورد).
  • تقديم العبرة والوعظ: نحو قوله – عز وجل -: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [سورة الأنعام، الآية 11]

أسلوب النهي

 ضمن إطار عرض الأساليب البلاغية في اللغة العربية نتابع الحديث عن أنواع الأسلوب الإنشائي الطلبي وهو النهي ويعني طلب التوقف عن أمر أو فعل على جهة الاستعلاء، ويتكون من عنصرين، وهما: العلو والاستعلاء.

كما يجدر بالذكر بأن أسلوب النهي له صيغة حقيقية واحدة فقط، وهي: صيغة الفعل المضارع المجزوم بلا الناهية، نحو: (لا تسرق)، فضلًا عن الكثير من الأوجه والصيغ المجازية لأسلوب النهي، ومنها:

  • الدعاء: حيث يأتي النهي بصيغة الدعاء إذا كان من الإنسان إلى الله – عز وجل – ومن ذلك قوله – تعالى –: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) [سورة البقرة، الآية 286]
  • الالتماس: ويتمثل في أن يكون الناهي والمنهي عن الفعل في نفس المكانة، نحو: (لا تنس أبدًا ذكر الله).
  • التمني: عندما يكون المخاطب غير عاقل، نحو: (يا قمر لا تغيب).
  • النصح والإرشاد: عندما يكون المتكلم شخصًا حكيمًا أو ذا خبرة ويكون المخاطب محتاجًا للنصح، نحو قول الشاعر:

لا تيأسوا أن تستردوا مجدكم

فلربَّ مغلوبٍ هوى ثم ارتقى

  • التوبيخ: يأتي النهي بغرض التوبيخ عندما يتم توجيه اللوم للمخاطب على أمر غير صائب، نحو: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ) [سورة البقرة، الآية 42]
  • التحقير: نحو: (لا تطلب النجاح، فلتدعه لأصحابه).
  • التهديد: نحو: (لا تتوقف عن فشلك).

أسلوب الاستفهام

استكمالًا للحديث عن الأساليب البلاغية في اللغة العربية نشير إلى أسلوب الاستفهام وهو من أنواع الأسلوب الإنشائي الطلبي، وينقسم إلى حروف وأسماء.

أما حروف الاستفهام، فهي حرفان: (همزة الاستفهام)، و(هل) أما الأسماء فهي: (ما، متى، أين، من، كيف، كم، أي، أنَّى، أيَّان)

كما يوجد له بعض المعاني المجازية ومنها:

  • التسوية: نحو قوله – تعالى -: (وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) [سورة يس، الآية 10]
  • النفي والإنكار: نحو قوله – عز وجل -: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [سورة الزمر، الآية 10]
  • الأمر: مثل: (أتصون لسانك عن الغيبة).
  • النهي: نحو: )يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [سورة الانفطار، الآية 6]
  • التشويق: نحو قولنا: ألا أخبرك بطريق السعادة؟
  • التعظيم: نحو:

أضاعوني وأيَّ فتًى أضاعوا

 ليوم كريهةٍ وسِدادِ ثـَغْـر

  • التحقير: نحو: (أهذا الذي لطالما كنت تمدحه؟)
  • التعجب: نحو: (مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ) [سورة النمل، الآية20]
  • التوبيخ: نحو: (هل أنت مطمئن الآن لما فعلته؟)

أسلوب النداء

ضمن إطار عرض الأساليب البلاغية في اللغة العربية يجب أن نسلط الضوء على أسلوب النداء فهو من الأساليب الإنشائية الطلبية، ويتمثل في:

  • الهمزة للقريب: نحو: (أمحمد ذاكر دروسك!)
  • يا للقريب والبعيد: نحو: (يا أحمد أغلق النافذة).
  • أي وأيا وهيا للبعيد: نحو: (أيا رجل، اتق الله!)
  • وا للندبة: نحو: واإسلاماه.

أسلوب التمني

هو أحد الأساليب الإنشائية الطلبية، وهو أن يطلب الشخص أمرًا يرغب فيه بشدة ولكنه يعلم استحالة تحقيقه، وله أربع صيغ:

  • ليت: نحو: ألا ليت الشباب يعود يومًا.
  • هل للبعيد: نحو: (الُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ) [سورة غافر، الآية 11]
  • لو: نحو: قوله – تعالى – : (َوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [سورة الزمر، الآية 57]
  • لعل للقريب أو البعيد: نحو قول الله في كتابه: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا) [سورة الطلاق، الآية 1]

اقرأ أيضًا: كم عدد كلمات اللغة العربية

2- الأسلوب الإنشائي الغير طلبي

متابعة للحديث عن الأساليب البلاغية في اللغة العربية يجب أن نشير للتقسيم الثاني من الأساليب الإنشائية ألا وهو الأسلوب الإنشائي الغير طلبي، وهو غير طلبي لأنه لا يتطلب مطلوبًا، وله العديد من الصيغ، نحو:

  • القسم: نحو: (والله لأذاكرن دروسي).
  • المدح والذم: نحو: (بئس الخلق الكذب ونعم الخلق الصدق)
  • الترجي: نحو: (عساه خيرًا).
  • التعجب: نحو قوله – تعالى – :(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ( [سورة البقرة، الآية 28]
  • ألفاظ العقود: نحو: (قبلت بك زوجًا).
  • كم ورُبَّ الخبريتان: نحو: (رُبَّ أخٍ لك لم تلده أمك).

الأساليب البلاغية في اللغة العربية من أغنى القواعد اللغوية، فهي تساعد في التعبير عن المعنى بما يحقق عنصر الفصاحة والإفهام.

قد يعجبك أيضًا