حكم تفضيل الزوج أهله على زوجته بالدليل من الكتاب والسنة وحكم ظلمه لها بسبب أهله وما هي أركان الزواج؟ سوف نوضحها لكم خلال السطور التالية، حيث أن الزواج ما هو ميثاق بين زوجين، وفي أغلب الحالات تكون الحياة بينهم مستقرة تسودها المحبة والمودة والرحمة، ولكن في أحيان أخرى تخلق العديد من المشكلات ومنها معاملة الزوج للزوجة معاملة سيئة وتفضيل أهله عليها، فما حكم تفضيل الزوج أهله على زوجته؟ هذا ما سوف نتناوله في هذا المقال، فتابعونا.
اقرأ أيضا: هل دعاء الزوج على زوجته مستجاب
حكم تفضيل الزوج أهله على زوجته
في بداية حديثنا عن حكم تفضيل الزوج أهله على زوجته يجب أن يعلم الزوج أن هذا التصرف لم يُعرف في حياة الصحابة ولا الصالحين أبدًا، فلابد أن تكون العلاقة بين أي زوجين تتمتع بالسكينة والهدوء والمحبة والمودة، وهو أساس الزواج.
ونجد أن هناك الكثير من المواضع في القرآن الكريم والسنة النبوية تحث على ذلك، ومنها:
قوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة…) الروم: 21.
قوله تعالى: (وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً).
- عندنا يتزوج أحد الأبناء الذكور نجد أهله دائمين التحدث معه عن زوجته سواء بالخير أو الشر، بالإضافة إلى ذلك تجد التحكم الكبير في حياته، وقد يتطور الأمر إلى التدخل في أمور الفراش.
- ولكن هل هذا الصحيح؟ بالطبع لا الحياة والزوجية بين الزوجين سر لا يصلح للزوج أن يتحدث عن زوجته مع أهله وكذلك الزوجة.
- ولكن دعونا هنا نتحدث عن حكم تفضيل الزوج أهله على زوجته، ففي كثير من الأحيان نجد أن الزوج يطيع أوامر أهله وبالأخص والدته ويتجنب زوجته واحتياجاتها، بل قد يتطور الأمر إلى تفضيل احتياجات الأهل على الزوجة.
- عزيزي الزوج لأهلك عليك حق، فهم في المرتبة الأولى من حياتك، ولكن هذه زوجتك في الكفة الأخرى التي واعدتها بالحياة السعيدة والاستقرار.
- هذه زوجتك التي تركت بيت أبيها لأجلك أنت، أنت العون والسند لها، هذه زوجتك التي تنازلت عن الجميع من أجلك أنت، لا يتعارض ذلك مع واجبك نحو أهلك إطلاقًا ولكن يجب عليك مراعاة زوجتك أيضًا.
- فأسرة الزوج في أغلب الحالات تكون هي السبب في خراب بيت ابنها التي بنته وتمنت له العيش والاستقرار به، وعندما أجرت العديد من الدراسات حول نسبة الطلاق وجد أن أهل الزوج هم أعلى نسبة في أسباب الطلاق.
- وهذا يرجع إلى تدخل أهل الزوج في حياة ولدهم ونظرتهم إلى عش الزوجية الذي بناه له ولزوجته على أنه حق للجميع.
- ففي هذه الحالات تشعر الزوجة أن أم الزوج هي المتحكمة في حياتها وحياة أولادها، مما ينتج عنه الكثير من المشكلات وبالأخص إذا كان الزوج يفضل أهله دائمًا على زوجته.
- فمن الضروري على الزوج إصلاح العلاقة بين أهله وبين زوجته، فإن لم يفعل ذلك ووجدت الزوجة الانتقادات الدائمة من زوجها يخطر ببالها تلقائيًا أن هذه الانتقادات ليست من زوجها فقط.
- فالسبب الأساسي وراء هذه الانتقادات هي أم الزوج، فتبدأ الزوجة في توضيح ذلك لزوجها ضمن حديثها، مما ينشئ بينهما العديد من المشكلات والنزاعات.
- وفي هذه الحالة يذهب الابن إلى أمه ليخبرها عما بدر من زوجته، فتغضب الزوجة لذلك أشد الغضب لأنها تجد في كل المواقف التي تقابلها في حياتها أن زوجها ليس السند الذي كانت تنتظره طيلة حياته.
- فإذا أرادت الزوجة أن نستكمل الحياة مع زوجها الذي يفضل أهله عليها، لابد أن تتحلى بالصبر والرفق والأناة، وتوضح لزوجها أنها لا تكره أهله ولكن لهم حياتهم الخاصة بهم.
- ويجب أن يعطيها كافة حقوقها، بجانب مراعاته لأهله وذلك وفقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
- ويجب على الزوج أيضًا أن يتغلب على العديد من صفاته السيئة مثل الأنانية وأن يقاوم ميله إلى الحديث عن مواقفه مع زوجته مع أهله.
اقرأ أيضا: ما حكم المرأة التي تغضب زوجها
حكم ظلم الزوج لزوجته بسبب أهله
وبعد أن تعرفنا على حكم تفضيل الزوج أهله على زوجته هناك استفسار أخر وهو ما حكم ظلم الزوج لزوجته بسبب أهله؟
- الأهل في المرتبة الأولى هكذا وصانا ديننا الشريف، ولكن هل يحق للزوج أن يظلم وزجته لإرضاء أهله؟ لا يجوز هذا إطلاقًا ففي بعض الحالات يكون الأهل هم المخطئين في حق الزوجة، ومع ذلك نجد الزوج يقف بصف أهله ويظلم زوجته.
- يجب أن تعلم عزيزي الزوج أن لزوجتك عليك حق النصرة مادامت هي لا تخطأ فلا تتجاهل مشاعرها واحتياجها لك ولنصرتك في المواقف التي يظلمها الجميع فيها.
- فهي تتوقع منك أن تقف بجانبها وتنصرها على من ظلموها حتى ولو كانوا أهلك، ليس معنى هذا أنها تريدك أن تظلم أهلك بل تريدك أن تنصر الحق.
- فإن لم تستطع فعل ذلك وتعدل بين زوجتك وأهلك إذا عليك أن تفصل بينهم.
اقرأ أيضا: ما حكم المرأة التي تكلم غير زوجها
دلائل من السنة النبوية الشريفة على ضرورة معاملة الزوج لزوجته معاملة طيبة
قال النبي -صلى الله عليه وسلم -كما في صحيح ابن حبان: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
قال صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنهن عَوان عندكم).
قال صلى الله عليه وسلم -كما في صحيح مسلم: (من يُحرَم الرفق، يُحرَم الخير كله).
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البخاري ومسلم: (استوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنهن خُلِقن من ضِلَع أعوج، وإن أعوجَ شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبَت تُقيمه كسَرته، وإن تركته لم يزَل أعوجَ؛ فاستوصوا بالنساء خيرًا).
كما عند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والكلمة الطيبة صدقة).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أعظم الذنوب عند الله: رجل تزوج امرأةً، فلما قضى حاجته منها، طلَّقها وذهب بمهرها، ورجل استعمل رجلاً، فذهب بأجرته، وآخر يقتل دابةً عبثًا)؛ السلسلة الصحيحة.
أن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه -قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم -: تزوَّجت امرأةً، فقال: (ما أصدقتَها؟)، قال: وزن نواة من ذهبٍ، فقال: (بارك الله لك، أَوْلِم ولو بشاة).
ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم -كما عند الترمذي: (ألا إن لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا).
قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: (رِفقًا بالقوارير).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: (فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ”.
آيات من القرآن الكريم تحث الزوج على حسن معاملة الزوجة
قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً).
وقال تعالى: (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا).
اقرأ أيضا: ما حكم الزوج الذي لا ينفق على زوجته العاملة
ما هي أركان الزواج؟
الزواج ما هو إلا ميثاق قوي بين شخصين وذلك تبعًا لقوله تعالى
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
فالزواج يعني المحبة والمودة والسكينة بين الزوجين، فقال تعالى:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً).
وبعد التعرف على حكم تفضيل الزوج أهله على زوجته لابد من التعرف على الأركان التي يجب توافرها في الزواج والتي يجب ذكرها هنا ليكون موضع اتفاق بين أهل الزوج وزوجته، فهي قوانين مشروعة ومحددة ولا يجب الاختلاف عليها:
1. صيغة العقد
صيغة العقد هو ركن متفق عليه من قبل الأئمة الأربعة، بالرغم من اختلاف الألفاظ التي تدل على إتمام الزواج لديهم، إلا انه من الشروط الواجب توافرها، وهو يحتوي على قسمين القسم الأول الإيجاب والقسم الثاني القبول.
2. الصَّداق
- الصداق هو المهر الذي يعطيه الزوج لزوجته:
(لذا يقال في عقد القران وعلى الصداق المسمى بيننا).
- حتى وإن قل هذا المهر فلابد من توافره والدليل على ذلك قوله تعالى:
(وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً)، وقوله تعالى (لا نِكاحَ إلّا بِوَليّ وصَداق وشاهِدَيْ عَدلٍ).
- ومن السنة نجد عن البخاريّ في صحيحه عن سهل بن سهد الساعدي رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال:
(التَمِسْ ولو خَاتَماً من حديدٍ).
3. العاقدان
- والمقصود بالعاقدين هنا الزوج والزوجة أنفسهم، لأن لابد من توافر مجموعة من الشروط على كلًا منهما، ولابد أن يتم النكاح بموافقة الطرفان، فلا يجوز إتمامه بوجود أحد الأطراف فقط أو عدم موافقة أحدهما.
- ولابد أن يتفق الزوجان قبل زواجهم على كيفية إدارة حياتهم بعد الزواج والكيفية التي سوف يتعامل بها كلًا من الطرفين مع الطرف الأخر.
- وهنا نجد الحاجة إلى ذكر هذه الأركان التي إذا تمت بشكل صحيح لا يجوز للزوج تفضيل أهله على زوجته، رغم أن الأهل في المقدمة بالنسبة للإنسان ولكن هناك بعض الحالات التي سوف نذكرها لا يمكن للزوج فيها تفضيل أهله على زوجته.
اقرأ أيضا: ما حكم الزوج الذي يهين زوجته
وإلى هنا نكون وصلنا وإياكم إلى نهاية مقالنا، وتحدثنا فيه عن حكم تفضيل الزوج أهله على زوجته، وكذلك حكم ظلم الزوج لزوجته، لا تنسوا مشاركة المقال مع غيركم لتعم الفائدة وينتشر الخير.