أسرار سورة الفاتحة للرزق

أسرار سورة الفاتحة للرزق منتشرة بين العامة وبعض المتكلمين بالعلم الشرعي، فلا يخفى على أحد فضل سورة الفاتحة العظيم، فهل هناك أحاديث صحيحة عن النبي على أن سورة الفاتحة تجلب الرزق، هذا ما سنتناوله في ذلك الموضوع على موقع زيادة.

أسرار سورة الفاتحة للرزق

كثيرًا ما نسمع جملة أسرار سورة الفاتحة للرزق أو قراءة سورة الفاتحة في المحال والحوانيت صباحًا عدد معين من المرات تجلب الزبائن وما إلى ذلك.. لكن العلم الشرعي المثبت بالتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجد به الفقهاء أي سورة مخصصة بعينها لجلب الرزق.

 لكن القرآن كله خير وعلى المسلم اتباع الطرق الشرعية والأخذ بالأسباب في تنمية عمله ونؤكد أنه لا يوجد في الشرع ما يسمى أسرار سورة الفاتحة للرزق.

اقرأ أيضًا: عدد حروف سورة الفاتحة وسبب نزولها وفضل سورة الفاتحة

فضائل وأسرار سورة الفاتحة

لا يخفى على أي مسلم الفضائل العظيمة لسورة البقرة ففيها الحديث الشهير الذي رواه لنا الصحابي أبو سعيد بن على قال:

“كُنْتُ أُصَلِّي في المَسْجِدِ، فَدَعانِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فقالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ}[الأنفال: 24]. ثُمَّ قالَ لِي: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ، قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ. ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ، قُلتُ له: ألَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ، قالَ: {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}[الفاتحة: 2] هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ.” (صحيح البخاري 4474).

فسورة الفاتحة هي المقصودة في قول الله تعالى في سورة الحجر: “وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)” وفي الحديث قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: “هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ”.

سُميت سبع مثاني لأنها سبع آيات يتم قراءتها كل صلاة، وهي القرآن العظيم لأنها تشتمل على أغلب مقاصد القرآن الكريم (رغم وجازتها في الألفاظ) فهي:

  • تثبت التوحيد.
  • تثبت نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • التبرأة من الديانات الأخرى.
  • العبادة المتضمنة لأركان الإسلام.

قراءة سورة الفاتحة بشرى للمؤمنين

قد أنزل الله تعالى على سيدنا محمد القرآن العظيم وجعل ثواب قراءته عظيم، في كل حرف حسنة ويضاعف الله لمن يشاء، وهناك تفضيل خاص لبعض السور عن غيرها، خصها الله تعالى بذاك الفضل على فضل القرآن الكريم، وذلك ترغيبًا في قراءتها.

فعن عبد الله بن عباس أنه قال:

“بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ” (صحيح مسلم 806).

يروي الحديث أنه بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع سيدنا جبريل سمع جبريل صوت شيء من فوق رأسه، قال سيدنا جبريل أن هذا الصوت هو صوت باب من أبواب السماء فُتح اليوم فقط ولم يٌفتح قبلًا أبدًا، ونزل من هذا الباب ملكًا لم ينزل إلى الأرض أبدًا.

كل هذا تمهيد لأمر عظيم لأن عظم الحدث يستدل من عظم المبعوث به، فلما نزل الملك سلم عليهما، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم:

” َبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ” فبشره بنورين وسمي بهذا الاسم لأن قراءتهما تجعل للمؤمن نور أمامه يرشده إلى السبيل الرشيد.

النوران هما: “فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ” وذلك لأنهما تحويان المعاني الجليلة والاعتراف لله تعالى بالربوبية، واللجوء التام لله تعالى والعوذ إليه.

في هذا الحديث يبن لنا الرسول صلى الله عليه وسلم عظيم فضل سورة البقرة.

اقرأ أيضًا: لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

الفاتحة مقسومة بين العبد وربه

من عظيم فضل سورة الفاتحة أنها لا تكون الصلاة إلا بها، فإذا صلى الإنسان دون أن يقرأ الفاتحة فصلاته ناقصة، وإذا صلى وراء إمام فليقرأها في سره.

فعن أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال:

“مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ. فقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ” (صحيح مسلم 395).

كما أن في الحديث القدسي الذي نقله الرسول صلى الله عليه وسلم لنا عن رب العزة أنه قال أن الفاتحة مقسومة بين العبد وربه..

فالنصف الأول حمد وثناء على الله تعالى يجزي به الله تعالى العباد خير الجزاء، أما النصف الثاني فهو تضرع ودعاء الله تعالى، وهذا يستجيب الله تعالى له، ويعطي العبد ما يسأل، فإذا قال المسلم:

  • الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ: قال الله تعالى “حَمِدَنِي عَبْدِي”.
  • الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: قال تعالى: “أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي”.
  • مالِكِ يَومِ الدِّينِ: قال الله تعالى: “مَجَّدَنِي عَبْدِي”/ “مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي”.
  • إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ: قال الله تعالى: “هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي” فالنصف الأول من الجملة اعتراف العبد بألوهية المولى عز وجل وتمام العبودية له، والنصف الثاني دعاء لله تعالى بالاستعانة به، فيقول الله تعالى أن للعبد ما يسأل.
  • يكمل العبد تلاوة سورة الفاتحة “اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ” فيستجيب الله تعالى لهذا الدعاء العظيم.. هذا الحديث يبين الفضل العظيم لسورة الفاتحة.

اقرأ أيضًا: فضل قراءة سورة الفاتحة 1000 مرة وسبب تسميتها ومقصاد السورة

سورة الفاتحة رقية للعلاج

بين لنا الرسول صلى الله صلى الله عليه وسلم أن سورة الفاتحة رقية لعلاج الأمراض وذلك لما ورد في الحديث الذي رواه أبي سعيد الخدري قال:

“انْطَلَقَ نَفَرٌ مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حتَّى نَزَلُوا علَى حَيٍّ مِن أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فأبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذلكَ الحَيِّ، فَسَعَوْا له بكُلِّ شَيءٍ، لا يَنْفَعُهُ شَيءٌ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: لو أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا؛ لَعَلَّهُ أَنْ يَكونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيءٌ، فأتَوْهُمْ، فَقالوا: يا أَيُّهَا الرَّهْطُ، إنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، وَسَعَيْنَا له بكُلِّ شَيءٍ، لا يَنْفَعُهُ؛ فَهلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنكُم مِن شَيءٍ؟

 فَقالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللَّهِ إنِّي لَأَرْقِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَما أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ علَى قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ، فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عليه، وَيَقْرَأُ: (الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ)، فَكَأنَّما نُشِطَ مِن عِقَالٍ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَما به قَلَبَةٌ،

قالَ: فأوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذي صَالَحُوهُمْ عليه، فَقالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقالَ الَّذي رَقَى: لا تَفْعَلُوا حتَّى نَأْتِيَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَنَذْكُرَ له الَّذي كَانَ، فَنَنْظُرَ ما يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرُوا له، فَقالَ: وَما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟ ثُمَّ قالَ: قدْ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لي معكُمْ سَهْمًا. فَضَحِكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.” (صحيح البخاري 5007).

شرح الحديث

في هذا الحديث يروي لنا أبوسعيد الخدري أنه كان في سفر ونزل في جوار قوم سألوهم الضيافة المعتادة على أهل البادية المعروف عنهم الكرم والجود فأبو أن يضيفوهم، وبينما هم في جوار ديارهم قد لدغ كبير القبيلة هذه عقرب وفشل معه كافت العلاجات فجاءوا إليهم إذا كان معهم علاج.

فقام أحد الصحابة برقية الرجل الذي لدغه عقرب وقد شفاه الله تعالى، في حينها، والقبيلة أعطتهم قطيع من الغنم (قرابة الثلاثين شاة).

قال أحد الرجال نقتسم هذا الغنم ونأكل منها، فنهاهم الرجل الذي قام بالرقية حتى يصلوا إلى رسول الله تعالى ويخبروه بالقصة ليبين لهم حكم هذه الأغنام..

عندما جاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسردوا عليه قصتهم قال له رسول الله:

“وما كانَ يُدْرِيهِ أنَّها رُقْيَة” وقال لهم قد أصبتم وأمرهم أن يقتسموا الغنم بينهم، وأن يضربوا لهم بسهم تطيبًا لقلوبهم وأن يبين لهم إنها ليس بها شيء من الشبهة.. وهذا الحديث يبين لنا فضل سورة الفاتحة في الرقية.

اقرأ أيضًا: فضل سورة الفاتحة وأسمائها وأحاديث النبي عن فضلها

أسماء سورة الفاتحة

للفاتحة خمسة وعشرون اسم أوردها جلال الدين السيوطي في كتابه (الإتقان في علوم القرآن) وذكر القرطبي لها 12 اسمًا في تفسيره وهي:

  • فاتحة الكتاب.
  • سورة الحمد.
  • أم الكتاب.
  • أم القرآن.
  • المثاني السبع.
  • القرآن العظيم.
  • الأساس.
  • الكافية.
  • الوافية.
  • الرقية.

اقرأ أيضًا: كم عدد أسماء سورة الفاتحة وسبب تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني

أسباب زيادة الرزق من الكتاب والسنة

بعدما تحثنا عن خطأ عبارة أسرار سورة الفاتحة للرزق وتناولنا بعض من فضائل سورة الفاتحة نتناول بعض من أسباب زيادة الرزق من الكتاب والسنة، وهي:

الاستغفار من أسباب زيادة الرزق

ذلك لقول الله تعالى:

“فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)” (نوح).. فالمداومة على الاستغفار الصادق من أسباب الرزق.

التوكل على الله

مع الأخذ بالأسباب والعمل الجاد، ورد ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:

“لو أنكم تتوكلونَ على اللهِ حقَّ توكلِهِ لرزقكم كما يرزقُ الطيرُ تغدو خِمَاصًا وتروحُ بِطَانًا” ( المقاصد الحسن لابن حبان 402).

 فقد ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين التوكل على الله حسن التوكل وبين الرزق من الله تعالى.

التبكير إلى العمل

فقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للذين يبكرون في عملهم بالبركة وذلك في الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود أنه قال:

“اللهمَّ بارِكْ لِأُمَّتِي في بُكورِها”، وفي روايةٍ  أخرى: “بورِكَ لأمَّتِي في بكورِها” (مجمع الزوائد 4-64).

السعي على أداء فريضة الحج

فالمتابعة على الحج والعمرة وأن يسعى العبد على أداة هذه الفريضة من أسباب الرزق، وذلك لما ورد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“تَابِعُوا بين الحجِّ والعمرةِ، فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذنوبَ، كما يَنفي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ والذهبِ والفضةِ، وليس للحجةِ المبرورةِ ثوابٌ إلا الجنةُ” (سنن الترميذي810).

إخراج الصدقات

التصدق من أسباب الرزق وهذا وعد من الله، فعن أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، وقالَ: يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لا تَغِيضُها نَفَقَةٌ سَحّاءُ اللَّيْلَ والنَّهارَ، وقالَ: أرَأَيْتُمْ ما أنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّماءَ والأرْضَ، فإنَّه لَمْ يَغِضْ ما في يَدِهِ، وكانَ عَرْشُهُ علَى الماءِ، وبِيَدِهِ المِيزانُ يَخْفِضُ ويَرْفَعُ” (صحيح البخاري 4684).

اقرأ أيضًا: افضل سورة لاستجابة الدعاء ومواضع ورود لفظ فاستجبنا ومفاتيح استجابة الدعاء

صلة الرحم

فأن يصل المسلم رحمه ويودهم ذلك من أسباب الرزق، لما ورد عن أن ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

“مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ” (صحيح البخاري 2067).

الدعاء بالرزق

المداومة على الدعاء من أسباب الرزق، والله لا يرد قلبًا ناجاه، ومن الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه عنه أنس ابن مالك:

“أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقولُ اللهمَّ إني أعوذُ بك من الكفرِ والفقرِ وعذابِ القبرِ” (مسند عمر للطبري  2/575).

اقرأ أيضًال: افضل سورة لاستجابة الدعاء ومواضع ورود لفظ فاستجبنا ومفاتيح استجابة الدعاء

الأحاديث الضعيفة في أسرار سورة الفاتحة للرزق

بعد أن ذكرنا خطأ جملة (أسرار سورة الفاتحة للرزق) وجب التنويه أن هناك عدد كبير من الأحاديث التي لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل سورة الفاتحة لا يجب العمل بها مثل:

  • “فاتحةُ الكتابِ تُجزي ما لا يُجزي شيءٌ من القرآنِ، ولو أنَّ فاتحةَ الكتابِ جُعلتْ في كِفةِ الميزانِ، وجُعلَ القرآنُ في الكِفةِ الأُخرى، لفضلتْ فاتحةُ الكتابِ على القرآنِ سبعَ مراتٍ” فقد أورده الألباني ف السلسلة الضعيفة برقم 3996، وهو منسوب على رواية أبو الدرداء.
  • فاتحةُ الكتابِ شفاءٌ من السَّمِّ” أورده الألباني في السلسلة الضعيفة 3997 وهو موضوع ومنسوب إلى رواية الصحابي أبو سعيد الخدري.
  • “فاتحةُ الكتابِ تعدِلُ بثلثَيِ القرآنِ” أورده السيوطي في الدرر المنثورة 1/19 وهو منسوب إلى رواية الصحابي عبد الله بن عباس، وهو حديث ضعيف الإسناد ولا يحتج به.
  • “فاتحةُ الكتابِ وآيَةُ الكُرْسِيِّ لا يَقْرَؤُهُما عبدٌ في دارٍ فيُصِيبُهُم ذلك اليومَ عَيْنُ إِنْسٍ أو جِنٍّ” أورده الألباني في ضعيف الجامع 3952 وهو منسوب إلى الصحابي عمران بين حصين.
  • “إذا وضعتَ جنبَك على الفراشِ، وقرأتَ فاتحةَ الكتابِ و(قُلْ هَوَ اللهُ أَحَدٌ): فقد أَمنتَ من كل شيءٍ إلا الموتَ” أورده الألباني في السلسلة الضعيفة 5062 وهو منسوب إلى الصحابي أنس ابن مالك.

هذا أشهر الأحاديث الضعيفة المنتشرة على ألسنة العامة وبعض المتكلمين بالعلم، لكن نكرر أنها أحاديث ضعيفة لا تصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يجب العمل بها..

بذلك نكون قد تناولنا جملة أسرار سورة الفاتحة للرزق بالتحليل ونقلنا من أقوال الفقهاء بعض من فضائل سورة الفاتحة وأقوالهم في أسباب زيادة الرزق، وبعض الأحاديث التي لا تصح في فضل سورة الفاتحة، ندعو الله تعالى أن يجعلكم وإيانا من أهل القرآن والصلاة والسلام على سيدنا وشفيعنا يوم الدين.

قد يعجبك أيضًا