قصة النبي محمد مختصرة

قصة النبي محمد مختصرة هي خير وأعظم قصة لمخلوق من بداية البشرية وحتى قيام الساعة، فبعدما رفع الله نبي الله عيسى إلى السماء ونجاه فقد ظلت الأرض ما يقارب 6 قرون بدون نبي فقد بعثه الله مبشرًا ونذيرًا فهو أشرف الخلق وأعظم البشر وسنتعرف على قصة النبي بشكل مختصر من خلال موقع زيادة.

قصة النبي محمد مختصرة

كان رسولنا الكريم هو آخر الأنبياء الذي بعثه الله لأمتنا لهدايتهم إلى الصراط المستقيم وقصة النبي محمد من أعظم القصص التي وردت في القرآن الكريم لما بها من عظة وعبرة وأخلاق نتعلم منها.

1- مولد النبي محمد (ص)

سماه جده بهذا الاسم لأنه كان يريد أن يحمد ربه في الأرض والسماء رغم أن هذا الاسم لما يكن شائعًا بين العرب، هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ويمتد نسبه الشريف إلى سيدنا إبراهيم.

كان والد النبي عبد الله بن عبد المطلب متزوج من آمنة بنت وهب، وتوفاه الله قبل موعد ميلاد النبي الكريم (عام الفيل) وهو العام الذي حاول فيه أبرهة الحبشي هدم الكعبة ولكن الله سبحانه وتعالى أرسل عليهم طيرًا أبابيل وقد وُلد رسول الله في هذا العام.

اقرأ أيضًا: قصة سيدنا محمد للأطفال

2- طفولة رسول الله (ص)

ولد رسول الله يتيمًا فأخذه جده عبد المطلب وكان فَرِحًا به ولما توفاه الله آواه عمه أبو طالب وأرضعته حليمة السعدية.

هذا بعد أن رفضت نساء بن سعد إرضاع النبي بسبب فقدانه لأبيه ظنًا منهم أنه لن يعود لهم بأي منفعة وكان خيرًا لحليمة فبارك الله لها في أموالها وغنمها.

نشأ محمد (ص) بخلاف غيره من الشباب من حيث الشدة والقوة، وبعد أن أتم رضاعته عادت به إلى أمه بعد عامين واستأذنتها ببقاء محمد عندها خوفًا عليه من الأمراض في مكة وعاد بالفعل.

كان وهو صبي يلعب عند مرضعته فجاءه جبريل عليه السلام ففزع الأولاد وأسرعوا بالركض فبدأ يشق صدره وأخرج قلبه وأخرج منها علقة وقال إنها حظ الشيطان منه وغسلها بماء زمزم وكانت هذه هي حادثة شق الصدر التي كان يهيئ بها الله رسولنا الكريم

أخرج الإمام مسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانه).

توفيت والدة النبي عليه السلام آمنة بنت وهب وهو في عمر ست سنوات عندما كانت في زيارة لأخواله من بني عدي فآواه جده عبد المطلب ثم توفي جده في الثامنة من عمره.

ثم انتقل للعيش مع عمه أبي طالب وكان يأخذه معه في رحلاته التجارية وفي إحدى هذه الرحلات أخبره أحد الرهبان بأن محمد (ص) سيكون ذا شأنٍ عظيم.

3- عمل الرسول (ص) بالتجارة والرعي

وكانت هذه المرحلة تتسم بالعمل الجاد، فقد كان يعمل بالرعي ويرعى أنغام أهل مكة عليه الصلاة والسلام-: (ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ -جزء من الدينار والدرهم- لأهْلِ مَكَّةَ)

ثم بعد ذلك عمل بالتجارة ونجح في ذلك بسبب أمانته وأخلاقه الكريمة مع الجميع في العمل التجاري وكانت خديجة بنت خويلد ذات نسب رفيع وتعمل في التجارة أيضًا.

حين بلغها أن محمد رجل صادق أمين في عمله وذو خلق كريم استأمنته ليكون تاجرًا بأموالها مع غلام لها يدعى ميسرة وخرج إلى بلاد الشام وجلس الرسول (ص) تحت شجرة يستريح في الطريق وكان هناك راهبًا.

فأخبر الراهب ميسرة أن من جلس تحت هذه الشجرة لم يكن إلا نبيًا، وأخبر ميسرة السيدة خديجة بقوله فقد كان ذلك سببًا لطلبها للزواج من رسول الله، فخطبها لها عمه حمزة وتزوجا.

4- نزول الوحي على رسول الله(ص)

من خلال قصة النبي محمد يمكن استخلاص العبر ولعظات من نزول الوحي عليه، ففي نفس المكان الذي ولد فيه سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في مكة نزل الوحي عليه بأمر من ربه في غار حراء عندما كان يخلو بنفسه تاركًا كل من حوله يبتعد عن كل ما هو باطل يفكر في خلق الله وإبداعه في الكون.

بينما هو في الغار جاءه ملك قائلاً: (اقرأ)، فردّ الرسول قائلًا: (ما أنا بقارئ)، وتكررّ الطلب ثلاث ، وقال الملك في المرة الأخيرة: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، فعاد إلى السيدة خديجة وهو في حالة فزعٍ شديدٍ ممّا حصل معه، فطمأنته.

في ذلك روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ} [العلق: 1]- حتَّى بَلَغَ – {عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ}

ثم بعد ذلك أخذته السيدة خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل كان شيخًا كبيرًا يكتب الإنجيل بالعبرية وأبلغه الرسول بما حدث فقال بن نوفل (هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا (

ثم توفى ورقة بعد ذلك وانقطع الوحي عن النبي (ص) وقيل إنها استمرت لأيام فقط وفي يوم من الأيام سمع صوتًا من السماء وكان جبريل عليه السلام وقال: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِر* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ( وبذلك أمر الله تعالى نبيه بالدعوة الى التوحيد وعبادة الله وحده.

اقرأ أيضًا: كم كان عمر الرسول عند نزول الوحي

5- تبليغ رسول الله للناس أنه مرسل من الله(الدعوة السرية)

كانت الدعوة سرية في بداية الأمر خوفًا من أهل قريش لأنهم كانوا متمسكين بعبادة الأصنام فكانت الدعوة مقتصرة على المقربين من الرسول (ص) وإذا أرادوا أن يقابلوه كانوا يقابلونه بعيدًا.

فمن آمن به في بداية الأمر زوجته خديجة ومولاه زيد بن حارثة وعلي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق بعد ذلك ساند أبو بكر رسول الله في دعوته فأسلم على يديه: (عثمان بن عفان، عبد الرحمن بن عوف، الزبير بن العوام، طلحة بن عبيد الله، سعد بن أبي وقاص) وبدأ ينتشر الإسلام في مكة حتى تم الجهر بالدعوة بعد ثلاث سنوات.

6- الدعوة الجهرية

لما ازداد عدد المسلمين أمر الله تعالى رسوله بأن يجهر بالدعوة (َأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ).
فصعد النبي (ص) علي جبل الصفا لينشر الإسلام وتلقي رسول الله الأذى من أهل قريش واتهموه بالجنون وأخذ أبو طالب على نفسه حماية رسول الله ولم يلتفت إلى أحد من أفراد قريش.

7- مقاطعة رسول الله ومحاربة قريش لهم

قامت قبائل قريش بمقاطعة رسول الله وكل من آمن به ومحاصرتهم وكانت المقاطعة بعدم التعامل معهم في البيع والشراء وعدم تزويجهم أو الزواج منهم وعُلقت تلك البنود على جدار الكعبة واستمر الحصار لمدة ثلاث سنوات.

8- عام الحزن

من أهم الأعوام المؤثرة في قصة النبي محمد هو عام الحزن، ففي هذا العام توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها فقد كانت السند لرسول الله وفي نفس العام توفي أبو طالب وكان بمثابة حماية لرسول الله من أذى بني قريش.

استغلت قريش سماعهم بمرضه وبدأوا بإلحاق الأذى بالنبي محمد وحاول رسول الله مع أبي طالب قبل وفاته أن يجعله ينطق بالشهادتين ولكنه لم يستجب له وتوفاه الله وهو على حاله.

فقد حزن الرسول (ص) حزنًا شديدًا بوفاتهم لقد كانوا بمثابة الدعم والسند بالنسبة له وقد سُمي هذا العام بعام الحزن.

9- غزوات النبي (ص)

خاض رسول الله الكثير من الغزوات من أجل الدعوة إلى الإسلام في جميع أنحاء الأرض ومن أبرزها: (غزوة أحد، غزوة بدر، غزوة بحرين، غزوة الحديبية، غزوة مؤتة، غزوة وادي القرن، غزوة حمراء الأسد، غزوة الفتح العظيم غزوة بني نضير، غزوة قرة، غزوة وادي القرى، غزوة مؤتة، غزوة بواط) وغيرها من الكثير من الغزوات، وبعد مرور أعوام كثيرة تم نشر الدين الإسلامي عن طريق الجهاد والحروب.

10- رحلة الإسراء والمعراج

لقد زاد أذى المشركين عن حده على النبي (ص)، وضمن أهم أحداث قصة النبي محمد عندما كافأه الله على صبره برحلة الإسراء والمعراج، واختلفت الأقاويل حول تاريخ الرحلة.

فمنهم من قال إنها كانت في السابع والعشرين من شهر رجب ومنهم من قال بأنها كانت بعد البعثة بحوالي خمس سنوات وكانت الرحلة حيث أسرى برسول الله من البيت الحرام الى مكة المكرمة الى بيت المقدس على دابة برفقة سيدنا جبريل عليه السلام.

ثم عرج به إلى السماء والتقى بسيدنا آدم ثم إلى السماء الثانية والتقي بيحيى بن زكريا وعيسى بن مريم ثم إلى السماء الثالثة والتي رأى فيها سيدنا يوسف عليه السلام ثم عرج به إلى السماء الرابعة فالتقى بسيدنا إدريس عليه السلام.

أما في السماء الخامسة رأى فيها هارون بن عمران وموسى بن عمران في السماء السادسة وسيدنا إبراهيم في السماء السابعة وتم إقرارهم بنبوة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فرض الله علي سيدنا محمد خمسين صلاة ثم خففها بعد ذلك إلى خمس صلوات.

اقرأ أيضًا: بحث عن رحلة الإسراء والمعراج

11- حجة الوداع ووفاة رسول الله

قام رسول الله بحج البيت وسميت هذه الحجة بحجة الوداع وقد حج معه ما يقرب من المائة ألف مسلمًا وألقى عليهم خطبة عُرفت باسم خُطبة الوداع وكان من ضمنها التمسك بما جاء في القرآن الكريم والتمسك بالأخلاق ونهاهم عن فعل المنكر، وأوصاهم بالنساء.

توفي رسول الله (ص) في يوم الأثنين الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحادية عشر من الهجرة بعدما أشتد عليه مرضه وطلب من زوجاته أن يذهب إلى بيت السيدة عائشة.

توفي رسول الله واختلفت الأقاويل في تحديد عمره فقيل ثلاث وستون وهناك أقاويل عن عمر يناهز خمسة وستين ودفن رسول الله في حفرة حفرت تحت فراشه في المدينة المنورة.

قصة النبي محمد من القصص التي تحمل الكثير من العبر والمعاني فهي مُحملة بصدق نبوته التي بُعث بها، وأخلاقه الكريمة فقد عُرف بأمانته وصدقه طوال فترة حياته.

قد يعجبك أيضًا