ما هي الآية التي نزلت في جوف الكعبة

الآية التي نزلت في جوف الكعبة نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أن القرآن الكريم هو معجزة الله تعالى التي نزل بها جبريل الأمين على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أرسله الله تعالى ليكون بشرى لمن آمنوا به وبرسوله وبكلامه بما أعده لهم من نعيم في جناته، وليكون تحذير وإنذار لمن كفروا به وبرسوله وبكلامه بما أعده لهم من عذاب في الجحيم أعاذنا الله منه، وقد أنزل الله تعالى جبريل عليه السلام بالقرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم طوال فترة قدرها نحو خمسة وعشرون سنة، وقد أراد الله تعالى من ذلك أن يرسخ الإيمان في جوف النبي صلى الله عليه وسلم وأن يساعده على حفظ القرآن وتذكره.

وكثيرًا ما يبحث الناس عن معاني معينة قابلوها أثناء تلاوتهم للقرآن أو استماعهم لهم، أو يبحثون عن معلومات معينة مشهورة تتعلق بآيات كتاب الله، ومن المعلومات التي يبحث الناس عنها، هي الآية التي نزلت في جوف الكعبة على النبي صلى الله عليه وسلم، في يوم الفتح العظيم لمدينة مكة المكرمة، وقد خصصنا هذا المقال للحديث عن هذه الآية بصورة مفصلة.

  • أولًا: ما هي الآية التي نزلت في جوف الكعبة على النبي ؟

إن الآية التي عرف عنها أنها نزلت على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في جوف الكعبة، هي الآية الثامنة والخمسين من سورة النساء، حيث يقول الله تعالى: ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، إن الله نعمَّا يعظكم به، إن الله كان سميعًا بصيرًا”، صدق الله العظيم.

ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل عبر: يدنين عليهن من جلابيبهن تفسيرها وأحاديث وآثار تتعلق بالآية الكريمة

ونرشح لك أيضًا: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا “تفسير هذه الآية”

  • ثانيًا: متى نزلت تلك الآية على النبي صلى الله عليه وسلم؟

لقد عرفنا مكان نزول هذه الآية الكريمة، حيث نزلت في مدينة مكة المكرمة، وتحديدًا في جوف الكعبة الشريفة، ولكن ترى متى نزلت هذا الآية؟

لقد نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم خلال فتح مكة.

ويعتبر فتح مكة من المحطات الفارقة في تاريخ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للدين الإسلامي، ويعرف كذلك بالفتح الأعظم.

وهو يعبر عن واحدة من الغزوات التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد قام بها في اليوم العشرين من شهر رمضان المعظم خلال السنة الثامنة من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وبفضل تلك الغزوة استطاع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته أن يدخلوا مدينة مكة المكرمة مرة أخرى وأن يسيطروا عليها وأن تصبح واحدة من مدن الدولة الإسلامية الناشئة.

وقد قامت هذه الغزوة لأن قبيلة قريش التي كانت تسكن مكة أخلت بالهدنة التي وقعتها مع المسلمين، حيث قامت بمساعدة أصدقائها من قبيلة كنانة في الهجوم على أصدقاء المسلمين من قبيلة خزاعة، وبذلك فقد انتهكت الميثاق الذي وقعته مع المسلمين والذي عرف وقتها باسم ” صلح الحديبية”.

وبفعل ما قامت به قريش، أعد النبي صلى الله عليه وسلم جيشًا مكونًا من عشرة آلاف مجاهد ليقوم بمهمة فتح مدينة مكة.

وبالفعل سار جيش المسلمين قاصدًا مكة المكرمة وجدير بالذكر أن هذه المدينة فتحت دون قتال، ولم يحدث سوى أن مجموعة من قبيلة قريش على رأسهم عكرمة ابن أبي جهل حاولوا الوقوف في وجه جيش المسلمين، فتصدى لهم الصحابي الجليل خالد بن الوليد، فأجهز على 12 رجل من بينهم، بينما هرب بقيتهم، كما استشهد 2 من جيش المسلمين.

وعندما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة وعفا عن أهلها، طاف حول الكعبة المشرفة وحطم الأصنام التي كانت تحيطها، وقد ترتب على فتح مكة دخول عدد كبير من سكانها في الإسلام، كان من بينهم عدد من سادة مكة، من أشهرهم: أبو سفيان بن حرب وزوجته هند بنت عتبة، وعكرمة بن أبي جهل، وأبو قحافة والد الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وصفوان بن أمية، وكثيرين غيرهم.

كما أننا نرشح لك: إن الله وملائكته يصلون على النبي سبب نزول هذه الآية وتفسيرها

  • ثالثًا: في أي من سور القرآن الكريم ذكرت هذه الآية؟

لقد ذكرت الآية المقصودة ضمن آيات سورة النساء، وهي من السور الطويلة، وتعد من السور المدنية.

وسميت باسم سورة النساء، لأكثر من سبب، منهم: أنها تناولت بيان المبادئ التي طرق توريث النساء ومختلف شئونهم.

كما جاء في السورة بيان للكثير من الأحكام الشرعية الضرورية التي يتعين على كل إنسان مسلم معرفتها والعمل بها في دنياه، ومن أبرز ما أكدت عليه هذه السورة هي قضية وحدانية الله عز وجل والشهادة بأنه واحد لم يلد ولم يولد ولا شريك له في الملك.

كما جاء في هذه الآية حث للمسلمين على تقوى الله ومراعاته في العمل الذي يؤدي لكي يتقبله الله تعالى خالصًا، كما تعد من السور المميزة التي ركزت بشكل خاص على الأسرة المسلمة والعائلة والمجتمع الإسلامي باختلاف أطيافه، خاصة النساء، حيث بينت بوضوح الآراء الشرعية في مسألة توريث النساء وهو من الحقوق الجوهرية التي لا يعرفها عدد كبير من الناس في الوقت الحالي، واهتمت ببيان كل ما يساعد على تخلص البيت المسلم من الفحشاء والمنكر والكذب، فالأسرة هي نواة المجتمع، إذا صلحت صلح المجتمع كله، وإذا فسدت فسد المجتمع كله.

كما نوهت هذه السورة بشكل كبير إلى خطورة التفريط في حقوق الناس والاجتراء على أماناتهم، وبشكل خاص على حقوق الأرحام واليتامى رجالًا كانوا أو نساءً، وبينت عاقبة التعدي على أموال الناس واستحلالها دون وجه حق، وأكدت على أهمية مراعاة الأمانة والعدل والصدق في التعاملات بين الناس.

  • رابعًا: لماذا نزلت هذه الآية على النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال فتح مكة؟

لقد نزلت هذه الآية الشريفة في حق الصحابي الجليل عثمان بن طلحة عليه رضوان الله، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ من عثمان مفتاح الكعبة الشريفة وسار به نحو المسجد الحرام في يوم فتح مكة، وعندما غادر المسجد الحرام كان يقرأ قول الله تعالى: “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل”، ومن ثم فقد قام بإعطاء عثمان مفتاح الكعبة.

ونزول الآية في حق الصحابي عثمان بن طلحة لا يعني اقتصارها على هذا الموقف بعينه دون غيره، ولكن المقصد هنا هو كافة الأمانات.

وتناولت كتب التفاسير المختلفة هذه الآية، فكان رأي ابن جعفر أن المفسرين لم يتفقوا حول مدلول هذه الآية، حيث ذهب بعضهم إلى القول بأن المقصود بها هم الحكام الذين يتولون شئون الدولة الإسلامية والمسلمين، مشيرًا إلى قول موسى بن عبد الرحمن المسروقي عن أبي أسامة، عن أبي مكين، عن زيد بن أسلم أنه ذكر أن تلك الآية كانت المقصود منها الحكام المسلمين.

وقد ذهب إلى ذلك أبو كريب، عن ابن إدريس، عن ليث، عن شهر، أنه ذكر أن الآية كان المقصود منها الأمراء على نحو خاص.

وأيده بقول مصعب بن سعد عن على رضي الله عنه.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم الآية التي نزلت في جوف الكعبة وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

قد يعجبك أيضًا