هل يقع الطلاق في الحيض؟ فبعض الرجال يقومون بإلقاء يمين الطلاق على زوجاتهم أثناء فترة الحيض ثم يتساءلون هل هذا الطلاق وقع فعلًا أم لا يجوز؟ لذلك ومن خلال موقع زيادة سنتعرف معًا هل يقع الطلاق في الحيض؟ عبر السطور التالية.
هل يقع الطلاق في الحيض؟
سُئلت دار الإفتاء من قبل رجل قال طلقت زوجتي وهي حائض فما حكم الدين في هذا الموقف وهل يقع الطلاق في الحيض؟ وما هي الحالات التي لا يقع فيها الطلاق؟ وما هي شروط بطلان الطلاق؟ وما هو الفرق بين الركن والشرط؟
ردت عليه دار الإفتاء وقالت إن الطلاق غير محبب عند الله فقد قال الله تعالى “إن أبغض الحلال عند الله هو الطلاق”.
كما أن الطلاق في وقت الحيض اختلف عليه الفقهاء في حال يجوز أم لا يجوز، وقد اتفقوا على أنه محرم، فتبعًا للفقه المتبع في مصر فإن الطلاق يقع ويجب أن يتوب وإذا كان الطلاق في المرة الأولى فللزوج حق إرجاع زوجته قبل انتهاء العدة وإذا انتهت العدة لابد من الزواج بمهر وعقد جديدين.
قد تم الاستناد على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ابن عمر بمراجعة زوجته حين طلقها خلال فترة الحيض، وذلك يدل على وقوع الطلاق لأن المراجعة لا تتم إلا بعد وقوع الطلاق.
كما يحدث في الطلقة الأولى يحدث في الطلاق للمرة الثانية أما الثالثة لا تحل له إلا بعد أن تنكح زوجًا آخر وتتزوجه زواجًا صحيح، وإذا قام الزوج الثاني بتطليقها أو مات هنا فقط يحل لها أن تعود للزوج الأول فقال الله تعالى عن هذا الموقف:
“فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حتى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ“- سورة البقرة الآية (230).
فمن هنا نعرف أن الطلاق على حسب رأي الإمام ابن الباز خلا فترة الحيض لا يجوز لأنه يجعل فترة العدة تطول، وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ (الطلاق:1)، معنى ذلك أنه الوقت الذي يبدئن فيه العدة.
اختلف أهل العلم حول وقوع الطلاق في الحيض، فذهب بعضهم إلى أنه لا يحسب؛ وذلك لأن فعله من الأساس منكر.
اقرأ أيضًا: متى تبدأ عدة المطلقة وما هي شروط عدة المرأة المطلقة طلاقا رجعيا؟
ما هي الحالات التي لا يقع فيها الطلاق؟
هناك بعض الحالات التي لا يقع فيها الطلاق، ولكن يجب أن يتوب ويستغفر عن ذلك الذنب وتلك الحالات تتمثل فيما يلي:
- طلاق السكران: لا يقع طلاق السكران لأنه يكون غائب عن الوعي ولا يدرك ما يقوله.
- طلاق المكره: لا يقع الطلاق الذي تم إجبار الزوج فيه على تطليق زوجته.
- طلاق المعتوه أو المجنون: لا يقع طلاق المجنون لأنه لا يجوز بسبب عدم قدرته على الوعي بسبب إصابته بمرض الجنون، وعندما ترغب الزوجة في الطلاق تذهب إلى القاضي وترفع دعوة بأنها ترغب في الطلاق.
- طلاق الغضبان: لا يقع الطلاق الذي يصدر بسبب عصبية أو غضب.
- طلاق المدهوش: لا يقع الطلاق الذي يصدر من الشخص الذي وقعت عليه كارثة ما وأثرت على كلامه.
ما هي شروط بطلان الطلاق المتعلقة بالألفاظ؟
يوجد بعض الشروط التي يعد من خلالها الطلاق باطل وغير صحيح، وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:
- نية وقوع الطلاق بالكلام: يقصد الطلاق باللفظ الذي استعمله، من خلال استعمال اللفظ الصريح عن طريق استخدام الكلام صراحةً.
- القطع بخصوص الظن: اليقين أو الشك بوقوع لفظ الطلاق وإدراك معناه، وعدم التوقف على الظن في وقوعه، وأن يكون باللفظ لا الفعل.
اقرأ أيضًا: متى لا تحسب الطلقة وأنواع الطلاق
ما هي أركان الطلاق في الإسلام؟
اختلفت أركان الطلاق باختلاف المذاهب الأربعة، حيث نصت المذاهب على ما يلي…
- المذهب المالكي: الطلاق له أربعة أركان وتتمثل في الأهل واللفظ والمحل والقصد.
- المذهب الشافعي: أركان الطلاق 5 أركان وتتمثل في المطلق والصيغة والمحل والولاية والقصد تماشيًا مع المذهب الحنفي.
- ذهب الحنفية أنّ للطلاق ركنٌ واحد؛ وهي الصيغة.
تتمثل أركان الطلاق عند المذاهب الأربعة في الأركان التالية.
- القصد: وهو النية
- المطلقة: ولابد من أن تكون في عصمت الرجل الذي يطلقها.
- المطلق: ولابد من أن يكون خالي من العيوب التي ذكرناها سابقًا.
- الصيغة: وهي اللفظ الذي يقع به الطلاق ككلمة طلقتك.
اقرأ أيضًا: الطلاق عند الغضب الشديد وكفارته
من خلال ما سبق عرفنا إجابة هل يقع الطلاق في الحيض، وتعرفنا على بعض المعلومات المتعلقة بالطلاق في الإسلام.