كيفية الاستغفار والتوبة من الذنوب

كيفية الاستغفار والتوبة من الذنوب بأدلة من القرآن والسنة، كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون هذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فالخطأ موجود في نفس كل بشري، لكن ما يجب أن نأخذه في الاعتبار أن الخطأ يمكن أن يدخل النار والعياذ بالله.

كما أن الاستغفار عنه يدخل الجنة بإذن الله، فيجب الاستغفار حال ارتكاب الذنب، ومن خلال موقع زيادة نوضح كيفية الاستغفار والتوبة من الذنوب.

كيفية الاستغفار والتوبة من الذنوب

إن الله هو الغفور الرحيم يغفر الزلات ويقبل التوبة، كما قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُون) سورة الشورى الآية 25، فهو سبحانه يعلم صغائر الذنوب وكبائرها ما خفي منها وما علن.

تكمن كيفية الاستغفار والتوبة من الذنوب في الرجوع إلى الله، وعدم الرجوع لفعل الذنب أو المعصية مرة أخرى، والالتزام بأحكام الله وشرائعه وآياته في الأرض والسير على منهج النبي صلى الله عليه وسلم، واقتفاء أثر الصالحين من الصحابة والتابعين.

هناك بعض الأدعية والآيات التي ذكر فيها كيفية التوبة والاستغفار كما جاء في الآيات الكريمة: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة آل عمران الآية 135.

دعانا الله سبحانه وتعالى لطلب الغفران منه في هذه الآية الكريمة التي تصور لنا أول طريقة من طرق الاستغفار، وهي ذكر الله تعالى واستغفاره، و”ذكروا الله” في تلك الآية تعني أي لفظ من ألفاظ ذكر الله تعالى.

الأصل في التوبة والرجوع عن الذنب والاستغفار هي النية، نية المسلم في عدم الرجوع إلى ذلك الذنب مرة أخرى، وخلاص النية لله وحده، فلا يتوب المسلم عن ذنب كي يكافئه الله بمطلب دنيوي فاني.

اقرأ أيضًا: كيفية التوبة من الكبائر

بعض آيات الاستغفار في القرآن الكريم

ذكر المولى الغفور عز وجل الكثير من آيات الاستغفار في كتابه الكريم، ومن هذه الآيات:

  • (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم)سورة البقرة آية 199.
  • (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) سورة هود آية 90.
  • (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابا) سورة النصر آية 3.

في كل هذه الآيات يدعونا سبحانه وتعالى للاستغفار، ويوجه لنا رسالة أنه كثير التوبة، ومها كانت الأخطاء ومهما كانت حجم الذنوب فهو جل وعلا سيغفرها ويقبل توبة عباده، بالإضافة إلى الآيات التالية:

  • (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة آل عمران آية 89.
  • (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ) سورة آل عمران آية 135.

ترشدنا هذه الآيات إلى أن عباد الله مخطئين مذنبين، ما عليهم سوى التوبة وسيتوب الله عليهم ويغفر لهم ذنوبهم.

نصوص السنة الدالة على الاستغفار

جاء في السنة النبوية العديد من أشكال الاستغفار التي تعلمنا كيفية الاستغفار والتوبة من الذنوب، ومن أفضل الأدعية التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم هي سيد الاستغفار:

اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ”

“قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ

كما أن الدعاء الذي يذكر في التشهد الأخير في الصلاة يعتبر من أشكال الاستغفار وهو: اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أسرفْت، وما أنت أعلمُ به منِّي، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر لا إله إلا أنت.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الإكثار من الاستغفار: منْ أكثرَ منَ الاستغفارِ، جعلَ اللهُ لهُ منْ كلِّ همِّ فرجًا، ومنْ كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ورزقَهُ منْ حيثِ لا يحتسبْ، أي أن الاستغفار يزيل الهم ويمحي الذنوب ويفرج الكروب.

آداب وأحكام الاستغفار والتوبة

عندما يستغفر العبد ربه يجد الله غفورًا رحيمًا، ولكن هناك بعض آداب الاستغفار التي يجب على المسلم أن يتحلى بها قبل أن يعرف كيفية الاستغفار والتوبة من الذنوب كي يكون استغفاره مقبولًا قبولًا تامًا كالتوبة النصوح، وهذه الآداب تكون كالتالي:

  • استحضار النية بالقلب قبل اللسان والعزم على التوبة التامة مع الخشوع عند الاستغفار، كما يجب على المسلم أن يزيل كل طرق الإلهاء عن الاستغفار أثناء جلسة الاستغفار بيدي ربه.
  • الندم هو شرط أساسي من شروط التوبة، لذلك يجب على المسلم أن يندم على فعل الذنوب التي فعلها.
  • الاستغفار من كبائر الذنوب وصغائرها، ما تعمد منها المسلم وما أخطأ، وعدم تذكر الذنوب والمعاصي، فقط عليه الاستغفار والذكر واستحضار صورة توبة الله تعالى له وما سيعود عليه من خير بسبب توبته.
  • استحضار الخوف من عقاب الله عز وجل له بسبب فعله هذه المعاصي والذنوب.

اقرأ أيضًا: فضل الاستغفار في استجابة الدعاء

الأوقات التي يستحب فيها الاستغفار

بعد معرفتنا بكيفية الاستغفار والتوبة من الذنوب سنعرف الأوقات التي يستحب فيها الاستغفار، حيث توجد بعض الأوقات التي يستحب الاستغفار فيها والتي يقبل الله فيها التوبة من عباده، ومن تلك الأوقات التي ذكرت في الأحاديث الشريفة ما يلي:

  • الاستغفار بعد صلاة الفرائض أو الانتهاء من العبادات عمومًا، وذلك تعويضًا عما قد يحدث من لهو أو لغو أثناء تلك العبادة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر بعد صلاته ثلاث مرات.

كما أمر الله تعالى حجاج بيته الحرام أن يستغفرونه بعد إفاضتهم من عرفات لتعويض أي خطأ قد وقع أثناء مناسكهم، حيث قال الله تعالى:

(ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

سورة البقرة الآية 199.

  • الاستغفار في قيام الليل أو وقت السحر الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في أكثر من موضع في القرآن الكريم، فقال تعالى:

(وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)

سورة الذاريات الآية 18.

  • الاستغفار بعد الانتهاء من المجالس، فقد يكثر فيها الكثير من المعاصي والذنوب الغيبة أو النميمة أو غيرها من ذنوب المجالس.

ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“مَن جلَس في مجلسٍ كثُر فيه لغَطُه، ثمَّ قال قبْلَ أنْ يقومَ: سُبحانَك اللَّهمَّ ربَّنا وبحمدِك، لا إلهَ إلَّا أنتَ، أستغفِرُك وأتوبُ إليك، إلَّا غُفِر له ما كان في مجلسِه ذلك”.

فضل التوبة والاستغفار

تكفير الخطايا والذنوب من فضل التوبة والاستغفار، فالذي يستغفر من ذنبه يغفر الله له خطاياه، وهذه المغفرة تختلف باختلاف درجة التوبة وبعض الفضائل الأخرى التي تعود علينا بمجرد التوبة والرجوع إلى الله، منها الآتي:

  • دخول الجنة التي وعد الله بها عباده المتقين الذين يستغفرون لذنوبهم، ويتوبون عن المعاصي، حيث قال تعالى:
  • (أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) سورة آل عمران 136.
  • الوقاية من العذاب الذي سيلحق بالكافرين والمنافقين يوم القيامة؛ فلا يفضح الله المؤمنين المستغفرين.
  • تجديد إيمان العبد بربه، فالذنوب والخطايا تضعف إيمان العبد، قال تعالى:

(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) سورة نوح.

  • في المقابل هناك عواقب في الدنيا نتيجة ارتكاب المسلم للذنوب وللخطايا تتمثل بحرمان العبد من الرزق، بحيث يمنع الله عن العبد بعض النعم في الدنيا، وقد يكون هذا الحرمان معنويًا.

حيث يحرم العبد نعمة التوفيق إلى الخير، وفي الحديث:

“إنَّ الرجلَ ليُحرَمُ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ، ولا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ”، حديث صحيح.

  • دفع العذاب عن العباد، فللاستغفار آثاره العظيمة في الوقاية من عذاب الله، قال تعالى: .

(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).

اقرأ أيضًا: فوائد الاستغفار 1000 مرة في اليوم

ما هي صلاة التوبة؟

صلاة التوبة حدثنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أقرب ما يكون العبد من ربه والتي يقبل فيها الله توبة عبده من صغائر الذنوب وكبائرها.

فعن أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- قال: قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“ما مِن رجُلٍ يُذنِبُ ذَنبًا ثمَّ يقومُ فيَتطهَّرُ ثمَّ يُصلِّي ثمَّ يَستغفِرُ اللهَ، إلَّا غفَرَ اللهُ له، ثمَّ قرَأَ هذه الآيةَ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} [آل عمران: 135]”.

يصلي المسلم ركعتين بعد الوضوء واستحضار نية التوبة إلى الله، مع تنفيذ الآداب التي ذكرناها، ويبدأ في ذكر ربه، وبذلك تتحقق شروط التوبة ويقبلها الله سبحانه وتعالى، وتلك من الأشياء المهمة التي يجب معرفة كيفية القيام بها بعد كيفية الاستغفار والتوبة من الذنوب.

فيما يتعلق بكيفية الاستغفار والتوبة من الذنوب هو الدعاء، فهو مما يكفر الكبائر أيضًا، لذا هو من العبادات العظيمة التي تعود على المسلم بالخير والفضل العظيم.

قد يعجبك أيضًا