هل عقوق الوالدين من الكبائر

هل عقوق الوالدين من الكبائر؟ وما حكم الدين في عقوق الابن لوالديه؟ تحدث رسول الله صل الله عليه وسلم على الكثير من الكبائر، وعقوق الوالدين ينزع البركة من حياة الشخص والمال، كما أنه من كبائر الذنوب والمحرمات، مما يقع كثير من الأبناء في هذا الخطأ لذلك يتساءلون “بهل عقوق الوالدين من الكبائر أم لا؟” وهذا ما سنعرضه من خلال موقع زيادة.

 هل عقوق الوالدين من الكبائر

عاق لوالديه، وعقوق الوالدين مما يتسبب في زوال النعمة من حياته فقال رسول الله صل الله علية وسلم من أحبَّ أن يُبسطَ له في رزقِه وأن يُنسأَ له في أجلِه فليصِلْ رحِمَهُومعناه من يريد أن يزيد الله من رزقة فيجب عليه السؤال على أقاربه وزيارتهم.

وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عقوق الوالدين من أعظم الكبائر عند الله ولها أشد العذاب فحين سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر فقال ألَا أُنَبِّئُكُمْ بأكبرِ الكبائِرِ؟ الإشراكُ باللهِ، وعقوقُ الوالدينِ، وقولُ الزُّورِ

اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن عقوق الوالدين بالمقدمة والعناصر

رأي دار الإفتاء في عقوق الوالدين

ذكرت دار الإفتاء عبر صفحتها على الفيس بوك أن عقوق الوالدين من الكبائر ونهى الله عز وجل على عقوق الوالدين وجعل من عواقبه شديدة فهناك عقاب في الدنيا وعقاب في الأخرة فقد روي عن أنس بن مالك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمبابانِ مُعجَّلانِ عُقوبتُهما في الدنيا: البَغْيُ، والعقُوقُ“. 

بينما في إطار عرضنا لإجابة سؤال هل عقوق الوالدين من الكبائر، فهناك عدة مواقف توضح فيها عقوبة عقوق الوالدين ومنها:

  • عقوبة عقوق الوالدين تكون على قدر ما فعل من كبر وهو مثل ان سب الشخص والديه أو لعنهما لعنه الله عز وجل، وكان ذلك في حديث رواه عبد الله بن عباس عن رسول الله صل الله عليه وسم قال ملعونٌ مَنْ سبَّ أباهُ، ملعونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، ملعونٌ مَنْ ذبَحَ لغيرِ اللهِ، ملعونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخومَ الأرضِ، ملعونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طريقٍ، ملعونٌ مَنْ وقعَ على بهيمَةٍ، ملعونٌ مَنْ عمِلَ بعمَلِ قومِ لوطٍ“.
  • عقوق الوالدين تتعجل في عقوبة العاق في الدنيا قبل الأخرة، وتكون من أسباب الدخول على النار فيحرم العاق من دخول الجنة فقد روي عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخُلُ الجنَّةَ عاقٌّ ولا منَّانٌ ولا مُدمِنُ خمرٍ
  • تكون دعوة الوالد مستجابة على ولده العاق فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى عليه وسلم – ثلاثُ دَعَواتٍ مُسْتَجاباتٍ – لا شَكَّ فيهِنَّ: دعوةُ الوالِدِ، ودعوةُ المسافِرِ، ودعوةُ المظلومِ“.

عقاب الولد العاق في الدين الإسلامي

وضع الدين أدلة على عقاب البنت أو الولد العاق لأبنه ومنها:

  • يصيب العاق لوالديه في حياته في انتزاع البركة والرزق وعدم استجابة دعواه، ويتم حرمانه من رفع أعماله إلى السماء ومخلوف بعقوق أبنائه وزريته بعد عقوقه لوالديه.
  • من عواقب عقوق الوالدين فيفتح العاق له بابين من أبواب جهنم فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صل الله علية وسلم

رواه: عبد الله بن عباس

ما من مسلمٍ يُصْبِحُ ووَالِدَاهُ (عنهُ) رَاضِيانِ إِلَّا كان لهُ بابانِ مِنَ الجنةِ، وإنْ كان واحِدًا فَوَاحِدٌ. وما من مسلمٍ يُصْبِحُ ووَالِدَاهُ عليهِ (ساخِطَانِ) إِلَّا كان لهُ بابانِ مِنَ النارِ، وإنْ كان واحِدًا فَوَاحِدٌ، فقال – أُرَاهُ – رجلً: يا رسولَ اللهِ، فإنْ ظَلَماهُ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وإنْ ظَلَماهُ وإنْ ظَلَماهُ وإنْ ظَلَماهُ ثلاثَ مراتٍ

المحدث: ابن حجر العسقلاني.

اقرأ أيضًا: خطبة قصيرة عن بر الوالدين

حكم بر الوالدين

بالحديث عن سؤال هل عقوق الوالدين من الكبائر، ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بر الوالدين والإحسان إليهم في مواضع كثيرة فقد ذكر بر الوالدين في القرآن الكريم في قوله تعالى (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلا كَرِيما وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا) [سورة الإسراء: 23 – 24].

قرن سبحانه وتعالي ببر الوالدين وعبادته، وقرن بين الشرك وعقوق الوالدين فقال الله تعالي (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [سورة النساء: أية 36وقرن الله أيضًا بالشكر والشكر لهما فقال الله تعالي في [سورة لقمان: أية 14]

(أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ)

أتفق العلماء أن عقوق الوالدين من الكبائر والذنوب، وبر الوالدين فرض ويجب تأديته وهو من ضمن عبادات الله الأكثر حبًا.

أهمية رضا الوالدين

في صدد معرفة إجابة سؤال هل عقوق الوالدين من الكبائر، حيث إن رضا الوالدين لها أهمية كبيرة على أبنائهم ولدعوة الوالدين تكون مستجابه وتظهر في العديد من الأمور أثناء حياتهم ومنها:

  • تظهر البركة على حياتهم والرزق والراحة وطول العمر نتيجة زيادة طاعة وعبادة الله وحده، وتوفيق الله في كافة الأمور، وعندما يذهب الشخص لزيارة أقاربه، فتعلم الملائكة وتقوم بتغيير عمره لأنه يقدر وحريص على صلة الرحم فقال الله تعالي (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)
  • الحصول على دعاء مستجاب من الوالدين وكان ذلك إكرامًا للوالدين من الله.
  • يكون من العوامل التي تكمل الإيمان بالله هي بر الوالدين، وهي من حسن إسلام العبد ومن أسهل الطرق التي تكون موصلة إلى الجنة ويرتفع ذكر العبد في الحياة والآخرة.
  • ويكون بر الوالدين من الأسباب التي تعمل على تفريج الهم والكرب وكشف البلاء.

التوبة من عقوق الوالدين 

بعدما تعرفنا على إجابة سؤال هل عقوق الوالدين من الكبائر نتطرق لشرح كيفية التوبة عن تلك المعصية، عقوق الوالدين من الكبائر الكبيرة عند الله وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه بن مسعودسَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.. المحدث صحيح البخاري.

ينبغي على العاق أن يتوب ويرضي والديه قبل وفاته أو وفاة والديه، أما في حالة توفي الأب والأم قبل أن يرضيهم ويعتذر لهم فعليه أن يدعي لهم ويستغفر كثيرًا حتى يغفر له الله.

كما يمكن أيضًا أن يبر والديه وهم أموات ويتصدق لهم ويعمل عمره لهم كما ورد عن مالك بن ربيعة أبو أسيد الساعدي قال – بينا نحن جلوسٌ عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاء رجلٌ من بني سلمةَ فقال يا رسولَ اللهِ هل بَقِي من بِرِّ أبوَيَّ شيءٌ أبرُّهما به بعد موتِهما قال نعم الصَّلاةُ عليهما والاستغفارُ لهما وإنفاذُ عهدِهما من بعدِهما وصلةُ الرَّحِمِ الَّتي لا تُوصَلُ إلَّا بهما وإكرامُ صديقِهما ” المحدث: المنذري وإسناده صحيح.

شروط التوبة المقبولة

بصدد معرفتنا بإجابة سؤال هل عقوق الوالدين من الكبائر، وعد الله التائب بالرحمة والغفران مهما كانت ذنوبه واستشهادا على ذلك قول الله تعالي (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة الزمر: أية 53].

اقرأ أيضًا: بحث عن عقوق الوالدين وواجب الأبناء تجاه الوالدين

شروط التوبة الصحيحة

في إطار عرضنا لإجابة سؤال هل عقوق الوالدين من الكبائر نعرض أهم شرط التوبة، فهناك بعض الدلائل الموجودة في الكتاب والسنة أن هناك شروط للتوبة ومنها:

  • الشرط الأول: الإخلاص وهو أن يكون الشخص يقصد التوبة وعدم الرجوع للخطأ.
  • الشرط الثاني: الإقلاع عن الذنب وعدم العودة إليه مرة أخري.
  • الشرط الثالث: شعوره بالندم.
  • الشرط الرابع: العزم على عدم الرجوع على هذا الذنب مرة أخري.
  • الشرط الخامس: أن تكون التوبة تم فعلها قبل أن يصل العبد إلي غرغرة الموت ويتم إضافة شرط آخر إلى هذا الشرط وهو حقوق العباد فلا بد من رد المظالم إلي أهلها مثال على ذلك إذا سرق شيئًا يجب رده.

رضا الوالدين يعطي البهجة والرضا في حياة الإنسان، لذلك يجب عليك عدم رفض أي طلب لهم وصله الرحم بهم وعدم الشعور بالضيق أثناء قيامك في مساعدتهم.

قد يعجبك أيضًا