هل يجوز فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي

هل يجوز فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي سؤال يشغل أذهان الكثير من المسلمين شباباً وفتيات، ولعلك واحد منهم، فالخطبة هي أولى خطوات الزواج، الذي يعد أصعب قرار مصيري في حياة الإنسان وبه يتحدد هل سيعيش حياةً سعيدة، أم سينتهي الأمر بالطلاق أو بالاستمرار في حياةٍ غير مرضية لكل الأطراف.

لذا يتساءل الخاطب والمخطوبة دائماً هل هذا الشخص مناسب ليشاركني كل أيامي وسنواتي القادمة، أم من الأفضل فسخ خطبتنا، والبحث عن شريك آخر مناسب، فتابعوا أعزائي لتعرفوا هل يجوز فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي فيما يلي عبر موقع زيادة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز للخاطب رؤية خطيبته بدون حجاب

هل يجوز فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي

هل يجوز فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي

نعم يجوز فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي، فقد اتفق أهل العلم على ذلك، فالهدف الأساسي من الخطبة هو تقييم العلاقة واتخاذ قرار باستكمالها بالزواج أو انهائها بفسخ الخطبة، فالزواج قائم على القبول والارتياح النفسي،

كما أن الارتياح النفسي هو أولى خطوات نجاح العلاقة الزوجية، فعدم الارتياح النفسي في العلاقات يجعلك تدقق النظر في سلبيات الشخص الآخر ولا ترى مميزاته، بل وتراه شخص سيئ وكل صفاته سيئة ومكروهة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات البسيطة وفشل العلاقة.

ومن المعروف أن فسخ الخطبة في بداية الأمر أفضل وأقل ضرراً من الفسخ بعد التحضير للزفاف أو بعد الدخول، والدليل على تقدير الشريعة الإسلامية للارتياح النفسي في العلاقات الزوجية هو موقف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:

جاءت إليه امرأة تسأله أن يطلقها من زوجها، فسألها إن كان قد أذاها أو قدم إليها سيئاً، فأكدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه لم يفعل سيئاً ولم يقصر معها في شيء لكنها لا تطيق عشرته، فقال لها: أتردين عليه حديقته؟ وكانت هذه الحديقة مهرا لها، فقالت نعم، فطلقها منه عليه الصلاة والسلام.

فالزواج لا يقوم إلا بالود والقبول والرغبة في الطرف الآخر، فإن كنت غير مرتاح لأحد أو لست على توافق معه، فلا تكمل معه طريق حياتك، فقد تظلمه بسبب عدم تقبلك له.

وإن كنت عزيزي تتساءل هل يجوز فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي فإننا ننصح بعد التسرع في اتخاذ قرار فسخ الخطبة، فقد يكون ما تشعر به تجاه الطرف الآخر ليس عدم ارتياح وتقبل له، وإنما عدم تعرف على الآخر بشكل سليم أو وجود أحلام وتوقعات مثالية في شريك الحياة،

وهنا عليك مراجعة النفس والوقوف على أرض الواقع وترتيب أولوياتك وحسم أمرك، ففسخ الخطبة أمر جائز ولا يؤثم فاسخ الخطبة، ولكن فسخ الخطبة بعد إتمامها بغير مبرر واضح تعتبر شكل من أشكال خلف الوعد، ولا ينبغي للمسلم أن يفعل ذلك لسببين، وهما:

  • السبب الأول أن خلاف الوعد ليس من سمات المسلمين، فقد ذم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يخلفون الوعود في الكثير من الأحاديث مثل قوله صلى الله عليه وسلم:

(آيات المنافق ثلاث، إذا وعد أخلف، وإذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان).

  • والسبب الثاني لعدم ترجيحنا فكرة فسخ الخطبة هو الأذى النفسي الذي يسببه اتخاذ أحد الأطراف قرار فسخ الخطبة للطرف الآخر، وخاصةً إذا كان فسخ الخطبة من عند الرجل فقد يؤدي ذلك إلى تشويه سمعة الفتاة، وخاصة إذا تكرر هذا الأمر من خطابها، وكما يقول الناس أن دخول البيوت أمرٌ غير هين.

فإن كنت تتساءل هل يجوز فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي فإنا ننصح بالتريث وعدم إتمام الخطبة إلا بعد التدبر في الأمور وحسمها من جميع الأوجه، لأنه لا يفضل فسخ الخطبة بعد إتمامها إلا أنه أمر جائز شرعاً، ولا يترتب عليه أي ذنب ولا ضرر شرعي للطرف الآخر.

اقرأ أيضًا: الخطبة والزواج في الإسلام

وختاماً نكون قد أجبنا على هذا السؤال الذي يشغل عقول الكثير من المسلمين وهو هل يجوز فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي ، وبالطبع عرفنا أنه أمر جائز شرعاً ولكنه غير محبب إلا إذا كان هناك مبرر قوي لذلك، وننصح الشباب والفتيات بالتريث قبل إتمام الخطبة وقبل فسخها، والتنازل عن الأحلام الخرافية في شريك الحياة والنظر إلى مزاياه والتكيف معه فنحن بشر والكمال لله وحده، وعلينا أن نقبل ببعض النقص في الطرف الآخر، كما يقبل منا هو الآخر بعد النقص فلا أحد على ظهر الأرض يتسم بالكمال والمثالية.

قد يعجبك أيضًا