حياتي بعد استئصال الغدة الدرقية

تعد تجربة حياتي بعد استئصال الغدة الدرقية من أهم التجارب التي يجب على من هم على وشك إجراء جراحة استئصال الغدة الاطلاع عليها لمعرفة كل ما يتعلق بما هو عقب هذه الجراحة.

لذا سنعرض من خلال موقع زيادة تجربة حياتي بعد استئصال الغدة الدرقية، كما سنعرض بشيء من التفصيل الأسباب القوية التي تحتم استئصال الغدة الدرقية.

حياتي بعد استئصال الغدة الدرقية

تجربة سيدة في سن الأربعين تعرضت إلى أزمات صحية متعددة سببها مشاكل الغدة الدرقية، مما لم يدع خيارًا أمام الأطباء سوى استئصال الغدة الدرقية نهائيًا، وتروي صاحبة التجربة ما حدث وتقول:

“لقد تغيرت حياتي بعد استئصال الغدة الدرقية كثيرًا ولقد اضطررت إلى استئصالها نتيجة إصابتي بورم فيها، وفي بادئ الأمر عقب استئصال الغدة الدرقية شعرت بألم شديد في موضعها الذي بات شاغرًا بالتأكيد، كما وقد عانيت من ألم في الجرح الموجود في الرقبة، هذا إلى جانب الألم الناتج عن محاولة بلع الطعام أو شرب الماء أو غير سوائل أخرى.

بقي الوضع على هذا النحو لمدة أسبوع كامل شعرت فيه بوجود كتلة كبيرة في الحلق تمنع عملية البلع، مما كان يجعلني أسعل كثيرًا وأشعر بالتهاب في الحلق وكأن هناك بلغم عالق في الحلق وأحتاج للسعال اختياريًا في بعض الأحيان لكي أخرجه، ولكن الطبيب طمئنني بأن كل هذه الأعراض أمر طبيعي للغاية نتيجة لفقد الجسم عضوًا هامًا به.

استمرت هذه المشكلة لمدة أسبوعين ومن ثم تلاشت إلا أن مشكلة أخرى لازمتني لفترة طويلة جدًا وكانت مؤرقة بالنسبة لي، ألا وهي تغير نبرة صوتي بشكل ملحوظ وعندما سألت الطبيب عن هذه المشكلة، فأوضح لي أنه توجد مجموعتين من الأعصاب على مقربة من موضع الغدة الدرقية، وتلك الأعصاب هي التي تتحكم في الأحبال الصوتية.

حيث يوجد العصب الحنجري الراجح والعصب الحنجري العلوي وإصابة العصب الحنجري الراجح ينتج عنها خشونة الصوت، ونتيجة لإزالة الغدة الدرقية بأكملها من الوارد حدوث بعض التغيرات في الصوت مثل ضعفه أو الإحساس ببعض الألم والتعب عند الحديث، ولقد لازمتني هذه المشكلة لمدة بلغت ست أشهر تقريبًا حتى تحسنت وعادت الأمور إلى نصابها.

أما بالنسبة إلى الجرح الخارجي الخاص باستئصال الغدة الدرقية، فلقد كنت أهتم وأعتني به كثيرًا منعًا لتلوثه أو التهابه، فكنت أقوم بتهويته ومسحه بقطنة نظيفة ثم أضع مرهم مضاد حيوي على موضع الجرح ثم أقوم بتغطيته من جديد، ولقد ذبل الجرح والتئم تمامًا في غضون أسبوعين على الأكثر، وكنت ألتزم ولا زلت ألتزم بتناول العقار الهرموني البديل الذي يعوض الجسم عن الهرمون الذي فقده باستئصال الغدة الدرقية وهذا الدواء يؤخذ لمدى الحياة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الغدة الدرقية والحمل

الغدة الدرقية Thyroid

لا يجب أن نكتفي بسرد تجربة حياتي بعد استئصال الغدة الدرقية من دون أن نتحدث قليلًا عن الغدة الدرقية نفسها، ويمكن تعريف الغدة الدرقية على أنها من الغدد ذات الحجم الصغير، ويبلغ حجمها إلى حوالي خمسة سنتيمترات وهي تأخذ شكل الفراشة وتكون على هيئتها.

إن الغدة الدرقية تتواجد في قاعدة العنق تحت الجزء الذي يطلق عليه اسم تفاحة آدم بالتحديد، وهي الغدة المسئولة عن إفراز هرمونات مهمة جدًا في الجسم على رأسها هرمون الثيروكسين، وأي تغير في معدلات إفرازها لتلك الهرمونات ينتج عنه إصابة الإنسان بالكثير من المشاكل الصحية بالغة الخطورة.

يعتقد البعض بأن الغدة الدرقية تقوم بإفراز هرمون واحد فقط ولكن هذا أمر غي صحيح، بل تعمل الغدة الدرقية على إفراز أكثر من هرمون مثل TSH وهرمون ثلاثي اليودوثيرونين، أو كما يتم اختصاره T3 وهرمون الثيروكسين أو كما يسمى T4، بالإضافة إلى هرمون Free T3 وهرمون Free T4.

جميع تلك الهرمونات التي تقوم الغدة الدرقية بإفرازها تؤثر بشكل كبير وبصفة مباشرة في عمليات الأيض، وتتحكم كذلك في زيادة أو نقصان الوزن، هذا بجانب تحكمها الرئيسي في بعض الوظائف الحيوية الطبيعية في جسم الإنسان، مثل معدل نبض القلب بالإضافة إلى اتزان درجة الحرارة في جسم الإنسان ومستوى الطاقة لديه.

اقرأ أيضًا: علاج خمول الغدة الدرقية بالاعشاب جابر القحطاني

أسباب استئصال الغدة الدرقية

يدفعنا عرض تجربة حياتي بعد استئصال الغدة الدرقية إلى الحديث عن الأسباب التي تؤدي إلى استئصال الغدة الدرقية، وتلك الأسباب تتمثل في:

1- تضخم الغدة الدرقية الحميد Benign goiter

يمكننا تعريف تضخم الغدة الدرقية أو ورم الغدة الدرقية الحميد على أنه كتلة أو ورم غير سرطاني يصيب الغدة الدرقية، وهو غالبًا ما يتألف من نفس نوعية البصيلات التي توجد في الغدة الدرقية بشكل طبيعي، وهذا الورم الحميدة عادةً ما يكون صغير الحجم ولا يكبر كثيرًا بمرور الوقت.

كما أنه لا يصاحبه تطورًا سريعًا للأعراض وعلى الأرجح لا يكون سوى فصًا ذو ملمس لين ليس فيه من الصلابة شيء، بمعنى أن التضخم بالمعنى المتعارف عليه للغدة الدرقية يكون ناتجًا عن الورم أو التضخم الخبيث وليس الحميد، وتشمل هذه المشكلة ظهور الأعراض الآتية:

  • ظهور تورم ملحوظ في الجزء السفلي من الرقبة وبالتحديد أسفل تفاحة آدم بشكل مباشر.
  • الإحساس بشد في جزء الحنجرة.
  • ظهور بحة في الصوت عند الكلام.
  • السعال بصفة شبه مستمرة.
  • مواجهة بعض الصعوبات في التنفس.
  • مواجهة بعض الصعوبة عند البلع.
  • الإحساس بدوخة أو دوار وخاصةً عند القيام برفع اليدين لمستوى أعلى من مستوى الرأس.
  • ظهور تورم في الأوعية الدموية الموجودة في الرقبة.
  • العصبية المفرطة.
  • خفقان في القلب.
  • زيادة النشاط الحركي.
  • فرط وغزارة في التعرق.
  • الشعور شبه المستمر بالحرارة وزيادة تحسس الجسم للحرارة.
  • الإحساس بالتعب والإعياء والضعف العام.
  • زيادة الشراهة والشهية في تناول الطعام.
  • تساقط كثيف للشعر.
  • الأرق.
  • احمرار الجلد.
  • ضبابية وعدم وضوح الرؤية.
  • ضيق في التنفس.
  • الرجفة.
  • فقدان ملحوظ في الوزن.
  • ضعف العضلات.

2- تضخم الغدة الدرقية الخبيث Malignant goiter

يمكن تعريف تضخم الغدة الخبيث أو السرطاني على أنه نمو خلايا غير طبيعية في العقد الليمفاوية للغدة الدرقية إلا أن الفرق بينه وبين التضخم أو الورم الحميد هو أنه ينتشر في الخلايا المحيطة بالعقد الليمفاوية في الغدة ويستمر في النمو مكونًا لكتلة سرطانية خبيثة قابلة للانتشار في شتى أنحاء الجسم، لكن جدير بالذكر أن هذه الحالة قليلة وغير منتشرة والأكثر انتشارًا في حالات تضخم الغدة هو التضخم الحميد وليس الخبيث، وتشمل هذه المشكلة ظهور الأعراض الآتية:

  • الشعور بآلام في منطقة الرقبة.
  • الإحساس بألم وخنقة في الحلق.
  • حدوث انتفاخ في الغدد الليمفاوية الموجودة في منطقة الرقبة.
  • ظهور بعض التغيرات الملحوظة في الصوت مثل البحة التي تتطور مع الوقت.
  • مواجهة بعض الصعوبات والإحساس بالألم عند بلع اللعاب أو بلع الطعام.
  • بروز كتلة تحت الجلد يمكن لمسها عند تحسس منطقة الرقبة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية

3- خمول أو نشاط الغدة الدرقية Underactive or underactive thyroid gland

يؤدي زيادة إفراز الغدة الدرقية لهرموناتها أو نقصها إلى اضطراب حالة الجسم بشكل سلبي للغاية، ويلجأ الأطباء إلى استئصال الغدة الدرقية في حال فرط أو نقص نشاطها، وبالتحديد عندما ترفض الغدة تقبل أي علاج يحسن من وضعها وهنا يكون استئصال الغدة أو الحل الأمثل، وتشمل هذه المشكلة الصحية ظهور الأعراض الآتية:

  • الشعور بالتعب والضعف العام والإعياء.
  • الشعور شبه المستمر بالبرودة تارة وبالسخونة تارة أخرى.
  • الشعور بالرغبة الملحة والمستمرة في النعاس.
  • مواجهة مشكلة في التركيز والتحصيل العلمي أو الدراسي.
  • زيادة ملحوظة في الوزن.
  • الإحساس بآلام في المفاصل والعضلات.
  • ضعف الذاكرة وكثرة النسيان.
  • سقوط كثيف في الشعر.
  • الإصابة بنوبات من الإمساك.
  • انخفاض في معدل الخصوبة.
  • زيادة ملحوظة في نسبة دماء الدورة الشهرية.
  • ضبابية وعدم وضوح الرؤية.
  • ظهور بعض الكدمات في الساقين تحديدًا.
  • تباطؤ في النطق.
  • انخفاض في نسبة الشهية للطعام.
  • الدخول في نوبات من الاكتئاب.
  • ضعف وفتور في السمع.
  • حدوث جفاف في كل من الشعر والجلد.
  • ظهور بحة غير طبيعية في الصوت.
  • انتفاخ في الوجه وخصوصًا حول العينين.
  • تعرق زائد لليدين.
  • التقلبات المزاجية المتتابعة.
  • ارتفاع في معدل ضغط الدم.
  • تباطؤ في معدل نبضات القلب.
  • زيادة في نسبة الكوليسترول بالدم.

من خلال التعرف إلى طبيعة حياتي بعد استئصال الغدة الدرقية، يجدر بنا الإشارة إلى أنه لا توجد وسيلة يمكن من خلالها الوقاية من المشاكل التي تصيب الغدة الدرقية وتؤدي إلى استئصالها.

قد يعجبك أيضًا