قيام الليل بسورة البقرة هو من أحب العبادات إلى الله سبحانه وتعالى، وعندما يقوم المسلم الليل بسورة البقرة كاملة فيكون له الأجر الأعظم عند الله عز وجل، حيث تعتبر سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم، كما أنها تحتوي على آية الكرسي التي تعتبر أهم أية في القرآن الكريم، بالإضافة إلى أن سورة البقرة تكون حصن للمسلم، فهى تحمي من الجن والشياطين، والكثير من غير ذلك سوف نتعرف عليه في مقالنا اليوم.
طريقة قيام الليل بسورة البقرة
إن قيام الليل من السنن النبوية المؤكدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان نبينا يقيم الليل ولا يفوته، ويبدأ قيام الليل من بعد العشاء وحتى صلاة الفجر، ويكون له طريقة معينة وعدد ركعات سوف نتعرف عليها:
- عدد الركعات: لم يأمرنا الله عز وجل أو نبينا الكريم بعدد معين لصلاة قيام الليل، فنحن قد يقتضي بطريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في صلاة قيام الليل، حيث كان نبينا الكريم يصلى ١١ ركعة أو ١٣ ركعة، ولكنه كان يكثر من ١١ ركعة.
- كيفية الصلاة: سوف نقتدي بطريقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الصلاة، حيث أنه كان يصلى ١١ ركعة ويقوم بقول التشهد والتسليم مع كل ركعتين، بالإضافة إلى أنه كان يطيل في الركوع وفي السجود، بينما كان يطيل أيضا ً في قراءة القرآن، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ بركعتين خفيفتين، كما كان يصلي ركعتين وبعدهما ركعة يوتر، أو يصلي تسليمتين ويوتر بالخامسة ، أو يسلم ثلاثة تسليمات ويوتر بالسابعة، أو أربع تسليمات ويوتر بالتاسعة، وليس على ذلك حرج، بالإضافة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة قيام الليل فقال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشى أحدكم الصبح، صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى” ولذلك فإن الأفضل أن يصلي المسلم في قيام الليل ١١ ركعة ويسلم مع كل اثنتين، ثم يقرأ ما حفظ من القرآن الكريم بالترتيل، ثم بعد ذلك يوتر بركعة واحدة، ولكن إذا أنقص أو زاد عن ذلك فيجوز له.
وللتعرف علي موضوع أفضل وقت لقراءة سورة البقرة وفضل سورة البقرة وفضل قراءتها: أفضل وقت لقراءة سورة البقرة وفضل سورة البقرة وفضل قراءتها
- قراءة القرآن: إن العبد لا يجب عليه أن يلتزم بسور معينة من القرآن الكريم سواء كانت السور في أول القرآن أو في نصفه أو آخره، أو أن العبد يمكن أن يقوم بتنظيم قرائته، حيث يبدأ من أول القرآن الكريم إلى آخره، ثم يعود إلى أوله، بالإضافة إلى أنه يجب أن تكون القراءة بصوت مسموع وعالى وبترتيل، وذلك حتى يستفيد من حوله ويسمعه، حيث قال الله تعالى: “ورتل القرآن ترتيلاً”، كما أنه يستحب السؤال عند آيات الرحمة، والتعوذ عند آيات الوعيد، والتسبيح عند آيات التسبيح أثناء التهجد، حيث كان ذلك ما يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يجوز قراءة سورة البقرة أثناء القيام بالليل، وقد يكون هناك حديث صحيح لقراءة سورة البقرة في قيام الليل، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، إقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، إقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة” كما أنه يجوز أن تقوم بقراءة بعض سورة البقرة أثناء صلاة قيام الليل، والبعض الأخر خارج الصلاة، حيث أن القلب هو الذي يحمل النية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من هم بحسنتةٍ فلم يعملها، كُتبت له حسنة”.
ومن هنا يمكنكم قراءة موضوع فوائد قراءة سورة البقرة 7 أيام للرزق والواج وفضلها: فوائد قراءة سورة البقرة 7 أيام للرزق والواج وفضلها
الوسائل المعينة على قيام الليل
تعتبر صلاة قيام الليل ثقيلة على قلب المسلم، وذلك لأنها لا تكون فريضة عليه، ولكن عندما ييسرها الله على قلب المسلم ويهديه إليها تصبح من أحب العبادات إلى قلبه، وقد يكون هناك بعض الأمور التي تهدي العبد لصلاة قيام الليل وهى:
- أن لا يقوم المسلم بالإكثار من تناول الطعام أو الشراب في ساعات متأخرة من الليل، لأن ذلك سوف يكاسله عن الصلاة، حيث يبدأ البدن في الخمول والثُقل ويبدأ في التفكير في النوم والراحة.
- أن لا يقوم المسلم بالعديد من الأعمال في الليل التي قد تسبب له إرهاق شديد، أو يقوم بأعمال تضعف أعصابه، فيبدأ في أن يفكر في النوم لكى يريح جسده وأعصابه، بالإضافة إلى أهمية أن يأخذ الإنسان وقت من القيلولة حتى يستريح جسده وعقله، وذلك هو الذي أوصانا به الرسول صلى الله عليه وسلم.
- أن يتجنب العبد المسلم كل الأعمال التي تعصي الله عز وجل والتي قد يرتكب بها الكثير من الذنوب، وذلك لأن قيام الليل لا يتاح للعبد المذنب والعاصي لربه، وقيل أنه قد يأل رجل مسلم الحسن البصري فقال: يا أبا سعيد إني أبيت معافى، وأحب قيام الليل، وأعد طهوري، فما بالي لا أقوم؟ فقال الحسن البصري: قيدتك ذنوبك.
- يجب أن يبتعد العبد عن فضول الكلام، والإبتعاد أيضا ً عن النظر إلى المحرمات، فإن هذه الأشياء قد تبعد العبد عن ربه.
- أهمية المداومة والالتزام بقول الاذكار بانتظام، حيث أن الذكر يعتبر حياة للقلب.
- العيش بالحلال وأكل الحلال والابتعاد عن كل المحرمات، حيث قال الله عز وجل: “يا أيها الرسل كلوا من الطيبات، واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم”.
- الحرص على كسب الرزق الحلال، والابتعاد عن المكاسب الحرام، والبعد عن الضغينة والحقد والكره، بالقلب يجب أن ينشغل بربه فقط.
- أن يذكر العبد نفسه في كل الأوقات بوحدته في قبره، وظلمة القبر وكل ما يدور به.
- الحرص على معرفة فضائل صلاة قيام الليل، ومعرفة الأجر العظيم الذي يناله العبد عندما يقوم بالليل.
ومن هنا سنتعرف علي موضوع فضل حفظ سورة البقرة وقراءتها يوميًا: فضل حفظ سورة البقرة وقراءتها يوميًا
فضائل سورة البقرة
- إن سورة البقرة قد تشفع لمن يقرأها في يوم القيامة العظيم.
- تعمل سورة البقرة على طرد الشيطان من البيت لمدة ثلاث ليالي، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، وإن البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان”.
- كما قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، إقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة” كما قيل في رواية أخرى: “وكأنهما في كليهما، ولم يذكر قول معاوية”.
- تعتبر آخر آيتين من سورة البقرة لهما فضل عظيم لمن يقرأهما، حيث أنها تعمل على حفظ المسلم، كما ترفع عنه الكرب والبلاء، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة ٍ كفتاه”.
ولا يفوتكم قراءة موضوع حكم قراءة سورة البقرة يومياً ولماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم: حكم قراءة سورة البقرة يومياً ولماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم
وبذلك نكون قد إنتهينا من مقال اليوم وهو عن قيام الليل بسورة البقرة، حيث تم ذكر كيفية صلاة قيام الليل، وما هو فضل سورة البقرة على العبد، من أجل أن يستفيد كل مسلم ومسلمة من سطور هذا المقال.