حكم قراءة القران من الجوال

حكم قراءة القران من الجوال تكلم فيه الفقهاء المحدثون كثيرًا الأصوليين منهم باستخدام القياس على  ما كان من أحكام مشابهة في عصر رسول لله – صلى الله عليه وسلم – وقول الصحابة من الرعيل الأول، حيث يعد القياس في أصول الفقه هو الدليل الرابع من أدلة الفقه بعد الكتاب والسنة والإجماع.

حكم قراءة القران من الجوال

الهاتف الجوال أو أي جهاز إلكتروني وضع فيه القرآن الكريم كتابة كان أو مُسجل مباح ويأخذ حكم القراءة من الحفظ في الطهارة والعمل به؛ وتبين للفقهاء في الأفضل أن الأمر يختلف بالنسبة للفرد ذاته فإذا كانت قراءة الفرد من المصحف مثل قراءته من الجوال بخشوع وتدبر لا ينقص من أجره شيء بإذن الله.
فالأمور بمقاصدها والمدرك هنا حضور القلب والانتفاع بالقرآن.

إقرأ ايضًا: هل يجوز قراءة القران بدون وضوء من الجوال بالأدلة

حكم قراءة القرآن من الجوال دون طهارة

الحمد لله وحده لا شريك له، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..
معلوم بالأدلة الصحيحة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن قراءة القرآن عن الحفظ وما سُطر على قلب المؤمن دون مسك المصحف لا يشترط له الطهارة من الحدث الأصغر؛ بل يشترط لها الطهارة من الحدث الأكبر ويجب رفعه قبل تلاوة آية واحدة لآنه كلام الله تعالى ومن كمال التعظيم ألا يُقرأ إلا على طهارة لعموم حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “لا يمسُّ القرآنَ إلَّا طاهرٌ” (الأحكام الصغرى 135) وماء ورد من أقوال الصحابة المهدين وتابعيهم من أنه يحرم على المحدث بحدث أكبر أو أصغر مس المصحف سواء بالتلاوة أو لغيرها.

لكن كما أفاد أهل العلم أن الجوال وخلافه من الأجهزة التي يظهر على شاشتها آيات الذكر الحكيم لا تأخذ حكم القرآن لأن الحروف في تلك الأجهزة طبيعتها تختلف عن طبيعة الحروف المرسومة في المصحف، هي مجرد إشارات إلكترونية وذبذبات لا بصفتها المقروءة دائمًا؛ تظهر على الشاشة عند طبها فقط وتختفي ليحل محلها أي شيء آخر طلبته.

عليه – ما سبق ذكره- يجوز مس الهاتف الجوال (أو أي جهاز يستخدم لقراءة القرآن) والشريط على الشاشة الذي تظهر عليه الآيات ولو دون طهارة من الحدث الاصغر.

فضل قراءة القرآن في المصحف عن القراءة من الهاتف الحمول

القراءة في المصحف أفضل من الهاتف المحمول، لأن القرآن كله مجموع بين دفتيه بحروف طاهرة؛ والاعتماد على الجوال في كافة الأحيان هو فيه هجر للمصحف، بجانب لما في القراءة من المصحف من تعظيم للقراءة.

بجانب لما في القراءة من المصحف من البعد عند التعلق بالجوال المعروف عنه إنه به غير القرآن من صور وتطبيقات إلكترونية، مما يجعل المستخدم يلتفت من قراءة القرآن إلى العدول عنه لصالح التطبيقات الأخرى والبحث عن المستجدات من الأخبار والتحديثات الأخيرة.

لذلك كله: القراءة من المصحف أقرب إلى الخشوع من القراءة باستخدام الهاتف الجوال وأقرب إلى الانتباه إليه وعد الانقطاع عنه بسبب إشعارات أو أي شيء.
قال الإمام النووي: ” الْقِرَاءَةُ فِي الْمُصْحَفِ أَفْضَلُ مِنْ الْقِرَاءَةِ عَنْ ظَهْرِ الْقَلْبِ؛ لِأَنَّهَا تَجْمَعُ الْقِرَاءَةَ وَالنَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ وَهُوَ عِبَادَةٌ أُخْرَى” (مجموع شرح المهذب).

إقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة القران اثناء الدورة الشهرية بدون لمس المصحف

أحاديث ضعيفة عن فضل النظر في المصحف

رُوي عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أحاديث ضعيفة عن فضل النظر في المصحف لا يصح الاستدلال بها منها:

  • القول المنسوب إلى رسول الله – صلى عليه وسلم: “النظر في المصحف عبادة، ونظر الولد إلى الوالدين عبادة، والنظر إلى علي بن أبي طالب عبادة”.
    حديث موضوع لم يرد عن سيدنا ورسولنا – صلى الله عليه وسلم – ضعفه الإمام الألباني في سلسلة الضعيف (531/1).
  • القول المنسوب إلى رسول الله – صلى عليه وسلم: “أعْطُوا أعيُنَكم حظَّها منَ العبادَةِ، النظرُ في المصحفِ، والتفكرُ فيه، والاعتبارُ عندَ عجائبِهِ”.
    حديث موضوع لم يرد عن سيدنا ورسولنا – صلى الله عليه وسلم – ضعفه أبو الشيخ في (العظمة) برقم 225/1 والبيهقي في (شعب الإيمان) برقم 2222.
  • القول المنسوب إلى رسول الله – صلى عليه وسلم: ” خمسٌ منَ العبادةِ قلَّةُ الطَّعامِ عبادةٌ والقعودُ في المساجدِ عبادةٌ والنَّظرُ إلى الكعبةِ عبادةٌ والنَّظرُ في المصحفِ من غيرِ أن يقرأَ عبادةٌ والنَّظرُ في وجهِ العالمِ عبادةٌ.”
    حديث ضعيف جدًا موضوع لم يرد عن سيدنا ورسولنا – صلى الله عليه وسلم – كما ورد في ضعيف الجامع برقم2855 وقال ابن حبان عن الراوي همام: ” يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم فبطل الاحتجاج به”.

قراءة القرآن من الهاتف والإنسان مستلقيًا

يرى الفقهاء أنه لا يوجد هناك أي مانع من قراءة القرآن على أي وضع واقفًا أو جالسًا أو مستلقيًا لقول الله عزو جل في كتابه الكريم: ” الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” (آل عمران 191).
قال المفسرون في هذه الآية الكريمة أن الذكر هنا يدخل في عمومه أعظم الذكر بالطبع “القرآن الكريم”.

حكم دخول الخلاء بالجوال وعليه القرآن الكريم

الأصل في الفطرة السليمة لكل مسلم هو صيانة وحفظ  ذكر الله وكلامه عن مواطن الأذى والقذارة ومحل النجاسة وبالطبع الخلاء من هذه الأماكن.

قال الله تعالى:” ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ” ( الحج 32).
ففرق الفقهاء بين أن يكون ذكر الله ظاهر مثل أن يكون خلفية لشاشة الهاتف المحمول فذلك فلا يستحب الدخول به إلى الخلاء والصواب أن يُترك خارج الخلاء ما لن يخف عليه من الضياع
وإذا كانت تلك الآيات والشعارات الدينية مختفية في ذاكرة الهاتف ولا تظهر إلا عند طلبها فلا بأس من الدخول بها إلى الخلاء وتأخذ حكم الأشرطة المسجل عليها القرآن الكريم التي قال عنها الفقهاء لا بأس بدخول الخلاء بها لآنها لا تحتوي على كتابات ظاهرة بها كلام الله.

أما حديث أنس ابن مالك: ” كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا دخَل الخلاء وضع خاتمَه”  حديث ضعيف لأنه من رواية همام عن ابن جريح عن الزهري عن أنس؛ فقال ابن داود: ” هذا الحديث منكرٌ، وأن الوهم فيه من همام” وقال النسائي: أن هذا الحديث غير محفوظ.
ولذلك لا يمكن أخد التشريع بهذا الحديث.

إقرأ ايضًا: هل يجوز قراءة القران للحائض من الجوال

قراءة القرآن للحائض من الجوال

قراءة القرآن للحائض من غير المصحف أو مما تحفظ محل خلاف بين الفقهاء وأكثر العلماء قالوا بمنعها من القراءة و قد نقل شيخ الإسلام ابن تيمة رواية عن الإمام مالك والإمام أحمد ابن حنبل تقول بجواز قراءة الحائض للقرآن وعَقب شيخ الإسلام ابن تيمة: ” ليس في منع الحائض من القراءة نصوص صريحة صحيحة، وقال: ومعلوم أن النساء كن يحضن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن ينهاهن عن قراءة القرآن، كما لم يكن ينههن عن الذكر والدعاء”.

في ذاك أفتى العلامة ابن باز وقال: ” لا حرج على الحائض والنفساء في قراءة كتب التفاسير ولا في قراءة القرآن من دون مس المصحف في أصح قولي العلماء”.

يرى أهل العلم (الطب) أن الحيض قد يطول عن العادة الطبيعية من ستة إلى أربعة أيام عند بعض النساء إلى مدة أطول بلا مرض لذلك ستكون فترة انقطاع عن كتاب الله طويلة.
لذلك الحائض ليست كالجنب في المنع من القراءة، بل ممن منعوها من القراءة صرحوا بجواز قراءة الأذكار من القرآن بنية الأذكار كما قال فقهاء المذهب الشافعي.

علي ما سبق كله الجوال أو الحاسب المحمول لا يأخذ حكم المصحف الشريف فلا حرج للحائض أن تقرأ القرآن منه.

بذلك نكون قد نقلنا آراء الفقهاء المستندة على الأدلة الصحيحة في حكم قراءة القران من الجوال وحكمه إذا كان دون طهارة ودخول الخلاء بهذا الهاتف الذي عليه ذكر الله وفضل قراءة القرآن في المصحف عن القراءة من الجوال وقراءة القرآن والإنسان مستلقيًا نسأل الله أن يجعل القرآن العظيم نور صدورنا وجلاء همومنا ومغفرة لذنوبنا والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الخلق أجمعين وشفيعنا يوم الدين.

قد يعجبك أيضًا