امتناع بعض الورثة عن تقسيم التركة

امتناع بعض الورثة عن تقسيم التركة ، مما لا شك فيه ان التركة هى ما يتركه الميت بعد وفاته وهى من حق ورثته بعد وفاته على أن تقسم فيما بينهم تبعا لأحكام الدين وفتاوى شريعة الدين الاسلامي وان امتناع بعض الورثة عن تقسيم التركة بشرع الله بين الورثة الشرعيين يعتبر ذنب وأثم كبير يحاسب عليه المرء يوم القيامة أمام الله ويعاقب عليه القانون ايضاً, الهدف الاساسى لوجود التركة هى التواصل والتقريب بين الورثة فيما بينهم.

تعريف التركة

مفهوم التركة فى اللغة هي ما يتركه الإنسان ويتركه خلفه, اما فى الفقه فهناك بعض الاختلاف فى الثبات على مفهوم التركة بين الحنفية والجمهور ك ان الجمهور يرى أن التركة هي ما يتركه المتوفى وراءه من حقوق ثابتة واموال, سواء كان ذلك الحق متعلق باموال او بتركة عينية, اما الحنفية عرفوا التركة انها ما يخلفه المتوفى وراءه من أموال صافية لا يتعلق بها حق أحد بعين تلك الأموال.

ويمكن التعرف على معلومات عن إجراءات إصدار أو تجديد جواز السفر السعودي وكم يستغرق من الوقت أضغط هنا: إجراءات إصدار أو تجديد جواز السفر السعودي وكم يستغرق من الوقت

مصدر الخلاف بين الجمهور والحنفية فى تعريف مفهوم التركة

يرجع الخلاف الحاصل بين الحنفية والجمهور حول مفهوم التركة أن الجمهور يعرف المال بأنه كل شئ ذي قيمة يلزم أن يتلف ضمان , لذا يدخل فى محتوى التركة المنافع التى يمكن استغلالها او الاموال او الحقوق, ودليل الجمهور على ذلك أن يمكن حيازة المنافع عند حيازة أصلها ومصدرها ومحلها, والدليل الآخر على ذلك أن المنافع يجوز أن يكون مهر ولا يمكن أن يكون المهر سوى مال, بينما مفهوم التركة عند الحنفية هو ما يمكن للمرء حيازته او ما ينتفع به المرء.

اذا فإن المنافع الأخرى مثل الحقوق المعنوية لا تصح أن تكون مالاً ودليلهم على ذلك التعريف أن المال هو فقط الوسيلة التى يمكن ان يحرزها المرء ويدخر لفترة من الزمن ومنافع عامة لا تقدر أن يحرزه الإنسان او يدخرها لان تلك المنافع معدومة والمال لا يكون معدوم ودليلهم الآخر على ذلك قول النبي (صلى الله عليه وسلم) “من ترك مالاً فلورثته” ولكن المتداول الآن هو مفهوم الجمهور للتركة لان كما يكون العرف عند الكثير من الناس ان المنافع والحقوق تجرى عليها ايضاً عملية تقسيم التركة.

محتوى التركة ومضامين التركة

انعكس الخلاف بين الحنفية والجمهور فى محتوى التركة, فإن محتوى التركة عند الجمهور تشتمل على:

  • الأموال الممتلكة وتشتمل على المنقول منها وما يمكن أن تحول من مكان لأخر فهى تشتمل على العملات بكل اشكالها النقدية و الموزونات والمكيلات والعروض التجارية, والذى لا ينقل من المال مثل البيوت والاراضى
  • الحقوق العينية مثل حق المرور والمسيل والشرب
  • الحقوق الشخصية مثل حق الرهن وحق الخيار وحق الشفعة
  • المنافع بمختلف اشكالها مثل الركوب والاعارة واللباس والاجارة

أما محتوى التركة عند الحنفية تشتمل على:

  • الأموال المملكة
  • الحقوق العينية
  • الحقوق الشخصية
  • لا تشتمل على حق المنافع

الحقوق المتعلقة بموضوع التركة

الحقوق التي تتعلق بالتركة كما نص  قانون الخاص بالأحوال الشخصية  هى الحقوق المتعلقة بتركة الإنسان بعد مماته وهما اربعة ويجب ان يفعلوا بالترتيب السليم لهم:

  • تجهيز الميت وتوجيهه إلى الوجه الشرعية
  • تسديد ديون المتوفى وتخرج قيمة سداد الديون من ماله
  • تنفيذ وصية المتوفى
  • يقسم الباقي بين الورثة المستحقين بشريعة الدين الاسلامى

لزم ووجب الترتيب فى الحقوق المتعلقة بالتركة فى عملية تنفيذها خاصة فيما يتعلق بحق تجهيز المتوفى الى الوجهة الشرعية وقضاء ديون المتوفى وفيما يلى توضيح لاقسام الحقوق الأربعة المتعلقة بالتركة:

  • اول قسم هو دفع مصاريف تجهيز الميت من تكفين وتغسيل ودفن الموتى مع مراعاة عدم الإسراف أو التقطير الشديد على حسب حالى المتوفى فى حياته مع مراعاة عدم الإسراف فى تجهيز العزاء والغلاء فيه لما في ذلك من إهدار لحق الورثة فى مال المتوفى والبعد عن البدع التي أحدثها الناس في مظاهر ومراسم الماّتم.
  • الديون التى يد تسديدها عن المتوفى والتي تأخذ من مال المتوفى وتنقسم تلك الديون الى قسمين, القسم الاول هو حق الله في مال المتوفى مثل النذر أو الزكاة أو الكفارة وهذا القسم يجد ان يسدد اولا من مال الميت قبل تقسيم التركة وأما القسم الثاني فهو ديون التي يجب تسددها للناس والذي لم يوفيها الميت في حياته مثل الاجرة او القرض أو المهر.
  • الوصية التى يجب ان تنفذ وهى عبارة أن الميت اوصى بتمليك حق او منفعة معينة بعد وفاة الشخص ويتم تنفيذ الوصية بشرطين أساسيين هما: أن تنفذ الوصية من ثلث قيمة المال المتبقي بعد أداء الحقوق الواجبة مثل مصاريف الدفن والغسل وايضاً قضاء ديون المتوفى والشرط الثاني أن تكون الوصية متعلقة بشخص من غير الورثة.
  • الميراث وهو تقسيم باقى المال على الورثة الشرعيين المستحقين للإرث.

يمكن الحصول على معلومات عن كيفية الحصول على تمويل مشروع وكيفية تأسيس مشروع ناجح وطريقة البدء فيه أضغط هنا: كيفية الحصول على تمويل مشروع وكيفية تأسيس مشروع ناجح وطريقة البدء فيه

الفرق بين التركة والميراث

التركة هي تشتمل على ما تركه الميت من حقوق وأموال عند الجمهور وتشتمل التركة عند الحنفية على الأموال فقط فقد اختلف علماء الجمهور والحنفية فى تعريف مفهوم التركة الا انهم اتفقوا نهاية على جزء كبير من مفهومها وهي اشتمالها على المال.

الميراث هو ما يتركه الميت من مال فقط

لذا يمكننا ان نقول ان التركة اشمل واعم وان التركة تتعلق بوجود الأموال والحقوق والمنافع ايضا وتشتمل الحقوق على قضاء الدين وتجهيزه للدفن وخلافه, نهاية ان مفهوم الميراث والتركة عند الحنفية فهو متشابهة.

للحصول على معلومات عن الاوراق المطلوبة لتجديد رخصة السيارة ورسوم التجديد مع الخطوات والاجراءات أضغط هنا: الاوراق المطلوبة لتجديد رخصة السيارة ورسوم التجديد مع الخطوات والاجراءات

حكم امتناع بعض الورثة عن تقسيم التركة

أن الأموال التى يتركها خلفه المتوفى هى حق لكل الورثة كما جاء فى قول الله عز وجل “للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثرنصيباً مفروضاً ” وإن حكم امتناع المرء عن تقسيم التركة لا يجوز ويجب على المرء أن يطالب بحقه فى الميراث الشرعى المقسوم له بل ويجبر الناس على تقسيم التركة حسب الشريعة الاسلامية على جميع الورثة كما جاء فى حديث النبى (صلى الله عليه وسلم) “ومن ترك مالاً فلورثته “.

وقد حدد الله عز وجل التقسيم الشرعي التركة بعد وفاة الشخص وعلى الورثة بعد ذلك تقسيمها حسب الشرع أو تغيير شئ ما بالتقسيم  بعد التراضي والاتفاق فيما بينهم حتى لا يقعوا فى وزر وذنب عظيم كما قال الله عز وجل ” تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم” وقال الله عز وجل عن الناس الذين يظلموا فيما بينهم حق الغير من التركة ” ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين”

في نهاية تلك المقالة بعد شرح وتوضيح ما هى التركة وما احكامها ومتى اختلف العلماء فى تعريف مفهومها وايضا حكم من يمتنع من الناس عن تقسيم التركة حسب الشريعة الإسلامية لما فى ذلك من ذنب وإثم كبير وايضاً توضيح أقسام التركة والفرق بين التركة والميراث نرجو ان نكون وضحنا لك ركن مهم من الشريعة الاسلامية التى يختلط الكثير فى امورها وما إلى التركة من اهمية كبيرة عند العديد من البشر لما فى ذلك من حقوق وواجبات خاصة يهم والمتوفى وإبراء ذمتهم أمام الله عز وجل .

قد يعجبك أيضًا