متى تقام صلاة الجمعة

متى تقام صلاة الجمعة؟ وماهي شروطها؟ صلاة الجمعة فرض على كل مسلم عاقل وبالغ، لذلك يجب معرفة فضائل هذا اليوم وتأدية الصلاة بالشكل الصحيح لها حتى تنال الأجر والثواب من الله عز وجل، بالإضافة إلى العبادات المستحبة في هذا اليوم، لذلك من خلال موقع زيادة سنقوم بذكر متى تقام صلاة الجمعة، وما يتعلق بها من أحكام، عبر السطور الآتية.

متى تقام صلاة الجمعة؟

هي صلاة تُقام كل يوم جمعة بعد وقت دخول صلاة الظهر في منتصف النهار، تتكون صلاة الجمعة من ركعتين فقط، وهناك شروط لصحة صلاة الجمعة يجب توافرها، ومن الأفضل صلاتها داخل بيته عز وجل، حيث ذُكر عن بعض الفقهاء زيادة الأجر للجماعة لصلاتها في بيته، ونتطرق من خلال الفقرات الآتية الأحكام المتعلقة بإقامة صلاة الجمعة.

اقرأ أيضًا: كم ركعة صلاة الظهر؟

شروط صحة صلاة الجمعة

بعد معرفة متى تقام صلاة الجمعة، نستكمل الشروط اللازمة لصحة الصلاة، حيث أتفق الفقهاء على بعض الشروط الواجبة لصلاة الجمعة ومن دونها تُبطل، لكن ذكر البعض منهم أفضلية فعل عن الآخر، نوضح هذه الآراء تفصيليًا من خلال النقاط التالية:

  • جمهور الفقهاء: اتفق بعض الفقهاء على ألا تتم صحة صلاة الجمعة قبل الزوال، مؤكدين رأيهم على استدلالهم بما رواه أنس بن مالك رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُصلِّي بنا الجمُعةَ حين تَميلُ الشَّمسُ”.

كما أكدوا على مواظبة النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة على قيام صلاة الجمعة بعد اختفاء الشمس أي خلال توقيت صلاة الظهر.

  • الحنابلة: رأى الحنابلة أن صحة أداء صلاة الجمعة قبل الزوال ولكن يُفضل فعلها بعده، حيث استدلوا في رأيهم بما رواه جابر بن عبد الله رضى الله عنه حين تم سؤاله: “متَى كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يُصَلِّي الجُمُعَةَ؟ قالَ: كانَ يُصَلِّي، ثُمَّ نَذْهَبُ إلى جِمَالِنَا فَنُرِيحُهَا”.
  • أتفق الفقهاء على أن ينتهي توقيت صلاة الجمعة بنفس توقيت انتهاء صلاة الظهر، حيث تعتبر صلاة بديلة لصلاة الظهر فتقع مكانها.
  • أتفق أيضًا على شرط الجماعة فلا تُصح منفردة ومن الأفضل أن يكون الناس جماعة، وأقل عدد للجماعة ثلاثة أفراد.
  • أن تُصلى بعد خطبتين.
  • القدرة على الذهاب إليها، فإذا كان الفرد بصحة جيدة لا يعاني من أي تعب، عليه الذهاب للصلاة في الجامع.
  • يتوجب تحلى الفرد بالبلوغ والعقل.

السنة الراتبة “فضل يوم الجمعة”

كما تكلمنا عن متى تقام صلاة الجمعة، يمكن القول إن يوم الجمعة من أفضل أيام الأسبوع، وتوجد أحاديث كثيرة توضح فضله ومنها:

  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» (رواه مسلم)
  • عن النعمان بن بشير قال: «كان رسول الله يقرأ، في العيدين وفي الجمعة، بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية. قال: وإذا اجتمع العيد والجمعة، في يوم واحد، يقرأ بهما أيضا في الصلاتين» (رواه مسلم)
  • قوله (صلى الله عليه وسلم): «خَيْرُ يَوْم طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا» (رواه مسلم)
  • عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق» (رواه مسلم).
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النبي (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّيَ مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى وَفَضْلَ ثَلَاثَةِ أَيَّام» (رواه مسلم).
  • كما ذُكرت في سورة الجمعة في كتابه الكريم، قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ(11)”.
  • من فضائل يوم الجمعة أن الله سبحانه وتعالى يغفر للمسلمين ذنوبهم وآثامهم ما بين الجمعتين، ومن عظائم هذا اليوم جلوس الملائكة عند أبواب الجوامع لتسجيل القادمين ويقومون بالاستغفار لهم أثناء بقائهم بالداخل.
  • كل خطوة في الذهاب إلى صلاة الجمعة تعادل في الأجر صيام سنة وقيامها.

اقرأ أيضًا: كم عدد أركان الصلاة

كيفية إقامة خُطبة الجمعة

بعد التطرق إلى معرفة متى تقام صلاة الجمعة، وفضل وأجر أداء الصلاة، فلا يُمكن قيامها دون ذكر الخطبة قبل الأداء، وتتم عن طريق خطيب الجمعة، وهو الشخص الذي يلقي الخطبة على المسلمين، وفيها يقوم الخطيب بإلقاء خطبتان قبل صلاة الجمعة.

تهدف تلك الخطبتان وعظ المسلمين وتوعيتهم ونصحهم إلى الطريق الصحيح والتقرب إلى الله عز وجل، كما أتفق أهل العلم من الفقهاء على ضرورة إقامة الخطبتان قبل صلاة الجمعة وأن يُرفع الصوت بها.

لابُد من العلم أنه يلي الخطبة وصلاة الجمعة أربع ركعات أو ركعتان من السنن، واستدلوا الفقهاء على ما قاله ابن عمر رضي الله عنه: كان رسول الله يصلي يوم الجمعة ركعتين في بيته.

مكملات خطبة الجمعة

بعد أن ذكرنا متى تقام صلاة الجمعة، يمكننا توضيح متى تصل الخطبة إلى الكمال وهي عن طريق أن يردد الخطيب ترتيبًا ما يلي:

  1. الحمد لله، ثم الصلاة على الرسول.
  2. ذكر الشهادتين.
  3. الموعظة الحسنة.
  4. بعد ذلك يقوم بالتوصية بتقوى الله والقرب منه.
  5. يقوم بقراءة بعض من آيات القرآن.
  6. يُذكر أن من مستحبات الخطبتين هنا هي الخطبة على المنبر بدلًا من الوقف بين جموع الناس.
  7. ثم تحية الخطيب للمسلمين عند صعوده على المنبر.
  8. سرد الخطبة، ويُفضل الفصل بين الخطبتين عن طريق إقامة جلسة خفيفة.
  9. الدعاء في الخطبتين حتى الانتهاء.

ما الأمور المستحبة يوم الجمعة؟

بعد الإلمام بمعرفة متى تقام صلاة الجمعة، وفضلها، وكيفية أدائها، وشروط وجوبها، لابُد من معرفة بعض العادات المستحبة في هذا اليوم لتنال الثواب والأجر العظيم عنده سبحانه وتعالى، وليعظم من شأنك ومقامك، ومن هذه الأمور ما يلي:

  • عليك بقراءة سورة الكهف يوم الجمعة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ في يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ”.
  • يجب الإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، حيث صُدر في أحد الأحاديث النبوية، عن َأِبي مَسْعُود الأَنْصَارِيِّ رضى الله عنه عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «أَكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلاةَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ؛ فَإنهُ لَيْسَ أحَد يُصَلِّي عَلَيَّ يَوْمَ الجُمُعةِ إلا عُرِضَتْ علَيَّ صَلاتُهُ».
  • يجب الاغتسال في ذلك اليوم وأن يكون مظهرك طيبًا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْر، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْن، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى”.

اقرأ أيضًا:  موعد صلاة عيد الأضحى 

ما الأمور المنهي عنها في صلاة الجمعة؟

هناك بعض الأشياء التي يُنهى عن فعلها عند أداء صلاة الجمعة ومنها:

  • لا يجوز الكلام أثناء قيام الإمام بخطبة الجمعة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: «أَنْصِتْ» وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ”.
  • غير مستحب تخطي رقاب الناس إلا في حالة أن يكون إمام.

يوم الجمعة من أفضل أيام الأسبوع وأجملهم على قلب جميع المسلمين، حيث يكون لها بعض العادات الخاصة بها التي تميزها عن أي يوم آخر، لذلك أحرص على تأدية تلك العبادات والاهتمام بالمواظبة على صلاة الجمعة والنبي.

قد يعجبك أيضًا