يمكرون والله خير الماكرين: ما المقصود من هذه الآية

يمكرون والله خير الماكرين جاءت هذه الآية الكريمة في سورة الأنفال حيث قال المولى عز وجل” وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، وهذه الآية لها دلالة وأحداث حصلت مع رسول الله ومشركي قريش في مكة لذلك فإنك تجد الكثير من المفسرين قاموا بتفسير هذه الآية نستعرضها عليكم في هذا المقال من خلال موقع زيادة.

سبب نزول آية ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

  • نزلت هذه الآية على النبي كنوع من أنواع التذكير بالنعمة حيث يذَكِر الله تعالى رسوله بما حدث معه في قريش قبل أن يهاجر، وفي اليوم السادس والعشرين من شهر صفر العربي خلال السنة الرابعة عشر من بعثة رسول الله اجتمع كبراء قريش في دار لديهم معروف بدار الندوة للبحث في أمر نبي الله بعدما لقو تأييدًا واسعًا له وأن أمره بدأ ينتشر بين القبائل المختلفة. 
  • بدأ المشركين في إبداء الآراء فمنهم من قال يُثبت مكانه أي يقومون بحبس النبي عليه الصلاة والسلام والبعض اتفق على إنهاء أمره بالقتل كي يستريحوا منه ومن شره على حسب قولهم أما البعض الآخر فرأى أنهم يخرجونه من داره و من بلدة ونفيه بالكامل منها. 
  • حتى جاء رأي أبو جهل زعيمهم حيث أتفق على القتل ولكن حتى يتفرق دم الرسول بين القبائل قال بأن يأخذوا أشد رجل من كل قبيلة من قبائل قريش ويقتلوا الرسول قتلة رجل واحد وبذلك لا يقدر بنو هاشم على مواجهة سائر قبائل قريش ويرضخوا للدية التي ستقدم لهم. 
  • وليلًا ترصد أهل قريش للنبي حتى يوقعوا به إذا قام من الفراش ولكن الله لن يترك نبيه حيث جاءه الوحي من السماء يخبره عما يحدث من حوله فنام علي بن أبي طالب مكان النبي وخرج عليهم ونثر التراب على رؤوسهم ووجوههم فأعمي الله سبحانه وتعالى أبصارهم عن نبينا الكريم. 
  • فلما أفاقوا من نومهم واستبطئوا رسول الله فدخلوا عليه فوجدوه عليَّا وسألوه أين صاحبك فأجابهم بعدم المعرفة فتتبعوه إلي الجبل حتى وصلوا إلي الغار الذي كان يختبئ فيه رسول الله وصاحبه أبي بكر حيث قال” نظرت إلي أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلي قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال” يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا” وعند هذا الموضع نزلت الآية الكريمة” فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها” ومن هذه الآية نعرف كيف أحاط الله علي رسوله وحفظه ورعاه من أي خوف أو قلق. 
  • ومن تولى المكر برسول الله هم سادة قريش و كبراء المشركين وأعوانهم ومن كانوا يأتمرون بأمرهم الذين أرادوا الطعن في نبوة نبي الله محمد وفي أن القرآن قد نزل عليه حقا ومن هؤلاء المشركين:- أبو جهل، أمية بن خلف، شيبك وعتبة ابنا ربيعة وغيرهم. 
  • وبذلك نجحت هجرة النبي الكريم إلى المدينة المنورة وسانده الأنصار والمهاجرين في نشرهم للدين الجديد، وبعدما خرج من مكة متخفيًا أعاده الله إليها منصورًا رغم أنف المشركين. 

شاهد أيضا: ويمكرون والله خير الماكرين.. أسباب نزول الآية وتصريحات الله للكفار في هذه الآية

 دلالة و معنى كلمات آية يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

وليتم فهم معنى الآية بكل وضوح سنعرض المعني اللفظي لكل كلمة وكذلك  دلالاتها فيما يخص أحداث نزولها. 

و:- أداة عطف بمعنى اذكر وتذكر يا محمد.

إذ يمكر بك الذين كفروا

  • وقد جاءت كلمة يمكر من المكر والمكر في اللغة العربية نوعان نوع محمود ونوع مذموم أما النوع المذموم فهو أن تتحري بهذا المكر فعلا قبيحا كالذي فعله الكفار مع نبي الله محمد، أما المكر المحمود هو الذي تتحرى به فعلا جميلًا وطيبًا كالذي جاء في الآية” والله خير الماكرين” ويوضح المولى عز وجل نوعي المكر قال في كتابه العزيز في سورة النمل” ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون”. 

ليثبتوك

  • وجاءت هذه الكلمة بمعنى يحبسوك أما دلالتها فقصد بها الله سبحانه وتعالى أنه تذكر يا محمد كيف كان كفار قريش يريدون الغدر والمكر بك ونجيتك منهم فهم كانوا يريدون أن يحبسوني داخل دارك فتكون في بلدك ولكن محبوسًا فيها فلا تستطيع أن تلتقي بمن تحب ولا حتي أن تحقق رسالتك بالدعوة إلى الله. 

شاهد أيضا: لا يسخر قوم من قوم تفسير الآية وسبب نزولها للطبري والسعدني

أو يقتلوك

  • بنو قريش الذي هم عشيرتك يا محمد قرروا إما أن يحبسوك في دارك أو يقتلوك وليست أي قتلة بل اتفقوا أن يأخذوا من كل قبيلة رجل بسيفه الصارم ويقتلونك قتلة الرجل الواحد وهذا حتى يتفرق دمه بين القبائل فلا يعرف أهلك أن يأخذوا بثأرهم. 

أو يخرجوك

  • أي يقومون بنفيك من مكة فيحول هذا بينك وبين لقاء أحبتك وأصحابك ويمنعك عن الدعوة الي دين الحق. 

ويمكرون ويمكر الله

  • وتوضح هذه الآية مدى المكر الذي كان يكيدون به المشركين لرسول الله ولكن مكرهم هذا لا يساوي جناح بعوضة في مكر الله بأعداء رسول الله حيث أحبط كيدهم، وخيب سعيهم، كما أنه يعاقبهم عليه عقابًا شديدًا. 

والله خير الماكرين

  • مكر كافري قريش مهما كان عظيما لا يعتد به عند مقارنته بمكر الله فالله قادر على إحباط كيدهم. 

شاهد أيضا: اللهم لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين: وكيف عرف زكريا أن الله سوف يتقبل منه؟

نبذة عن سورة الأنفال

  • جاءت آية ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” في سورة الأنفال فلا بأس أن نعرف بعض المعلومات الخاصة بسورة الأنفال هي سورة مدنية أي نزلت في المدينة المنورة كلها ما عدا الآيات من 30:36 فنزلت في مكة المكرمة، وتعد سورة الأنفال واحدة من السور السبع الطوال، عدد آيات سورة الأنفال 75 آية وترتيبها في النزول الثامن فقد نزلت بعد سورة البقرة مباشرة. 
  • والمحاور التي تدور حولها سورة الأنفال اختصت بجانب  التشريع وفي الخصوص الجزء الذي يتعلق بالغزوات والجهاد، فهي قامت بعلاج بعض النواحي المختصة بالحروب وما يحدث بعدها، كما أنها احتوت على الكثير من التشريعات والقوانين التي يجب اتباعها في المعارك والحروب التي يكون المسلمين جزءًا وطرفًا منها، كما أنها اهتمت بجانب الحرب والسلم ونقاط الأسرى والغنائم
  • سبب تسمية سورة الأنفال هي أنها وضحت أحكام الأنفال والأنفال بمعنى الغنائم.
  • أسماء سورة الأنفال، سميت بسورة القتال وذلك لأنها وصفت أحداث غزوة بدر، سورة بدر لأنها نزلت بعد الغزوة مباشرة، سورة الفرقان لأن الله سبحانه وتعالى أنزل فيها آية” يوم الفرقان يوم التقى الجمعان”.
  • وصفت سورة الأنفال أحداث غزوة بدر ووصفت حال الجيشين سواء جيش المسلمين أو جيش الكفار ومن ضمن المواقف التي حدثت في غزوة بدر وذكرتها سورة الأنفال هو موقف ابن حباب حينما سأل رسول الله أهذا منزل أنزلك الله إياه يا رسول الله أم هو الحرب والمكيدة؟ فرد عليه نبي الله محمد قائلا بل هو الحرب والمكيدة فقام بالاقتراح عليه النزول عند منطقة الآبار فاقتنع رسول الله بهذه المشورة ونفذها بعدما رأي صحتها.

وأخيراً، نجد أنه بالفعل ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين حيث إنها آية عظيمة تدل على قدرة الله تعالى التي تفوق كل كائد ومدبر، وهما دبر الأعداء ومهما أكدوا بك فإن كيد الله فوقهم جميعاً، كما وعلمنا كيف أن الله سبحانه وتعالى قادرا على رد كيد أعدائه. 

قد يعجبك أيضًا