أتدرون من المفلس؟ وأسباب الإفلاس؟

أتدرون من المفلس؟ وأسباب الإفلاس وكيفية النجاة منه وما هو يوم العدل المطلق؟ يمكنك التعرف عليهم الآن وأكثر عبر موقع زيادة ، حيث أنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم النصح لمن حوله فيقوم بتوضيح الكثير من اللغط واللبس كما يوضح الفرق بين القوانين الخاصة بالحياة الدنيا وقوانين الآخرة وسألهم ذات يوم أتدرون من المفلس واليوم سنوضح من هو.

اقرأ ايضًا: صفات الحور العين الجسدية وما عدد زوجات المؤمن في الجنة؟

أتدرون من المفلس

  • عندما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات مرة مع أصحابه وسألهم كما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • (أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) رواه مسلم.

شرح ما جاء في الحديث

  • وهنا نجد أن رسول الله صلوات الله عليه ورحمته قام بإبلاغه عن كل شخص مفلس في يوم القيامة وأصحابه قاموا بحديثه عن المفلسين في الحياة الدنيا.
  • حيث قاموا بحديثه عن الإفلاس الذي يطلق عليه اسم المؤقت وهو حدثهم صلاة الله عليه عن الإفلاس المستمر إلى النهاية وجاوبهم عن سؤال أتدرون من المفلس.
  • فقد حدث أصحاب النبي عن الإفلاس الذي قد يعقبه الحصول على الغنى ومن الممكن أن يستغني صاحبه بعد ذلك عن ذلك الغنى، وهو أخبرهم عن الإفلاس الذي لا يأتي بعده أي ثراء أبدًا.
  • قاموا بالحديث معه عن الإفلاس الذي يمكن أن يقوم بالإضرار عن دين صاحبه وقام بالحديث معهم عن الإفلاس الذي يمكن أن يضع صاحبه في النار.

كما أنصحك بقراءة: سيدة نساء أهل الجنة من هي؟ ومولدها ولقبها وأبنائها ووفاتها

كيف يكون طالب النجاة أولى؟

  • إذا كان الهدف من حياة الإنسان أن يقوم بجمع الكثير من المال لكي يستطيع من خلاله العيش بطريقة يملؤها السعادة والرفاهية وتجعله في غنى عن الاحتياج لأي شخص بالحياة، فنجد أن الشخص الذي يقوم بطلب النجاة في يوم القيامة المجيد أحق بأن يقوم بجمع ثروة كبيرة ولكن من الحسنات يحصل من خلالها على السعادة الأبدية بالآخرة (في مقعد صدق عن مليك مقتدر).
  • وإذا كان الإنسان في الحياة الدنيا يعمل على تكريس جهده لكي يعمل على الحفاظ على ماله ويقي نفسه من أن يتعرض للإفلاس في يوم من الأيام.
  • فإن الشخص الذي يعمل على طلب النجاة من الأولى أن يقوم بحماية الحسنات الخاصة به من أن تتعرض للضياع عن العرض يوم القيامة وإلا سوف يكون أول المفلسين في ذلك اليوم.

ما هو يوم العدل المطلق؟

  • جميعنا نعرف بشكل جيد أن تلك الحياة التي نحياها هي دار نقوم بها بالسعي والعمل وفي النهاية مقرنا ومرجعنا إلى الآخرة لكي نحصل على الحساب والجزاء.
  • ونعرف كذلك أن يوم القيامة المجيد هو اليوم الذي يطلق عليه يوم العدل المطلق حيث ترد فيه الحقوق لأصحابها وتسترد كذلك كل المظالم (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا وما عملت من سوء) آل عمران.
  • وقال الله تعالى أيضًا (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئًا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) سورة الأنبياء.
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) رواه مسلم.
  • روى أحمد والطبراني بسند صحيح عن أبي ذر قال (رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتين تنتطحان، فقال: يا أبا ذر أتدري فيما تنتطحان؟ قلت: لا، قال: ولكن ربك يدري، وسيقضي بينهما يوم القيامة).
  • وفي المسند عن أي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقتص الخلق بعضهم من بعض، حتى الجماء من القرناء، وحتى الذرة من الذرة).
  • وقال الله سبحانه وتعالى (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب).

ماذا يحدث في يوم القيامة المجيد؟

  • أتدرون من المفلس، في يوم القيامة العصيب يقوم الرسول صلى الله عليه وسلم بلفت أنظارنا إلى الأنواع الكثيرة والمختلفة من الأشخاص.
  • نوع منهم كانت عندهم الكثير من الأعمال الصالحة على سبيل المثال (الصلاة والصيام والزكاة والكثير من الأعمال الأخرى).
  • أشخاص علموا على مكابدة الحر الخاص بالنهار من أجل تأدية فرض الله وهو الصيام وعملوا على قهر أنفهم في الحب التابع إلى الأموال فقاموا بإنفاقه في سبيل الله عز وجل.
  • فعملوا على مراعاة اليتامى وعمل كل ما هو صالح والمفارقة التامة لجميع ملذات الحياة من أجل الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى وقاموا بتلك الأعمال جميعها بصدق نابع من قلوبهم النقية.
  • فقام الله بمنحهم الثواب ورأوا ذلك بأعينهم والجبال الخاصة بالحسنات ورودهم حينها الظن على أنهم هموا بالنجاة وهنا لم يبق أي شيء إلا الإذن من قبل الله عز وجل في الدخول إلى الجنة.
  • ولكن نجد أنه هناك مفاجأة قد وردت استنادًا إلى حديث ابن مسعود عن النبي المحمود صلى الله عليه وسلم (ترفع للرجل صحيفة يوم القيامة، حتى يرى أنه ناج، فما تزال مظالم بني آدم تتبعه حتى ما تبقى له حسنة، ويزداد عليه من سيئاتهم).

تفسير الحديث الشريف

  • أنهم أشخاص قد قام بظلمهم في الحياة الدنيا أشخاص من بني آدم ولم يذكر أنهم من المسلمين أو الأشخاص الصالحين ولكن وجدنا أن الحديث يحتوي على مظالم من بني آدم حتى إذا كانوا من الكافرين.
  • فإذا بهؤلاء الأشخاص يقومون بالمطالبة بالرد تلك المظالم التي قد قاموا بالتعرض لها فنجد أن رجلًا يهم بالقول يا رب قم بإنصافه من ذلك الشخص فقد قام بشتمي وهكذا.
  • ويقول شخص آخر اللهم رد الظلم الذي لحق بي فهو قد اغتابني وشخص آخر يقول: يا رب هذا الشخص قام بالاستيلاء على مالي دون أن يكون لديه وجه من أوجه الحق.
  • حيث نجد شخصًا يقوم بالمناداة ويقول بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب.
  • (أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة.
  • قال: قلنا: كيف هذا وإنما نأتي غرلًا بهما؟ قال: بالحسنات والسيئات) رواه وحسنه الألباني والمنذري والهيثمي والذهبي.

هل تعلم: الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة وأفضل دعاء للميت قبل الدفن وما أهمية الدعاء للميت؟

أسباب الإفلاس

أتدرون من المفلس، إذا قمنا بالتأمل في الأسباب الخاصة بالإفلاس التي قام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بذكرها لوجدنا أنها دائرة مغلقة، هذا وإن تنوعت الصور الخاصة بكل ذلك وتتمثل في شيء واحد وهو الاعتداء على الحقوق الخاصة بالعباد بشتى الطرق، فيعمل على أن يستخف بتلك الاعتداءات والتجرأ على عمل الأشياء التالية:

  • أن يغفل الشخص عن حساب الآخرة.
  • الإهمال لأن يقوم بمحاسبة نفسه كل يوم على أفعاله في الحياة الدنيا.
  • أن يقوم بالتعويل على أن يعفو ويقدر.

اقرأ من هنا: أبواب الجنة الثمانية واسمائها ونعيمها وصفات أهل الجنة وما هي الجنة؟

كيفية النجاة من الإفلاس

حتى يستطيع الإنسان أن يسلم من المغبة الخاصة بالإفلاس في يوم القيامة فيجب عليه أن يتبع بعض الأمور:

1- أن يكون يقظًا تجاه حقوق الآخرين

  • أن يتمتع بالرهف تجاه تلك الحقوق حيث نجد أن محمد بن واسع قام بالكتابة إلى رجل يعد من إخوانه ما يلي (أما بعد فإن استطعت أن تبيت حين تبيت وأنت نقي الكف من الدم الحرام، خميص البطن من الطعام الحرام، خميص البطن من الطعام الحرام، خفيف الظهر من المال الحرام فافعل فإن فعلت فلا سبيل عليك).
  • حيث قال الله سبحانه وتعالى (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق) سورة الشورى الآية رقم 42.

2- دوام استحضار حساب يوم القيامة

  • إذا داوم الشخص على القيام بذلك فإنه بإذن الله وحده سبحانه وتعالى يعصم من الظلم الخاص بالناس أو أن يتعرض للإفلاس.
  • حيث أنه في يوم ما قام رجل بالحديث مع الخليفة الراشد عمر بين عبد العزيز حتى أشعره بالغضب فقام عمر بهم نفسه عن ذلك الرجل وعمل على الإمساك بنفسه عن ذلك الرجل.
  • ثم توجه لرجل وقال له: أردت أن يستفزني الشيطان بعزة السلطان، فأنال منك ما تناله مني غدا؟ قم عافاك الله.

3- دوام محاسبة النفس

  • فالشخص الذي يعمل باستمرار على أن يحاسب نفسه فتجده دائمًا يعرف أخطائه وقام بالسعي في إصلاحها قبل أن يأتي يوم القيامة.
  • فوجدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه فإذا به ينظر فيجد أن الغلام الخاص به يقوم بتقديم العلف إلى الناقة ومن ثم وجد في العلف الخاص بها شيء.
  • فعمل على أن يأخذه فقام بعرضها ثم شعر بعد ذلك بالندم الشديد فتوجه إلى ذلك الغلام بالقول فقال له: قم فاقتص مني! ورفض الغلام فلم بقوم إلا أن يزل عبه حتى هم وقام بالأخذ بأذنه.
  • ثم قال له: اعرك اعرك ثم قال شد شد حتى تيقن عثمان أنه قام بالبلوغ منه ثم قال: واهًا قصاص الدنيا قبل القصاص الخاص بالآخرة.

4- عدم التعويل على العفو

  • يجب أن تدرك أنك إذا عولت على أن تعفو فإن الديوان الخاص بكل مظلمة بين العبد وأي عبد آخر يعمل الله يوم القيامة سبحانه وتعالى على أن يقوم باستيفاء كاملًا.
  • فإذا قمت بالعول على العفو التابع إلى العباد فإن ذلك نراه في الحياة الدنيا بشكل يتسم الشح والندرة في تلك الأيم التي نحياها.
  • فكيف ذلك في يوم القيامة يوم (يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعًا ثم ينجيه) سورة المعارج.

5- تذكر قدرة الله عليك

  • قام عمر بن عبد العزيز بالكتابة إلى بعض العمال التابعين إليه فقال (أما بعد، فإذا هممت بظلم أحد فاذكر قدرة الله عليك.
  • واعلم أنك لا تأتي إلى الناس شيئًا إلا كان زائلًا عنهم باقيًا عليك، واعلم أن الله عز وجل آخذ للمظلومين من الظالمين والسلام.

6- التحلل من المظالم في الدنيا

  • فمن الخير أن تتجرد من الظالم التي قمت بفعلها في الحياة الدنيا خير من أن يقوم الله سبحانه وتعالى باختصاصها منك في الآخرة.
  • حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له عمل أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه) صحيح الجامع- أصله في البخاري.

في نهاية المقال تداولنا قضية هامة تمس ديننا الإسلامي ألا وهي الإجابة عن سؤال أتدرون من المفلس، وتوصلنا إلى نتيجة هامة ألا وهي أن المفلس ليس مفلس الدنيا ولكن المفلس هو من أفلس في يوم القيامة وتجرد من حسناته.

قد يعجبك أيضًا