كم تكبيرة في صلاة عيد الفطر؟

كم تكبيرة في صلاة عيد الفطر؟ وكيف أختلف الفقهاء على عددها؟ هذا هو ما يجب الإجابة عليه، لا سيما أن عيد الفطر قد أوشك على المجيء، والمراد بلفظ التكبير لغةً هو “التعظيم”، والمقصود به في تكبيرات عيد الفطر هو تعظيم الله -سبحانه وتعالى- وذلك من خلال قول كلمتي “الله أكبر” كدلالة على وحدانية الله بالألوهية؛ لذا في موضوعنا هذا ومن خلال موقع زيادة سنجيب عن سؤال كم تكبيرة في صلاة عيد الفطر؟ كما سنشير إلى أهم الآراء في ذلك.

كم تكبيرة في صلاة عيد الفطر؟

إن عيد الفطر من الأعياد التي ينتظرها كل المسلمين حول العالم بعد إتمام فرضية صيام شهر رمضان المبارك وشهر كامل من طاعة الله بعبادات مختلفة؛ لذلك يأتي عيد الفطر وهو بمثابة هدية من الله -تبارك وتعالى- لعباده؛ لتعم الفرحة في الأجواء، وفي ذلك يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: “يقولُ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ-: الصَّوْمُ لي وأنا أجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وأَكْلَهُ وشُرْبَهُ مِن أجْلِي، والصَّوْمُ جُنَّةٌ، ولِلصَّائِمِ فَرْحَتانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ”.

من ثم فإن هناك آراء متنوعة حول عدد تكبيرات عيد الفطر المبارك، حيث يوجد ثلاثة أقوال فقهية في ذلك، وفيما يلي سوف نقوم بعرضها جميعًا.

القول الأول في عدد تكبيرات عيد الفطر

يرى بعض الفقهاء في كم تكبيرة في صلاة عيد الفطر؟ أنه يكبر ثلاث تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام وثلاث تكبيرات أخرى في الثانية بعد قراءة القرآن الكريم والركوع، وهذا القول ما يتفق عليه أتباع المذهب الحنفية، واستدل أصحاب هذا الرأي الأول على رأيهم بما روي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- وأرضاه: “أنه كبر أربعًا ثم قرأ ثم كبر فركع، ثم يقوم في الثانية ثم يُكبر أربعًا”.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: متى تبدأ تكبيرات عيد الفطر ومتى تنتهي؟

القول الثاني في عدد تكبيرات عيد الفطر

يرى بعض الفقهاء في كم تكبيرة في صلاة عيد الفطر؟ أنه يكبر سبع تكبيرات مع تكبيرة الإحرام وستة مع تكبيرة القيام للركعة الأولى أي قبل قراءة القرآن، وهذا القول ما يرجع للإمام مالك وأتباعه، واستدل أصحاب هذا الرأي بما روي عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنه شهد الضحى والفطر مع أبي هريرة -رضي الله عنه- فكبر في الركعة الأولي سبع تكبيرات قبل القراءة.

أما في الركعة الثانية فكبر ست تكبيرات قبل القراءة، واستدلوا كذلك بما روي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكبر في صلاة الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الأخيرة خمس تكبيرات سوى تكبيرة الركوع.

القول الثالث في عدد تكبيرات عيد الفطر

يرى بعض الفقهاء في كم تكبيرة في صلاة عيد الفطر؟ أنه يكبر سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام وخمس تكبيرات قبل تكبيرة القيام، وهذا الرأي للشافعية وأتباع المذهب الشافعي وقد اختاره ابن عبد البر وابن حزم، وقد استدلوا على رأيهم بما روي عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنه شهد الضحى والفطر مع أبي هريرة -رضي الله عنه- فكبر في الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الثانية ست تكبيرات قبل القراءة.

رأي دار الإفتاء المصرية في عدد تكبيرات عيد الفطر

أوضحت دار الإفتاء المصرية في إجابتها عن سؤال كم تكبيرة في صلاة عيد الفطر؟ أن الأكمل في صلاة عيد الفطر أن يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام وتكبيرة الركوع، وفي الركعة الأخيرة خمس تكبيرات سوى تكبيرة القيام والركوع، والتكبيرات قبل القراءة.

كما استدلت دار الإفتاء في رأيها بما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كبر في العيدين يوم الفطر ويوم الأضحى سبعًا وخمسًا، في الأولى سبعًا وفي الآخرة خمسًا، سوى تكبيرة الصلاة، وأيضًا بما روى كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده: “أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وآله وسلم- كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ فِي الأُولَى سَبْعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ”.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيفية صلاة عيد الفطر في المنزل وصفة صلاة الفطر

سنن صلاة عيد الفطر

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صلاة عيد الفطر لها خمس سنن مستحبة ألا وهي ما يلي:

السُّنَّةُ الأولى لصلاة العيد

من سنتها أن تصلى جماعة وهو الأمر الذي نقله الخلف عن السلف، فإن حضر وقد سبقه الإمام بالتكبير أو ببعضه فلا يقض؛ لأنه ذكر سنة فائتة كأن ينسى دعاء الاستفتاح مثلًا.

السُّنَّةُ الثانية لصلاة العيد

أما السنة الثانية فهي أن يرفع المصلي يديه إلى أعلى مع كل تكبيرة، لما روي عن عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- أنه كان يرفع يديه مع كل تكبيرة في العيدين.

السُّنَّةُ الثالثة لصلاة العيد

أما بالنسبة للسنة الثالثة لصلاة العيد، فمن المستحب أن يقف الإمام بين كل تكبيرتين بقدر آية يذكر الله -عز وجل-؛ وذلك لما روي أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج إليهم الوليد بن عقبة فقال لهم: “إِنَّ هَذَا الْعِيدَ قَدْ دَنَا فَكَيْفَ التَّكْبِيرُ فِيهِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: تَبْدَأُ فَتُكَبِّرُ تَكْبِيرَةً تَفْتَتِحُ بِهَا الصَّلاةَ وَتَحْمَدُ رَبَّكَ وَتُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَدْعُو وَتُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ… الحديث، وفي رواية أخرى: فقال الأشعري وحذيفة -رضي الله عنهما-: «صَدَقَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ»”.

أشارت دار الإفتاء المصرية إلى ما قاله الإمام النووي -رحمه الله-: “قال الإمام الشافعي وأصحابنا أنه من المستحب أن يقف بين كل تكبيرتين من الزوائد قدر قراءة آية قرآنية ليست بالقصيرة ولا بالطويلة، يهلل ويكبر ويحمد ويمجد الله -سبحانه وتعالى-، وقال جمهور الأصحاب يقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولو زاد عليه جاز ذلك”.

السُّنَّةُ الرابعة لصلاة العيد

أما السنة الرابعة فهي أن يقرأ سورة الفاتحة بعد سورة الأعلى في الركعة الأولى، وسورة الغاشية أو سورة ق في الأولى واقتربت في الثانية، كما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يفعل، إلى جانب ذلك فإن السنة أن يجهر بقراءة القرآن.

 السُّنَّةُ الخماسة لصلاة العيد

أخيرًا السنة الخامسة وهي ما إن يفرغ الإمام من صلاته فيخطب على المنبر خطبتين يفصلهما جلسة، ومن المستحب عند بعض الفقهاء أن يستفتح الخطبة الأولى بتسع تكبيرات والثانية بسبعة وأن يذكر الله -عز وجل- فيهما ويقرأ القرآن وينصح الناس بتقوى الله وطاعته وقراءة القرآن وإخراج صدقة الفطر، ومن المستحب للناس أن يستمعون للخطبة قبل أن يذهبوا للاحتفال بالعيد.

استشهدت على ذلك بما روي عن أبي مسعود -رضي الله عنه- أنه قال يوم العيد: “أول ما يبدأ به أو يقضى في عهدنا هذه الصلاة، ثم الخطبة ثم لا يبرح أحد حتى يخطب”، فإذا دخل رجل والإمام كان يخطب فإذا كان فالمصلى لا المسجد وهو المخصص لصلاة العيد فقط، استمع إلى الخطبة ولا يشتغل بصلاة العيد.

ذلك لأن الخطبة من سنن العيد ويخشى فواتها على عكس الصلاة؛ لذلك فالإنشغال بالخطبة أولى، أما إذا كانت صلاة العيد في المسجد فلا بد له أن يصلي تحية المسجد ولا يصلى العيد؛ لأن الأمام لم ينته من سنة العيد فلا ينشغل بالقضاء، أما الوجه الآخر أن يصلي العيد وهو أولى وأهم من تحية المسجد.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: موعد صلاة عيد الفطر المبارك 2024

سنن الذهاب لصلاة العيد

هناك بعض السنن المتعلقة بالاستعداد لصلاة العيد، والتي على المسلم أن يحرص على أن يقوم بها وهي ما سنشير إليه عبر النقاط المقبلة.

  • من المستحب أن يرتدي المسلم أفضل الملابس عنده مع التزين عند الخروج، وهذا لا يعنى ارتداء كل ما هو جديد، ولا التزين المبالغ فيه لا سيما للنساء، لكن يجب الحرص على النظافة وتنسيق الملابس؛ احتفالًا بمنة الله علينا.
  • يستحب الذهاب إلى صلاة العيد مشيًا إذا أمكن؛ ذلك لما له من أجر وثواب كبير عند الله.
  • يستحب كذلك أن تخالف الطريق، أي أن تحاول العودة إلى المنزل من طريق مختلف عن الذي سلكته وأنت ذاهب إلى صلاة العيد.

فضل صلاة العيد

إن فضل صلاة العيد في الإسلام كبير جدًا، سواء كان عيد الفطر المبارك أو عيد الأضحى؛ لأن صلاة العيد من الصلوات التي يجتمع فيها غالبية المسلمين ليكبروا الله ويشكروه على ما هداهم بعد إتمام بعض الفرائض والطاعات التى فرضها عليهم، مثل عيد الفطر بعد انتهاء صوم شهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى بعد انتهاء فرضية الحج في عرفة.

من فضائل صلاة عيد الفطر ما يلي:

  • أنها تطهر نفس المسلم وتشعره بالطمأنينة والبهجة والسعادة يوم العيد، بعد أن أتم فرائض الله في شهر رمضان المبارك.
  • أن لها ثواب كبير عند الله؛ لذلك كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحث المسليمن عليها، سواء كانوا رجال أم نساء، كبار أم أطفال.
  • إن صلاة عيد الفطر تعد شكر لنعمة الله علينا بالإسلام والإيمان، وشكر على توفيق عباده المؤمنين لإتمام فريضة الله -عز وجل- على خير.

حكم صلاة العيد

قد أختلف الفقهاء والعلماء من المذاهب المختلفة على حكم صلاة العيد، فعلى سبيل المثال، فإن مذهب الحنفية وفقهاءه يأكدون على أن صلاة العيد واجبة على المسلمين بصلاتها وحضورها، أما مذهب الحنابلة وأتباعه فيقولون بأنها فرض كفاية أي أنه إذا حضر مجموعة من المسليمن صلاة العبد وقاموا بها فإنها بذلك تسقط عن باقي الناس، أما المالكية والشافعية فقالوا بأن صلاة العيد سنة مؤكدة ولها أجر السنة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر

بعد أن عرفنا كم تكبيرة في صلاة عيد الفطر؟ نود أن ننصح المسلمين في كل مكان بأن يحرصوا على الذهاب إلى صلاة العيد قدر المستطاع لما تغرسه من بهجة وسعادة في نفس المسلم؛ ولأنها تعتبر شكر وامتنان لله -تعالى- على عفوه وفضله بعد إتمام الفرائض والعبادات التي كلفنا بها قبل العيد، وينبغي كذلك على كل مسلم أن ينسى منغصات الحياة في ذلك اليوم فهي تدخل البهجة والسرور على النفوس.

قد يعجبك أيضًا