هل يجب الوضوء بعد الاستحمام

هل يجب الوضوء بعد الاستحمام؟ وما رأي أهل العلم؟ تعددت الأقاويل بين الناس في هذا الموضوع من أجل معرفة هل يلزم الوضوء بعد الاغتسال أم لا.

لذلك نحن اليوم من خلال موقع زيادة سوف نتحدث باستفاضة حول هذا الموضوع لنعرف سويًا هل يجب الوضوء بعد الاستحمام أم لا، وذلك بجميع الأجوبة المتاحة والمثبتة بالأحاديث النبوية الشريفة.

هل يجب الوضوء بعد الاستحمام

يوجد بعض الحالات التي لا يجب فيها الوضوء بعد الاغتسال، مثل غسل الجنابة وأن تكون النية حاضرة على الطهارة والوضوء أثناء الاستحمام، لكن في حالة الاستحمام بغرض النظافة فهذا لا يغنى عن الوضوء نهائيًا، فأهم شيء هو حضور النية الخالصة.

اقرأ أيضًا: هل يجب غسل الشعر بعد العادة

أنواع الغسل

يوجد أنواع كثيرة للغسل، ولابد من معرفة هذه الأنواع لأن الغسل والتطهر هي صفة من صفات الإسلام، وكما عرفنا هل يجب الوضوء بعد الاستحمام أم لا.. يجب علينا معرفة أنواع الغسل، حيث إن منها ما يلي:

  • غسل الجمعة، وقيل بوجوبه، والأفضل المحافظة عليه.
  • الغسل للإحرام بالعمرة أو الحج.
  • غسل العيدين.
  • غسل من غسل ميتًا وغير ذلك.

كما أنه يوجد غسل الجنابة، الذي عندما نسأل هل يجب الوضوء بعد الاستحمام فتكون عادةً الإجابة أنه يمكن بعد غسل الجنابة.

الغسل من الجنابة

الغسل من الجنابة فرض على كل مسلم، وهو الغسل الذي لا يلزم الوضوء بعده، وله طريقة خاصة في الغسل، وهى سنة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:

كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعْرِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ.” صحيح النسائي

بعد أن عرفنا هل يجب الوضوء بعد الاستحمام أم لا، تعرفنا على بعض طرق الغسل، علينا أن نشرح كيفية غسل الجنابة على السنة الإسلامية بأدق التفاصيل.

اقرأ أيضًا: حكم الوضوء بماء البحر

شرح كيفية غسل الجنابة

هو الغسل بالطريقة السنية على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي كالآتي:

  • النيّة: وذلك أن ينوي المسلم الطّهارة من الحدث.
  • التّسمية: وهي أن يقول المسلم “بسم الله الرّحمن الرّحيم”.
  • غسل الكفيّن ثلاث مرّات؛ والسّبب في ذلك أنّ الكفيّن هما أداة غرف الماء.
  • غسل الفرج باليد اليسرى؛ وذلك لأنّ الفرج هو موضع الجنابة، فبغسله يتخلّص المسلم من الأذى والأوساخ العالقة به.
  • تنظيف اليد اليسرى ثمّ تدليكها بشدّة؛ وذلك للقيام بالتّخلص ممّا علق بها من أوساخٍ خلال غسل الفرج، وتطهيرها بالماء والصّابون، فهو يقوم مقام التّراب.
  • الوضوء: يكون الوضوء هنا مثل الوضوء للصّلاة وضوءًا كاملاُ لا نقص فيه، ولا يلزم إعادة الوضوء بعد الانتهاء من الاغتسال من الجنابة من أجل أداء الصّلاة، فالقيام بذلك أثناء الاغتسال يجزئ ويكفي، ولا داعي لإعادته، أمّا إذا تمّ مسّ الفرج أو الذّكر فإنّه يجب إعادة الوضوء؛ وذلك بسبب وقوع الحدث الطّارئ.
  • غسل القدمين: هناك اختلافٌ في وقت غسل القدمين، بحيث هل يكون مع الوضوء؟ أم يتمّ تأخيره إلى ما بعد الاغتسال؟ والظاهر في الأحاديث المروية ورود الكيفيّتين عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكلاهما ثابتتان في سنته الشريفة، واستحب الجمهور تأخير غسلهما بعد الانتهاء من الاغتسال، لكن بما أن كلا الطريقتين وردت في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فلا بأس أن يأتي المسلم بإحداهما تارة، وبالأخرى تارةً أخرى، فيغسل قدميه مع الوضوء، وفي مرات أخرى يؤخر غسلهما إلى نهاية الاغتسال.
  • تعميم الماء في أصول الشّعر من خلال إدخال أصابعه بينهم، والقيام بالتّخليل إن كان الشّعر كثيفًا؛ حتّى يصل الماء إلى منبته.
  • إدارة الماء على الرّأس ثلاث مرّات بعد الانتهاء من تخليل الماء لأصول الشّعر.
  • إفاضة الماء وتعميمها على سائر الجسد مرّةً واحدة، ومن السّنة أن يدلّك بدنه، ويبدأ بالجهة اليمنى ثمّ الجهة اليسرى.

الأعمال المحرم فعلها على الجُنب

كما أن هناك بعض الاعمال المحرمة على الجنب، ومن بعض هذه الأعمال ما يلي:

  • طواف المسلم حول الكعبة المشرّفة، حتّى لو كان ذلك الطّواف تطوّعًا ونفلًا؛ وذلك لأنّ الطّواف يعدّ من الصّلاة.
  • مسّ القرآن الكريم، قال تعالى: «لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ».
  • قراءة القرآن الكريم وتلاوته، وهذا ما قال به جمهور المذاهب الأربعة، أمّا لو كانت النّية ليست القراءة إنّما من أجل الدّعاء، أو الثّناء، أو الذّكر، أو التّعلم، فإنّه يجوز ذلك، ومن الأمثلة على الدّعاء قيام المسلم بتلاوة قوله تعالى عندما يهمّ بالرّكوب: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ»
  • أن يردّد المسلم قوله تعالى: «إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» عندما تحلّ به مصيبة وخاصّةً مصيبة الموت، ومن الأمثلة على الذّكر تلاوة سورة الإخلاص، وآية الكرسي.
  • دخول المسجد والاعتكاف فيه، أمّا المرور به فلا بأس فيه عند الشافعية والحنابلة، ومنعه الحنفية والمالكية إلا بالتيمم، ودليل ذلك قوله تعالى: «وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ».
  • القيام بحمل القرآن الكريم، إلّا إذا دعت ضرورة ملحّة لذلك، ومن هذه الضّرورات: حمله إن كان بالأمتعة، ويكون القصد حمل الأمتعة، أو الخوف عليه من السرقة، أو الخوف من أن يجيء عليه شيءٌ من نجاسةٍ أو نحوها.

اقرأ أيضًا: هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة

الأعمال المستحبّ فعلها للجنب

الأعمال التي يُستحبّ ويُباح للجنب القيام بها، ومن هذه الأعمال ما يأتي:

  • ذكر الله -عز وجل- وتسبيحه، وحمده، والتّوجه إليه بالدّعاء، ففي روايةٍ للسّيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: «كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ» صحيح النسائي
  • غسل الفرج، والوضوء كالوضوء للصّلاة، وذلك إذا أراد المسلم تناول الطّعام، أو الشّراب، أو الذّهاب للنّوم، وهذا قول الجمهور من الشّافعيّة، والحنابلة، وقولٌ عند المالكيّة. أن يستيقظ المسلم في الصّباح صائمًا، وذلك قبل أن يغتسل.
  • إلقاء الخطبة في يوم الجمعة جائز للجنب مع الكراهة عند المالكية، وظاهر مذهب الحنفية، وفي وجه عند الشافعية والحنابلة، وقال بمنعه ابن قدامة ووجه آخر عن الشافعية والحنابلة، لأن الطهارة من الجنابة شرط، فلا تصح الخطبة بدونها.

بعدما عرفنا هل يجب الوضوء بعد الاستحمام وما هو غسل الجنابة هناك أيضًا بعض الغسل الذي يحبه الله مثل: الاغتسال كل سبعة أيام وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “حَقٌّ لِلَّهِ علَى كُلِّ مُسْلِمٍ أنْ يَغْتَسِلَ في كُلِّ سَبْعَةِ أيَّامٍ، يَغْسِلُ رَأْسَهُ وجَسَدَهُ.” صحيح مسلم.

الغسل من الإسلام، لأن الإسلام أولًا وأخيرًا دين طهارة، فلابد من الحفاظ عل الطهارة حتى نتمتع بأجمل صفات الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم.

قد يعجبك أيضًا