هل يجوز للمرأة المتوفى زوجها مشاهدة التلفاز

هل يجوز للمرأة المتوفى زوجها مشاهدة التلفاز؟ وما الأمور التي يجب على المعتدة لوفاة الامتناع عنها في فترة العدة؟ وكم تدوم فترة العدم؟ فكافتها من الأمور التي تهم كل امرأة تراعي حدود الله تعالى، والتي ابتلاها الله بوفاة الزوج، هذا ما سنتناوله في ذلك الموضوع على موقع زيادة.

هل يجوز للمرأة المتوفى زوجها مشاهدة التلفاز

هناك الكثير من الأقوال والأحكام المنسوبة إلى الدين منتشرة بين العامة على أنها من الأحكام الشرعية لكن لا سند صحيح عليها من القرآن أو السنة النبوية الشريفة، من هذه الأمور هو مشاهدة التلفاز، لكن عندما تحدث الفقهاء في ذلك الأمر قالوا إنه لا فرق بين المعتدة من الوفاة (الأرملة في العدة) وأيًا من النساء فالحكم هو ما يُعرض على التلفاز

فإذا كان المعروض على التلفاز محرم مثل المشاهد الخليعة والعلاقات المحرمة بين أجناس مختلفة فهو محرم، إنما إذا كان المعروض على التلفاز من البرامج الثقافية أو الدينية أو الترفيهية الغير محرمة فلا ضير على المرأة المعتدة لوفاة أو غيرها مشاهدته وذلك عملًا بقول الله تعالى في محكم التنزيل: “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ …” (من 31 النور).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12 وحكم صلاتها قبل الفجر بوقت قصير

مدة العدة للأرملة

قد حدد المولى عز وجل مدة العدة بالنسبة للمرأة المتوفى عنها زوجها بأربعة أشهر وعشرة أيام (130 يوم) هذا بالنسبة للمرأة الغير حامل سواء كانت تحيض أم لا (بلغت سن اليأس أم لم يأتها الحيض في عمرها)

ذلك لقوله: “وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” (البقرة 234).

أما بالنسبة للمرأة التي مات عنها زوجها وهي حامل فعدتها تنتهي بمجرد وضع حملها متى كان ذلك،

وهذا لقوله تعالى: “وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا” (الطلاق 4).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل يجوز قراءة نفس السور في كل صلاة؟ وأراء العلماء فيها

الواجب على المعتدة للوفاة

كما ذكرنا أنه واجب على المعتدة لوفاة زوجها عدة أحكام قد حددها الشرع، أهمها الامتناع عن الزواج طوال مدة العدة، كما أنه محرم على الرجال أن يتقدموا لخطبتها -إلا أن يكون مجرد تلميح بالتعريض لا خطبة صريحة-

وذلك لقول الله عز وجل: “وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ” (البقرة 235).

بجانب هذا هناك عدة أحكام أخرى نحو عدم الخروج من بيتها إلا لضرورة الإحداد والامتناع عن الزينة.

ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي روته أمهات المؤمنين السيدة عائشة والسيدة حفصة رضوان الله عليهن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحِلُّ لامرأةٍ تؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ أنْ تحِدَّ على ميِّتٍ فوقَ ثلاثٍ إلَّا على زوجٍ فإنَّها تحِدُّ عليه أربعةَ أشهُرٍ وعشْرًا لا تكتحِلُ ولا تلبَسُ ثوبًا مصبوغًا إلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ ولا تمسُّ طِيبًا إلَّا عندَ أدنى طُهرِها إذا اغتسلت مِن محيضِها نُبذةَ قُسْطٍ وأظفارٍ” (صحيح ابن حبان 4302)

على هذا فإنه لا حرج على المعتدة أن تجلس مع النساء ومع محارمها في بيتها والاعتناء بأولادها أو حتى العمل من منزلها ما إلى ذلك من الأمور المباحة في منزلها.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل يجوز الدعاء وأنا على جنابة؟ وأشهر آراء الفقهاء

إجمال بعد تفصيل

مما سبق في إجابة الفقهاء على سؤال هل يجوز للمرأة المتوفى زوجها مشاهدة التلفاز تلخص إلى:

  • من المباح للمرأة المعتدة من الوفاة أن تشاهد التلفاز.
  • تعتمد إمكانية المرأة لمشاهدة التلفاز على ما تشاهده كما ذكرنا بالأعلى.
  • مدة عدة الأرملة أربعة أشهر وعشرة أيام (130 يوم).
  • تنتهي عدة الحامل بوضع حملها.
  • يجب على المعتدة للوفاة عدم الخروج من منزلها طوال مدة العدة، وعدم التزين إلا للنظافة الشخصية الطبيعية.
قد يعجبك أيضًا