هل يجوز الطلاق للحامل

هل يجوز الطلاق للحامل؟ أم الأمر استثناء بالنسبة لمشروعية الطلاق بشكل عام؟ سنوضح لكم إجابة هذا السؤال عبر موقع زيادة في ضوء أقوال علماء الأزهر الشريف وعلماء وزارة الأوقاف المصرية كما سنعرض الحالات التي لا يقع فيها الطلاق على المرأة، ذلك نظرًا لأهمية موضوع الطلاق وآثاره الجسيمة.

هل يجوز الطلاق للحامل

هل يجوز الطلاق للحامل

الطلاق في اللغة هو التحرير أو إطلاق الصراح وشرعًا هو إخراج الرجل للمرأة من حكمه وعصمته وتحريمها عليه.

جاء الطلاق في آيات القرآن الكريم مرتين في سورة البقرة “وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (سورة البقرة 227)، وأيضًا “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ” (سورة البقرة 229).

كما أن الطلاق حلال حيث شرعه الله في الدين الإسلامي، ونجد في الحديث الذي رواه عبد الله ابن عمر “أبغَضُ الحلالِ إلى اللهِ الطَّلاقُ ما أحلَّ اللهُ شيئًا أبغضَ إليهِ من الطَّلاقِ” الحديث ضعيف ضعَّفه الشيخ الألباني في كتابه غاية المرام وضعَّفه ابن القيم في كتابه تهذيب السنن.

أما عن جواز وقوع طلاق الحامل من زوجها فأجاب الشيخ محمود شلبي على أسئلة أحد مرتادي الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على الفيسبوك بأن الطلاق يجوز على المرأة في فترة الحمل إذا استوفت شروط الطلاق ولا حرج في ذلك لكن تختلف العدة في هذه الحالة.

فتنتهي العدة للزوجة بنهاية فترة الحمل ووضع الزوجة للرضيع فإن ردها زوجها في تلك الفترة تعود إلى عصمته وتحتسب على الزوجين تطليقة من ثلاث.

فإن كانت الثالثة فعلى الزوجة أن تنكح زوجًا غيره بعد عرض القضية على القاضي الشرعي إن أراد أن يردها زوجها الأصلي إلى عصمته امتثالًا لقوله تعالى في سورة البقرة “فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ” (آية 230).

اقرأ أيضًا: هل يقع الطلاق على الحامل

حكم طلاق الحامل حسب قول علماء الأزهر الشريف

الإجابة على سؤال هل يجوز الطلاق للحامل؟ لا يجب أن يأتي من مصدرٍ واحد من أجل البت في هذه القضية التي تمثل مستقبل أسرة قد تكون ما زالت تتكون لذلك فإنا في هذه الفقرة سنعرض من آراء علماء الأزهر الشريف في هذه المسألة.

قول الشيخ محمود السيد سلطان

أجاز الشيخ محمود سلطان تطليق الزوجة الحامل إن كانت شروط الطلاق مستوفية ولا يوجد في الشرع ما يمنع ذلك مستشهدًا بقوله تعالى في الآية الرابعة من سورة الطلاق “وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ”.

قول وكيل الأزهر السابق الشيخ محمود عاشور

قال الشيخ محمود عاشور أن الطلاق يقع على الزوجة الحامل ولا حرج في ذلك من الشرع شريطة أن تكون الزوجة طاهرة أي تخلصت من حيضها ولم يمسها زوجها بذلك تحتسب تلك لكلا الزوجين تطليقة.

قول إجماع علماء الأزهر الشريف

أجمع علماء الأزهر على قول ابن قطَّان “ولا أعلم خلافًا أن طلاق الحامل إذا تبين حملها طلاق سنة” كما أن هذا هو قول معظم العلماء والفارق الوحيد بين المطلقة الحامل والمطلقة العادية هي فترة العدة التي تنتهي عند الحانل بنهاية حملها.

كما أن طلاق الزوج للزوجة بعد معرفته بحملها فهو طلاق واقع فالحمل من المسببات التي قد تجعل الرجل راغبًا في استمرار العيش والحياة استنادًا إلى قول الإمام الكسائي –رحمه الله- “فَإِذَا طَلَّقَهَا مَعَ الْعِلْمِ بِالْحَمْلِ لَا يَنْدَمُ“.

اقرأ أيضًا: هل يجوز رد الزوجة بعد الطلاق

حكم طلاق الحامل عند الشيخ ابن باز

إجابة السؤال هل يجوز الطلاق للحامل لم يهتم به فقط أهل مصر بل اهتم المسلمين من جميع أرجاء العالم العربي لذلك فإنا سنعرض عليكم في هذه الفقرة رأي مفتي الديار السعودية الأسبق الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز –رحمه الله-.

يستند قول الشيخ الجليل على قول رسول الله عليه الصلاة والسلام لعبد الله ابن عمر في الحديث الذي رواه ابن عمر وصححه مسلم وذكره في صحيحه “أَنَّ ابن عمر طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهي حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذلكَ عُمَرُ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا، أَوْ حَامِلًا“.

فطلاق المرأة الحامل طلاق سُني لا بدعي ولا من طلاق أهل الشيعة كما أن الطلاق يقع على المرأة الحامل ما دامت حاملاً، حتى وإن أصابها نزيف فهذا النزيف لا ينقض الطهارة ويقع الطلاق على الحامل حتى إن كانت جُنُب فشرط الطهارة لا يقع إلا على المرأة الغير حامل.

قول الشيخين سيد سابق وعبد العزيز الفوزان في طلاق الحامل

الشيخ سيد سابق –رحمه الله- من علماء الأزهر الشريف الأجلاء صاحب كتاب فقه السُنة ويرى الشيخ سيد سابق –رحمه الله- في هذه المسألة أن الزوج طالما نطق كلمة الطلاق بنفسه لفظة صريحة فإن الطلاق قد وقع والحمل ليس من موانع الطلاق بل هو من الأسباب التي تؤيد الطلاق فإن كانت الطلقة الأولى فهي طلقة رجعية.

فإن ردها فالواجب على الزوجة أن تعود لبيت زوجها، كما يرى الدكتور أن على المعتدة أن تلتزم بيت الزوجية حتى تنقضي عدتها ولا يحل لها أن تخرج منه دون إذن زوجها وإن علمت بأن زوجها قد ردها فعليها أن ترجع له فور علمها بأمر ردها.

أما عن قول الشيخ عبد العزيز الفوزان فهو عالم ديني سعودي معاصر وهو أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي فقد أجاب على السؤال موضح الفرق بين الطلاقين بدعيًا كان أو سنيًا ذاكرًا من شروطه طهارة المرأة أو حملها وهو ما يؤكد وقوع طلاق الحامل.

قول الشيخين مصطفى العدوي وعلي المري في طلاق الحامل

الشيخ مصطفى العدوي هو أحد العلماء المعاصرين وهو عالم ومحدث في الفقه الإسلامي والتفسير والحديث ويقول فضيلته مجيبًا على سؤال هل يجوز الطلاق للحامل؟ في السؤال الذي أجاب عليه عبر برنامجه المذاع على فضائية الندى.

فجاءت الإجابة على أن المتصلة طلقها زوجها وهي حامل قبل أن تلد فكان السؤال لتعيين حالة الحامل إن ولدت فهو محرم عليها وهي طالق منه وإن أراد أن يردها إلى عصمته فعليه أن يتقدم إلى أهلها كخاطب جديد.

فإذا وافق عليه الأهل وافقوا بعقد جديد مع شهود وإن رفضوا فلا يردها على أن يتقدم إليها مرة أخرى إن كان مُصرًا على العودة لها.

أما قول الشيخ علي بن صالح المري وهو مدير مركز الدعوة والإرشاد السعودية في المنطقة الشرقية في المملكة فقد أجاب على سؤال جواز تطليق الحامل في إحدى البرامج التلفيزيونية المذاعة قائلًا أن تكون المرأة حاملاً أو كانت في حالة طهر لا جماع يقع الطلاق صحيحًا مستندًا إلى حديث ابن عمر الذي ورد عن رسول الله.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الطلاق بدون حضور الزوجة

بذلك نكون قد عرضنا عليكم في السطور السابقة هل يجوز الطلاق للحامل وفقًا لأقوال علماء الأزهر الشريف وعلماء وزارة الأوقاف المصرية والعديد من آراء العلماء المعاصرين والأقدمين.

قد يعجبك أيضًا