هل يفرح الميت بالدعاء له

هل يفرح الميت بالدعاء له من أقاربه أو أحباؤه؟ وهل يفرح عندما يزوره أحد؟ وهل يشعر بمن يدعوا له؟ كل هذه الأسئلة تحير فيها علماء الدين وأهل السنة، وخصوصًا أن هناك اعتقادات قديمة وكثيرة في هذا الموضوع.

فسنتعرف من خلال موقع زيادة عن إجابات تلك الأسئلة وأهمها سؤال هل يفرح الميت بالدعاء له، ونوضحها تفصيلًا واستنادا للسنة والدين فقط وليس مجرد اعتقادات.

هل يفرح الميت بالدعاء له

هل يفرح الميت بالدعاء له

أوضح أهل السنة أن المتوفي يعلم من يدعوا له، وذلك لأنه يصل إليه الثواب وينفعه في الدار الأخرى، فهو يشعر بالأنس والفرح الشديد عندما يزوره أحد من أقاربه أو ممن يحبونه كما ورد في إحدى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

فمن المستحب والمرغوب من المسلم فعله هو زيارة القبور، للسلام على أهلها ومؤانستهم، ويقال إن الميت يعرف من يسلم عليه ويرد السلام، وأيضًا الأموات يتقابلون في علم البرزخ ويتواصلون معًا، ويعرف علم البرزخ بأنه العالم الموجود في الفترة من الموت إلى يوم القيامة.

فقد أفتت لنا لجنة الفتوى الموجودة في مجمع البحوث الإسلامية، وهي تجيب عن سؤال هل يفرح الميت بالدعاء له، فوُجد أن المتوفى يفرح كثيرًا بمن يدعوا له، لأن هذا الدعاء يصل إليه وربما ينفعه في وقت حسابه أمام الله سبحانه وتعالى.

كذلك أورد البراز والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة فيقول إني أرفع لك الدرجة فيقول بدعاء ولدك لك.

يقال أيضًا إن الدعاء للميت يكون بقصد إرسال الصدقة والثواب له ومن الأفضل والأقرب أن تكون من ولدة كما قال الحافظ في الفتح.

اقرأ أيضًا: هل يعرف الميت من دعا له

هل يشعر الميت بمن يزوره

قيل في دار الإفتاء من أمين لجنة الفتوى الدكتور محمد شلبي إن الميت يشعر بمن يزوره، وقد استشهد بما رواه بريدة رضي الله عنه حيث قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُهم إذا خرجوا إلى المقابِرِ، فكان قائِلُهم يقول: السَّلامُ عليكم أهْلَ الدِّيارِ من المؤمنينَ والمُسلمينَ، وإنَّا إنْ شاءَ الله لَلاحِقونَ، أسأَلُ الله لنا ولكم العافِيةَ” أخرجه مسلم وأصحابه.

كما وجد دكتور شلبي دليل على إجابة سؤال هل يشعر الميت بمن يزوره، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم قال (ما من رجلٍ يمرُّ بقبرِ رجل ٍكان يعرفُه في الدنيا فيُسلِّمُ عليه إلا عَرَفه وردَّ عليه السلامَ)

كذلك رُوي عن عبدالله بن مسعود: “وقف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أهلِ القليبِ فقال يا أهلَ القليبِ هل وجدتم ما وعد ربُّكم حقًّا فإني وجدت ما وعدَني ربِّي حقًّا قالوا يا رسولَ اللهِ هل يسمعونَ ما تقولُ قال ما أنتم بأسمعَ لما أقولُ منهم ولكنهم اليومَ لا يجيبونَ”

اقرأ أيضًا: هل الميت يشعر بمن يدعو له

الأعمال الصالحة التي ينتفع بها الميت

فبعد أن تعرفنا على إجابه سؤال هل يفرح الميت بالدعاء له وهل يشعر بمن يزوره، فيجب علينا أيضًا تجاه أحبائنا الذين فارقوا الحياة تقديم المساعدة لهم في دار الآخرة…

هذا بإرسال لهم أعمال ينتفعون بها، ونقوم بأعمال يمكن أن تقدم لهم بعد موتهم الكثير، فلا ينتفع الميت بأعمال البر التي تصدر عن غيره إلا إذا وهبه ثوابها، ومن هذه الأعمال ما يأتي:

  • أن ندعو ونستغفر له وهذا أجمع عليه العلماء، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحشر آية 10: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ.)
  • لا بد من إخراج الصدقة عن الميت لتنفعه وتصل إليه ثوابها، وذلك بإجماع العلماء جميعًا وأهل السنة، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلًا قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: “إنَّ أبي ماتَ، وترَكَ مالًا، ولم يوصِ، فَهَل يُكَفَّرُ عنهُ إن تصدَّقتُ عنهُ؟ فقالَ: نعَم.”
  • قد روى الإمام مسلم أيضًا عن عائشة رضي الله عنها (رجُلًا قال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أُمِّي افتُلِتَتْ نفْسُها (أي: ماتت فجأةً)، وأَظُنُّها لو تكَلَّمَتْ تصَدَّقَتْ، أفأتَصدَّقُ عنها؟ قال: نعَمْ، تصَدَّقْ عنها. وفي روايةٍ: فهلْ لها أجْرٌ إنْ تصَدَّقْتُ عنها؟)
  • الصوم أيضًا عن الميت ينفعه ويصل إيه ثوابه وأجره، فقد روي عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال (جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ إنَّ أمي ماتتْ وعليها صومُ شهرٍ أفأَقضيه عنها؟ قال: نعمْ فدَينُ اللهِ أحَقُّ أن يُقضى)
  • كذلك الحج بدلًا من الميت يصل ثوابه إليه وكأنما حج تمامًا، وهذا تبعًا لما رواه البخاري عن ابن عباس: “جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِن خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ علَى عِبَادِهِ في الحَجِّ أدْرَكَتْ أبِي شيخًا كَبِيرًا لا يَسْتَطِيعُ أنْ يَسْتَوِيَ علَى الرَّاحِلَةِ فَهلْ يَقْضِي عنْه أنْ أحُجَّ عنْه؟ قالَ: نَعَمْ.”

اقرأ أيضًا: كيفية الصلاة على الميت 

فقد أجبنا على سؤال هل يفرح الميت بالدعاء له، وهل هو يشعر بمن يزوره في القبور، والأعمال التي يمكن أن تصل له، وهذه الإجابات ليست لمجرد المعرفة ولكنها للعمل بها، فالميت يحتاج منا الزيارة دومًا والدعاء وكذلك أعمال صالحة نهدي له ثوابها.

قد يعجبك أيضًا