حكم تربية الكلاب في المنزل

حكم تربية الكلاب في المنزل و مخالطته للإنسان نقدمه لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أنه كلما سرنا في هذا الكون نجد مخلوقات الله تعالى تحيا معنا منها ما نأتي به ومنها ما نخافه، والكلب من الحيوانات التي تحمل الصفتين فيها من المؤانسة ما يألفه بعض البشر وفيها ما يخوف أخرين؛ وقد اختلف الناس على محبة الكلاب ومنهم من يقتنيها لميزة الوفاء فيها والمؤانسة والإسلام لم يدع لنا مجال للتفكير فلكل شيء نمر به حكمة والاقتناء الكلاب أحكام.

أسباب اقتناء الكلب:

من الدارج أن يكون هناك أشخاص محبين لتربية الكلاب ويجدون لديهم مالا يجدونه من البشر، لكنهم إما لا يعرفون الحكم الشرعي في هذا الأمر أو يعلمون ولكن لديهم أسباب يرونها كافية لاقتنائه رغم ما يعلمون، وأخرين يعلمون لكنهم مضطرون لاقتنائها فهناك:

  • محبي الكلاب طمعًا في الوجاهة الاجتماعية والتباهي بأن لديه حيوان غالي الثمن في البيت دون اهتمام بأي مدركات أخرى.
  • وهناك من يقتنون الكلاب لأنهم وحيدون ويأنسون بهم وهذا فيه قولان إذ يجب اللجوء لأهل الذكر لمعرفة جواز ذلك؟
  • مقتني الكلاب لأهداف الصيد أو الحراسة وهذا من الجائز.

المسموح له أن يقتني الكلب ولا تثريب عليه:

إن الكلب من مخلوقات الله التي لا يحرم وجوده في الأرض لكن له أحكام عند الاقتناء؛ لذا هناك ثلاثة مواطن مسموح فيها باقتناء الكلام في الشرع وهي:

  • عند الصيد إذ أن الكلب من الحيوانات الذكية التي يسهل تدريبها على الإمساك بالفريسة وجلبها للصياد وهذا أمر مباح.
  • عند الخوف يمكن أن يأنس الإنسان بحراسة الكلب على ألا يدخل البيت إلا لضرورة، فقط تكون الحراسة بعيدة عن مسكن الإنسان بل خارجه.
  • للحماية والتخويف وهنا يجب أن ندرك أن التخويف للذئاب وحماية من سرقة الممتلكات من حيوانات داجنة وماشية أو زروع.

حكم تربية الكلاب في المنزل و مخالطته للإنسان

إن الأصل في تعريف الإسلام هو الاستسلام لأحكام الله والبعد عن نواهيه دون مناقشة السبب، إلا أن لكل حكم في ديننا الكريم حكمة من ورائه منا ما هو ظاهر لنا ومنها ما يتم استخدام القياس لفهمه ومنها ما يتم الاجتهاد في دراسته وصولًا لما وراء الحكم، إلا أن الله تعالى حرم الخنزير وفد أثبتت الدراسات أنه لحم ممرض للإنسان ونجس فلابد وأن التحريم الواصل لنا للكلب له حكمة ومنها:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال: “إذا ولغ الكلبُ في إناءِ أحدِكم، فليغسلْه سبعًا”، ولِمسلم: “أولاهنَّ بالتُّراب”، وفي لفظ له: “وعفِّروه الثامنةَ بالتراب”، وفي لفظ لمسلم: “فليرقه”، والكلب من الحيوانات التي تتعامل باللعق والتعلق بأي شيء تحبه لابد وأن يصل فمها إليه ومن هنا تحريم قطعي عن سيد الأمة بأن ولوغ الكلب في الإناء يتطلب الغسل؛ لذا لعاب الكلب نجس.
  • شعر الكلب وسائر بدنه من الأمور المختلف على جواز مسها وفي اختلاف العلماء رحمة بالبشر و سنعرج على الأراء تفصيلًا.

ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل من خلال: ما حكم تربية الكلاب وما هي شروط تربية الكلاب ؟

هل هناك بديل عن التراب في إزالة نجاسة اللعاب:

  • من المعلوم أن الأن هناك منظفات شديدة القوة ومركبات كيميائية لا قبل لنا بها ومن القوة بمكان أن تزيل أفظع النجاسات، لكننا قلنا سابقًا أن الاستسلام لأوامر الله على لسان نبيه لا ينتفي والبحث عن حكمة الأمر.
  • فقد ثبت بالدليل العلمي أن هناك مواد في تكوين التراب تقتل أي بكتيريا أو أمراض تسببها نجاسة لعاب الكلب وهي  مواد استخلصها الإنسان لاستخدامها في إجراءات الوقاية من الجراثيم وهي مادة تتراكسلين ومادة التتاراليت.

لماذا اختلف العلماء؟

إن أصل الحكم الشرعي لأي ظاهرة أو مشكلة فقهية في الإسلام بالتحريم القطعي تكون إما :

  • بنص قرأني ثابت أو اتفاق وإجماع العلماء.
  • لكن في مسألة الكلب الحكم على طهارته أمر مختلف عليه بين الأئمة الأربعة والمفتين والعلماء إذ أن هناك أراء مختلفة وهي:

حكم تربية الكلاب في المنزل و مخالطته للإنسان

رأي الإمام ابن تيمية:

وقد استرشد ابن تيمية في إباحته لجسم الكلب وتحريم لعابه أن الأصل في كل شيء الطهارة وذكر قوله تعالى [وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُّرِرْتُم إِلَيْهِ} [الأنعام: 119، وركن إلى أحاديث النبي حول الولوغ وأن اللعاب هو فقط النجس وأمرنا بتطهيره؛ لذا فمن الممكن اقتناء الكلب للأسباب الشرعية لذلك مع الاحتراس من لمس لعابه والتطهير بعد لمسه.

ونرشح لك أيضًا المزيد من خلال: سبب تحريم تربية الكلاب 3 أقوال عن نجاسته و3 أقوال في حكم بيعه

رأي الإمام ابن حنبل:

وهنا يرى الإمام أن الكلب طاهر إلى سوائله من عرق ولعاب وبول وهذا أمر صعب التحكم في تمامه؛ لذا فعلى من يأخذ بهذا الحكم أن يعلم ذلك وأن التحكم في بقاء تلك الإفرازات بعيدة عنه أمر صعب بل مستحيل خاصة وأن الكلب يتعامل مع أصحابه باللمس المباشر.

رأي الإمام مالك:

والذي يرى بأن الكلب ليس من نواقض الوضوء، فهو طاهر لمسه وقربه إلى أنه أشار لسوائله التي يجب الحرص منها.

رأي الشافعي:

إن الشافعي له أمر مختلف فهو يعتقد بطهارة الكلب عند الوضوء واللمس وأن لمس إفرازاته دون لعابه يستوجب رفع النجاسة لا الطهارة، مشيرًا إلى وجوب الأخذ بحديث الولوغ.

اتفاق العلماء

  • اتفق علماء الأمة كلهم أو جلهم على أن هناك أسباب من محددات اقتناء الكلب في المنزل وأن التمسك بالحكم الوارد في ذلك أمر مهم وملزم، غير أن اختلافهم الجلي كان حول إفرازات الكلب من عرق ولعاب وقيء وبول.
  • لذا فلابد هنا من الاخذ بالأحوط فلا ضير من عدم تربية الكلاب إلا في أسبابه المشروعة ولكن هناك شبهة في تربيته فلابد من أن تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك، مع الأخذ في الاعتبار أن الطهارة هي أصل الأشياء والاستثناء هو النجاسة.

كما ندعوك للتعرف على المزيد من خلال: حكم اكل الحمار الوحشي دار الإفتاء المصرية والفرق بين الحمر الأهلية والحمر الوحشية

ما هو نقص الأجر جراء تربية الكلب

  • يحيا المسلمين في بقاع الأرض قاطبة يرجون رحمة الله تعالى ويبحثون عن زيادة حسناتهم يومًا بعد يوم؛ لذا فإن تتبع أسباب نقص الأجر وتركها أمر من المحببات والدوافع القوية لذلك تقربًا إلى الله تعالى، وقد ورد حديث.
  • حدثنا داود بن رشيد حدثنا مروان بن معاوية أخبرنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر حدثنا سالم بن عبد الله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما أهل دار اتخذوا كلبا إلا كلب ماشية أو كلب صائد نقص من عملهم كل يوم قيراطان.
  • لذا فإن تناقص الأجر من الأمور التي يرغب الإنسان بالابتعاد عنها وهذا أمر مهم فيه جهاد النفس لبلوغه.

وختامًا فإن الأحوط هو أن نأخذ بالقول بأن في الكلاب نجاسة ولكن تحديد المكان النجس من الكلب مؤشره حديث الولوج واختلاف العلماء رحمة فنتخير أرحم الآراء التي تناسب الحالة مع اللجوء لأهل الذكر والدارسين لأمور الفقه وعدم الاستهانة بنبذ الرأي القائل بحرام اقتنائه دون تثبت وسؤال، فنحن مسئولون عما نفعل لا عما قيل لنا وصدقناه دون سؤال وأن نستفتي قلوبنا حول ما اختلف عليه إلا ما يأمرنا به الله ورسوله.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم حكم تربية الكلاب في المنزل و مخالطته للإنسان وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

قد يعجبك أيضًا