حكم التطبيع مع إسرائيل في القرآن الكريم

حكم التطبيع مع إسرائيل هو محور حديثنا في هذا المقال على موقع زيادة وذلك بعد قيام العديد من الدول بالتطبيع مع إسرائيل بشكل كامل وليس مجرد علاقات سياسية، ومن ثم ظهرت العديد من الأصوات التي أباحت التطبيع بل ودعت له، من هنا لزم الأمر معرفة الحكم الشرعي في التعامل مع إسرائيل، وهل هناك فرق بين التعامل مع الكيان الصهيوني والتعامل مع اليهود وأصحاب الديانات الأخرى، فتابعونا لمعرفة أراء أهل العلم في هذا الصدد.

معنى التطبيع

معني التطبيع: هو قيام الكيان الصهيوني بعمل عدد كبير من المعاهدات والاتفاقيات بينه وبين الدول المختلفة وخاصةً في منطقة الشرق الأوسط، وكل تلك الممارسات من أجل إثبات وجودها وإنشاء كيان معترف به بين الدول، وكل ذلك يأتي  في محاولتها المستديمة في تحقيق ذاتها وتأكيد فكرة كونها دولة حققية لها شأن على حساب الدولة الفلسطينية.

تابع معنا: ما معنى التطبيع مع اسرائيل ومخاطر التطبيع مع إسرائيل؟ وأشكاله

حكم التطبيع مع إسرائيل

بعض الدّول العربية أقدمت على توثيق مفهوم التطبيع والعمل به مع إسرائيل، ونتيجة لذلك ظهرت العديد من المشاكل والخلافات بين الأشخاص وتشتت الآراء بين معارض ومؤيد لحكم التّطبيع مع إسرائيل وتضاربت الأقوال نحو هل يجوز التعامل وإقامة العلاقات مع إسرائيل أم لا، وجاءت الكثير من الأسئلة والاستفسارات حول هل يجوز تبادل العلاقات والمنافع بين دول الاحتلال  أم لا؟

جاء رأي أهل العلم في حكم التطبيع مع إسرائيل بأن تبادل العلاقات والمنافع أمر يجوز شرعاً ولا بأس إذا تم الصلح، وإذا جاء رأى المالك أو الحاكم سواء كان ملك أو أمير أو رئيس بأن هذا التبادل سيعود على الوطن والشعب بالخير والمنفعة، ولكن هذا لا يلزم تبادل الود والحب معهم.

كما أكد العلماء أن التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى من اليهود والنصارى أمر مباح بل لزمنا ديننا ببراهم ما لم يعتدوا وذلك في قوله تعالى “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”

لكن الكيان الصهيوني وضعه يختلف تمامًا عن معاملة اليهود فهم قوم اعتدوا وقاتلوا واغتصبوا ما ليس لهم، ومن هنا جاء أراء العلماء بتحجيم العلاقة في المصالح المتبادلة فقط وبما يتطلب مصالح المسلمين، وفيما في ذلك:

  • اقتضاء الأمن والأمان بينهم.
  • الكف عن إيذاء بعضهما البعض.
  • العلاقات تكون علاقة مصالح مثل تبادل السفر، البيع والشراء.

لأن هناك من آيات الذكر الحكيم التي تنهي عن حب هؤلاء ومودتهم

آيات من القرآن تدل على حرمة التطبيع

  • قال الله سبحانه وتعالى في سورة الممتحنة

بسم الله الرحمن الرحيم “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [المائدة:82] وقال سبحانه: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ”

  • قال الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة

بسم الله الرحمن الرحيم “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”

  • قال الله عز وجل في سورة المجادلة

بسم الله الرحمن الرحيم “لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ”.

  • قال الله سبحانه  وتعالى في سورة التوبة

بسم الله الرحمن الرحيم “قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ”.

تلك الآيات تحمل الكثير من المعاني، وتدل على أن الصلح مع اليهود أو غيرهم إذا استدعى الأمر إلى المصلحة أو الضرورة يجوز ولا يلزم  المودة، ولا المحبة.

تابع معنا: تردد قناة فلسطين اليوم وماذا تعرض قناة فلسطين اليوم 

شروط التطبيع مع إسرائيل

التطبيع مع إسرائيل أو الصلح لا يلزم على المسلمين أن تسود بينهم علاقة المودة و المحبّة لإسرائيل، بل تكون العلاقة بينهم تبادل مصالح فقط بشرط أن تكون:

  • المنافع تعود على الطرفين.
  • تكون في حدود شرع الله تعالى.
  •  أن لا يعطي الحق لليهود بالتمكين من الأراضي التي قاموا باحتلالها.
  • أن يكون التطبيع هدنة مؤقتة بينهم فقط.

إذا رأى الحاكم أن التطبيع يتعدى حدود الله ويسبب الضرر للمسلمين ويأتي لهم بالإساءة والضعف فيلزم عليه في هذا الوقت المقاطعة، ولا يجوز الصلح معهم وينطبق هذا الرأي على كافة الدّول المحتلة لأراضي الوطن العربي وأراضي المسلمين.

الصلح بين فلسطين واليهود

الصلح بين مسلمي فلسطين ويهود إسرائيل لا يعني ولا يلزم تمليك اليهود الأراضي الفلسطينية تمليكًا أبديًا تحت أيديهم، بل يقتضي تمليكًا مؤقتًا حتى انتهاء الهدنة المؤقتة، أو إبعادهم عن أراضي المسلمين بالقوة.

  • كما جاء في قوله تعالى في سورة الأنفال

بسم الله الرحمن الرحيم “وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا”

تابع معنا بحث عن حرب 6 أكتوبر

بعد  توضيح حكم التطبيع مع إسرائيل لابد من التأكيد أن تقسيم دولة فلسطين لجزئيين جزء لأبناء دولة فلسطين وجزء لليهود وهي الأراضي المحتلة ليست حق لهم، وتظل المقاومة من أبناء فلسطين إلى وقتنا هذا وذلك من أجل استعادة الأراضي الفلسطينية من أيادي الاحتلال الإسرائيلي.

قد يعجبك أيضًا