ما سبل حماية الفطرة الصحيحة عما يفسدها

ما سبل حماية الفطرة الصحيحة عما يفسدها؟ وكيف يمكننا الابتعاد عن المعاصي؟ إن الإنسان يخرج إلى الحياة من خلال فطرته التي ولد بها، حيث الإيمان بالله الواحد الأحد، ولآن سنوضح لكم من خلال موقع زيادة ما سبل حماية الفطرة الصحيحة عما يفسدها.

ما سبل حماية الفطرة الصحيحة عما يفسدها

تعرف الفطرة بأنها البداية، وهي السلامة والخلقة والتهيؤ للقبول، فالإسلام هو دين الفطرة، وضرب الله تعالى مثل الفطرة السليمة بالالتقاء بنور الوحي بالزيت الصافي الذي يشع الأضواء.

عندما يقع السراج يتقابل النوران فيصبح نورًا على نور، وذلك نجده في قول الله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النور: 35].

في إطار التعرف إلى إجابة ما سبل حماية الفطرة الصحيحة عما يفسدها؟ نعرف أنها اتباع التوحيد، وتجنب البدع، والحرص على تعلم العلم الشرعي.

فالعلم الشرعي يجعل الفرد دائم التمسك بمبادئه السليمة والصحيحة، والعمل على اتباع التوحيد في جميع أمور حياته، مما يؤدي إلى حماية الفرد من المثيرات الخاصة بالشيطان الرجيم، وحمايته من البدع التي تعمل على فساد الفرد المسلم، حيث تعمل على إفساد فطرته السليمة الصحيحة، لذلك يجب الابتعاد عنها.

اقرأ أيضًا: خمس من الفطرة: شرح الحديث وما هي صفات الفطرة بالتفصيل؟

الابتعاد عما يفسد الفطرة

استكمالًا لإجابة سؤال ما سبل حماية الفطرة الصحيحة عما يفسدها، دعونا نوضح لكم كيفية الابتعاد عما يُفسد الفطرة في النقاط الآتية:

  • الحرص على اتخاذ النبي – صلى الله عليه وسلم – قدوةً حسنة، لأنه المعلم الأول، وذو الشخصية الكاملة المتوازنة.
  • سعي الفرد للعمل على تحقيق معنى التوازن في شتى أمور الحياة، حيث قد تم ربط التربية الإسلامية بوحدات الكيان البشري، التي تتمثل في العقل والجسم والروح، كما قامت التربية الإسلامية أيضًا بوضع المنهج المتوازن الذي يحيط بجميع النواحي الإنسانية.
  • الاهتمام بالمظهر الخارجي الحسن، حيث قال تعالى: (…إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222]، وتعرف تلك الطهارة بالطهارة المعنوية التي تتمثل في طاعة الله عز وجل، والحرص على تجنب معاصيه ونواهيه، وتطهير السلوكيات والأعمال.
  • ضرورة الاستقامة على منهج الإيمان، حيث قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) [النساء: 125]، وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم -:”قُلْ آمنتُ باللهِ ثُمَّ استقِمْ” رواه سفيان بن عبد الله الثقفي، وتتحقق تلك الاستقامة من خلال تعلم وفهم علوم الدين والفقه الشرعي.

معلومات عن الفطرة الصحيحة

بعد محاولة الإجابة عن سؤال ما سبل حماية الفطرة الصحيحة عما يفسدها، يجب التعرف إلى المفهوم السليم للفطرة، حيث تتعدد مفاهيمها وتفسيراتها، وسوف نتناول معلومات عن الفطرة في النقاط التالية:

  • إن الفطرة هي الصفات التي توضع في الإنسان وتنغرس به منذ اللحظة الأولى لوجوده في الحياة، وتعرف تلك الفطرة بأنها فطرة الإسلام، والعمل على توحيد الله عز وجل.
  • تتعدد العوامل التي تقوم بالتأثير على الفطرة السليمة للإنسان، مثل: المجتمع الذي يحيط بالفرد.
  • تضمن تلك العوامل المحيطة بالفرد العوامل الإيجابية والسلبية، كما يختلف التأثير الخاص بالمجتمع على فطرة الإنسان على أساس درجة تمسك الفرد بالفطرة وتفهمه لها.
  • على الفرد أن يقوم بالتوحيد بالله ويتجنب البدع، للمحافظة على الفطرة السليمة.
  • طهر القلب من المفاسد والضغائن والتكبر والحقد.
  • طهارة الباطن، حيث الإيمان بالله وطاعته والحرص على تنفيذ أوامره، والابتعاد عما ينهانا عنه الله في القرآن الكريم، وكما ورد عن النبي في الأحاديث الشريفة.
  • التسليم بسيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- والحرص على اتباع خطاه ونهجه.
  • تدبر أمور الشرع وفهم أصول الدين للاستمرار في طريق الاستقامة والإيمان.

اقرأ أيضًا: من هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه

أسباب الانصراف عن الفطرة السليمة

توجد العديد من العوامل التي تؤدي إلى ابتعاد الناس عن فطرتهم السليمة التي ولدوا بها، ولم يتجنبوا المعاصي والبدع، وابتعدوا عن نهج الله تعالى ورسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم – بسبب المجتمع الذي يحيط بهم.

على الرغم من خلق الله تعالى الإنسان على فطرة الإسلام التي ترافقه إلى سن البلوغ، ولكن توجد أيضًا بعض العوامل ذات الأثر الفعال في المحافظة على تلك الفطرة، أو القيام بتلويثها وتدنيسها من خلال الاعتقادات والأفكار المنحرفة، ومن تلك العوامل التي أدت إلى انصراف الناس عن الفطرة الصحيحة ما يلي:

  • البيئة والمجتمع التي يعيش به الفرد وتحيط به، كما أيضًا تعمل طريقة التربية والنشأة التي انغرس بها الفرد على التأثير فيه، ولكن تعتبر الفطر السليمة ليست زائلة.
  • تبقى الفطرة كما هي تحافظ على محتواها، مهما تعرضت للأخطاء والتغيرات، ولكنها سوف تصبح ملوثة بانحراف العقيدة والكفر، حيث قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-:”كلُّ مولودٍ وُلِدَ على الفطرةِ فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ويُنصِّرَانِهِ مثلَ الأنعامِ تُنْتَجَ صِحاحًا فتُكْوَى آذانُها” رواه أبو هريرة.

يعد هذا الحديث من أكبر الدلائل على أن الإنسان قد خلق على فطرة الإسلام، ولكن تلك الفطرة تقوم بالتأثر بالعوامل التي تحيط بها، ويبتعد البشر عنها عن طريق الشرك بالله.

سبب تمكين التوحيد في الأرض

بعد التعرف إلى إجابة ما سبل حماية الفطرة الصحيحة عما يفسدها، نتعرف إلى أن الله سبحانه وتعالى قام بوعد الموحدين والمؤمنين به، وبالرسول –صلى الله عليه وسلم- وملائكته وكتبه ورسله، بما يعرف بالتمكين في الأرض، وذلك كما جاء في ذكره الحكيم: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور: 55].

يمنح الإيمان بالله والتسليم بالتوحيد، وطاعته عز وجل المؤمن بالسلطان والقوة، والقدرة على التمكين في الأرض، حيث تحتاج تلك الأمور القيام بمواجهة العدة لانتصار الحق.

تعرف الفطرة التي خلق الله عز وجل عباده بها، بأنها نشر الإسلام ودعوته، والتسليم بالإيمان بالله الواحد الأحد، وتعتبر تلك الفطرة هي غاية الله سبحانه وتعالى من خلق البشر.

وقوع الشرك في البشر

يعرف الشرك بأنه استجابة البشر لوساوس الشيطان، التي هدفها العمل على غرس فكرة عدم الإيمان بالله عز وجل، وتحفيز الفرد على ترك العبادات.

أول من وقع في الشرك الذي يعد من الكبائر في الإسلام، هم قوم سيدنا نوح – عليه السلام- حيث آمن ذلك القوم بتبجيل الموتى والتعامل معهم بأنهم آلهة، نظرًا لاعتقادهم بأن الموتى سوف يلبون مطالبهم، حيث إن قوم نوح كانوا يدعون هؤلاء الموتى دون الله عز وجل.

حرص قوم نوح على الاعتكاف بجوار قبور الموتى، للتوسل إليهم ورجائهم، حتى يعملوا على تحقيق ما يرغبون به.

جاء في القرآن الدليل الذي يدل على التورط في كبيرة الشرك، حيث قال الله تعالى: (كانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ…) [البقرة: 213].

ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز أيضًا فيما يخص المشركين به قوله تعالى: (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) [نوح: 23]، تشير الأسماء التي توجد في الآية السابقة (ودًا، سواعًا، يغوث، يعوق، نسرًا) إلى الصالحين في قوم نوح –عليه السلام-.

اقرأ أيضًا: تفسير سورة الشمس للأطفال

سبب ظهور الشرك بالله

ميز الله تعالى الإنسان وكرمه بالعقل والقدرة على الفهم والإدراك، حيث إن وظيفة العقل هي إدراك الملموس والمحسوس، لذلك فإن الايمان بالله تعالى يتركز في الثقة التامة في وجوده، لأن الإنكار والغفلة يؤدوا إلى الإلحاد، والذي يعد من أكبر الكبائر عند الله عز وجل.

لم يسمح الإسلام باتباع الشهوات والهوى، لأنها تفتح طرق الانحراف التي تعتبر من مسببات الوقوع في الشرك، حيث ذكر الله –سبحانه وتعالى- تنبيه خاص إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم- حيث قال الله تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [القصص: 50]

العمل على المبالغة والتفريط في التعظيم والتقدير الخاص بالشخصيات ذات المكانة العالية في المجتمعات، يعد امرًا طبيعيًا، ولكن لا يجب أن يصل الأمر إلى حد التقديس الذي يؤدي بالإنسان إلى انحراف الفكر والشرك بالله عز وجل، فالتقديس فقط يقتصر على الله سبحانه وتعالى.

ضمن إطار عرضنا لإجابة سؤال ما سبل حماية الفطرة الصحيحة عما يفسدها، فإن الشرك بالله يعد من أكبر الذنوب والكبائر للأسباب التالية:

  • تصوير المخلوق بالخالق.
  • ذنب لا يغتفر إلا بالتوبة.
  • يحرم الجنة من المشرك بالله عز وجل.
  • أحل الله سبحانه وتعالى دم ومال المشرك.
  • هو من أكبر الكبائر في الإسلام.

يعد الشرك بالله تعالى من أعظم الذنوب، ويستدل على ذلك في القرآن الكريم من خلال قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) [النساء: 116].

يخشى المؤمنون الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى والشرك به، وذلك لوجود الفطرة السليمة الصحيحة بهم منذ الولادة، ولكن الدنيا والأهواء قد تعمل على تغيير النفس، فننصح عباد الله تعالى بالتعرف إلى ما سبل حماية الفطرة الصحيحة عما يفسدها.

قد يعجبك أيضًا