ما حكم إخراج زكاة الفطر

ما حكم زكاة الفطر لقد فرض الله سبحانه وتعالى علينا العديد من الفروض الواجب أداؤها، ومن تلك الفروض أداء زكاة الفطر، فما حكم زكاة الفطر هذا ما سنتطرق للحديث عن كل جوانبه من خلال بعض النقاط الهامة التي تدور حول فكرة زكاة الفطر، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع زيادة .

اقرأ أيضا: مقدار زكاة الفطر من الرز

ما حكم زكاة الفطر

  • عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

“فرض رسولُ الله زكاة الفطر، صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعيرٍ، على العبد والحرِّ، والذكر والأنثى، والصَّغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة”.

  • وللإجابة على سؤالك ما حكم زكاة الفطر؟ فإن زكاة الفطر واجبة على كل المسلمين ممن يزيد ما يمتلكون عن قوتهم، وكذلك قوت أولادهم، وحاجتهم في ليلة العيد، ويومه.
  • ويخرج المسلم زكاة الفطر عنه ذاته، وكذلك عن الأسرة من زوجة، وأطفال، كما أنه من المستحب إخراج زكاة فطر عن الأجنة، والذين قد أتموا بالفعل 40 يومًا من عمرهم داخل بطون أمهاتهم، حيث تكون الروح قد نفخت فيهم بالفعل.

اقرأ أيضا: كم مقدار زكاة الفطر

تعريف زكاة الفطر

  • كلمة الزكاة في اللغة هي الصفوة من أي شيء، وكذلك بركته، ونماءه، وزيادته، وكلمة الفطر، هي كلمة مشتقة من فعل “أفطر”، والذي يأتي من المصدر “إفطار”، حيث نقول أفطر المسلم.
  • ومعنى الإفطار هو تناول المسلم الصائم الطعام عند أذان المغرب، وكذلك تعني الوجبة الأولى في اليوم لأي شخص.
  • وكلمة زكاة الفطر، يعني -شرعًا- الصدقة التي تقدر بقدر محدد، ويقوم المسلم بإخراجها، وذلك في نهاية شهر رمضان، أي في ليلة عيج الفطر المبارك، أو قبل صلاة العيد.
  • وتخرج هذه الزكاة عن الفرد نفسه، وعمن يقعون تحت نفقته، وتعتبر زكاة الفطر هي طهر لأي مسلم صائم من لغوه، ورفثه، وإطعام للفقراء، كما أضيفت لفظة الفطر إلى كلمة الزكاة؛ لأن سبب هذه الزكاة هو الإفطار بعد رمضان.
  • كما تفيد الفطرة السليمة، حيث تؤخذ من أصل خِلقتك، وتطهر ذاتك من أي دنس، وتطهر جسدك من أي مرض، وقد قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم:

“فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا”.

وقت زكاة الفطر

  • قد فرض الله زكاة الفطر على المسلمين في وقت ثابت هو غروب شمس اليوم الأخير من شهر رمضان المعظم، ومن السنة أن تقوم بإخراج هذه الزكاة يوم عيد الفطر، وتحديدًا قبل الشروع في صلاة العيد.
  • كما يمكنك أن تبادر بإخراج زكاة الفطر قبل يوم العيد بفترة تقدر بيوم أو يومين، حيث قام بذلك سيدنا عمر بن الخطاب، والكثير من الصحابة الكرام -رضي الله عنهم وأرضاهم-.

اقرأ أيضا: متى تخرج زكاة الفطر

أحكام زكاة الفطر

  • هناك العديد من الدلائل على أحكام زكاة الفطر، من المذاهب سواء المذهب الحنفي أو الشافعي أو الحنبلي، حيث تجب زكاة الفطر في كل المذاهب.
  • وقد روى الإمام مسلم في صحيحه، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر في رمضان على الناس، صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على كل حر، أو عبد، ذكر، أو أنثى، من المسلمين.
  • كما تعتبر زكاة الفطر فرض واجب على كل المسلمين الرجال والنساء عند كل جمهور فقهاء المسلمين، وكما ذكرنا فقد حددها الشرع بصاع من القمح، أو كذلك الشعير، وأيضًا التمر.
  • كما يُقال أنّ زكاة الفطر تم فرضها في السنة الثانية من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في شهر شعبان من نفس العام الذي تم فرض الصيام فيه، وهناك بعض الأدلة على ذلك منها ما يلي.
  • قد روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-:

( كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ.

أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا فَكَلَّمَ النَّاسَ علَى المِنْبَرِ، فَكانَ فِيما كَلَّمَ به النَّاسَ أَنْ قالَ:

إنِّي أَرَى أنَّ مُدَّيْنِ مِن سَمْرَاءِ الشَّامِ، تَعْدِلُ صَاعًا مِن تَمْرٍ فأخَذَ النَّاسُ بذلكَ. قالَ أَبُو سَعِيدٍ: فأمَّا أَنَا فلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كما كُنْتُ أُخْرِجُهُ، أَبَدًا ما عِشْتُ).

الحكمة من زكاة الفطر

  • وكما علمنا ما حكم زكاة الفطر، لا بد أن نعلم الحكمة من فرض زكاة الفطر على المسلمين.
  • وقد فرض الله زكاة الفطر على كل مسلم قادر، حيث تساعد في تطهير الصائمين من كل ما قد يشوب حديثهم من زلات اللسان، والكلام غير مرغوب فيه من الآخرين.
  • وكذلك تساهم زكاة الفطر في إطعام المساكين، وعدد كبير من الفقراء حيث قال النبي -عليه الصلاة والسلام:

“زكاة الفطر طهره للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين”.

أنواع زكاة الفطر

  • كما أن لزكاة الفطر أنواع مختلفة، حيث يرى جمهور فقهاء المذاهب الشافعية، والمالكية، والحنبلية أنه يجب إخراج الأعيان في صدقات الفطر مثل التمور، والشعير، والزبيب، وما غلب قوت المسلمين.
  • كما لا يجوز أن نخرج القيمة بأي إخراج مالي، أما في المذهب الحنفي فقد أجاز إخراج القيمة المادية لزكاة الفطر.
  • حيث تم نقل هذا الحكم من الكثير من فقهاء المسلمين مثل الحسن البصري وعمر بن عبد العزيز والثوري، والكثير من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضا: استعلام عن مستحقات الزكاة والدخل

الغرض من مشروعية زكاة الفطر

شرع الله وجوب زكاة الفطر، وهو تشريع يمتلك العديد من الحكم الهامة، والمقاصد البليغة، نذكرها لكم فيما يلي:

  • تطهر زكاة الفطر النفس البشرية من لغو الحديث، ويعتبر اللغو هو كلام البشر الذي لا يوجد به أي خير، كما تطهر نفسه من أي فحشاء، أو كلام ساقط، حيث قد يقع الصائم في الخطأ أو الزلل بأي شكل من الأشكال أثناء صيامه، فتعالج زكاة الفطر هذا الخطأ.
  • كما أن لزكاة الفطر ثوابًا كبيرًا، وأجرًا عظيمًا عند الله، حيث أن من يخرجها في وقتها المحدد يثاب خير الثواب، وهي أيضًا زكاة لعافية بدنك، تجب على كل المسلمين الكبار والصغار، والذكور، والإناث، والأغنياء والفقراء لسكر الله على نعمه.
  • كما تعتبر زكاة الفطر طريقة لكي نحمد بها الله على بلوغ نهاية شهر رمضان، وتمام صيام الشهر بأكمله، وكثير من النعم الأخرى التي ليس لها عدد.

حُكم من لم يُخرج زكاة الفطر

وبعد أن علمنا ما حكم زكاة الفطر، والحكمة من فرضها على المسلمين، لا بد أن نعرف حكم من لم يخرجها في موعدها المحدد، وهذا ما سنعرضه لكم فيما يلي:

  • اجتمع فقهاء المسلمين على أنّه يتم تأدية زكاة الفطر قبل بدء صلاة العيد؛ والدليل على هذا الكلام ما رواه ابن عمر -رضي الله عنهما-:

“أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بإخْرَاجِ زَكَاةِ الفِطْرِ، أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ”.

  • وكما ذكرنا فإنه بإمكانك إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم واحد أو يومين، حتى يتسنى للفقراء الاستفادة منها قبل دخول العيد، وذلك من أجل تحقيق الهدف السامي من زكاة الفطر.
  • وإن تم إخراجها قبل صلاة العيد فقد أدى الفريضة تمام الأداء، ولكن إذا قمت بإخراجها بعد صلاة العيد، فهي بذلك تعتبر صدقة وليس زكاة، كما ذكرنا ما قاله ابن عباس، وصيام المسلم يظل معلقًا حتى إخراج زكاة فطره.
  • ولا يعفى أي مسلم من زكاة الفطر إلى عندما يقوم بإخراجها بالشروط المحددة، وعندما يخرجها بعد صلاة العيد فإنه بذلك يأخذ أجر الصدقة فقط، ويحرم نفسه من أجر الزكاة.
  • كما قال جمهور فقها المسلمين الشافعية، والحنبلية، والمالكية أنه من لا يقوم بإخراج زكاة الفطر في الوقت المحدد لها رغم قدرته على إتمام ذلك، فهذا يعتبر إثم كبير عليه.
  • وتعتبر زكاة الفطر من الديون على المسلم، والتي لا يمكن أن تسقط عن كاهله إلا إذا قام بإخراجها، وقال فقهاء المذهب الحنفي أن تأخير زكاة الفطر عن موعدها مكروه في الإسلام، ولكنه متاح أداؤها بعد ذلك.

اقرأ أيضا: كم عدد مصارف الزكاة

أثر إخراج زكاة الفطر على المجتمع

  • تعين زكاة الفطر الفقراء على قضاء حاجة يومهم في العيد، وتبث الفرحة في نفوسهم بشكل كبير، وذلك دون الحاجة إلى طلب المال من الناس، وتساعد زكاة الفطر بذلك في خلق تكافل مجتمعي واضح، وتساهم في تماسك كافة أطراف المجتمع.
  • وبذلك لا يكون صيامك جوع وعطش فقط كما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه-:

(رُبَّ قائمٍ ليس له من قيامهِ إلَّا السهرُ ورُبَّ صائمٍ ليس له من صومهِ إلَّا الجوعُ والعطشُ).

اقرأ أيضا: هل يجوز صيام ثاني ايام عيد الفطر

وبذلك نكون قد أتممنا حديثنا بخصوص ما حكم زكاة الفطر، والحكمة من تشريع هذه الزكاة، وكذلك كيفية وتوقيت إخراجها، والأثر الطيب لها في النفوس، وفي المجتمع كله.

قد يعجبك أيضًا