من هو الصحابي الذي أشار بحفر الخندق ؟ وما هي الغزوة التي حفر فيها ذلك الخندق؟ لعل أغلب الناس لا يعلم من هو ذلك الصحابي رغم عظم دوره في الإسلام، فهو أحد صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم، والذي يُعد هو أول فارس في الإسلام، لذا من خلال موقع زيادة سنعرض لكم من هو الصحابي الذي أشار بحفر الخندق.
من هو الصحابي الذي أشار بحفر الخندق
الصحابي الذي أشار على رسول الله بفكرة حفرة الخندق لحماية المدينة من بطش وغضب الاحزاب، كان هو الصحابي سلمان الفارسي، والذي يُعتبر هو أول فارس في الإسلام، حيث كان يوم معركة الخندق هو يوم عصيب على المسلمين، وما زاده صعوبة هو خوفهم على النساء والأطفال من الاحزاب.
خاصًة مع وجود جهة لا يحيط بها جبال، ومع اختلاف أعداد الاحزاب عن أعداد المسلمين والتي كانت ضعف أعداد المسلمين قام سلمان الفارسي باقتراح إقامة خندق.
عندما اجتمع رسول الله مع كبار قادة جيش المسلمين ليحاولوا الوصول إلى حل لمواجهة جيش الأحزاب الكبير، فنالت فكرة الخندق إعجاب نبي الله والباقي من قادة الجيش.
اقرأ أيضًا: متى كانت غزوة الخندق
من هو سلمان الفارسي
هو ذلك الصاحبي عظيم الشأن، صاحب فكرة الخندق في غزوة الخندق والتي تسمى أيضًا بغزوة الأحزاب، والذي جاء من بلاد فارس ليبحث عن الحق، فكان يسافر بين البلاد يبحث عن صحيح الدين، حتى خدعه قومًا من الناس باعوه الى رجل يهودي في المدينة المنورة.
ولد سلمان الفارسي في بلاد فارس عام 568 وتوفي عام 654 في بلاد العراق، وسمي بسلمان الخير.
ساعده رسول الله والصحابة في التحرر من عبودية الرجل اليهودي، وأسلم سلمان الفارسي عند قدوم رسول الله إلى المدينة، وبسبب العبودية غاب سلمان الفارسي عن غزوتي أحد وبدر، ولكن ظهر دوره العظيم في غزوة الخندق والذي كان دوره كبيرًا في انتصار المسلمين بها.
قال عنه رسول الله أنه من السباقين للإسلام من غير العرب، ولاه الفاروق رضي الله عنه المدائن بعد غزوة الخندق.
كانت قصة إسلام سلمان الفارسي من أكبر القصص المليئة بالموعظة، فقد روى سلمان الفارسي من قبل أنه خرج من بين أهله لطلب الدين والبحث عنه بعد أن ترك ديانة أهله المجوسية، حتى وصل به الأمر عند رجل في عمورية والذي أخبره أن هناك نبي سيخرج في أرض العرب وأن له علامات يمكنه تمييزه بها.
تم بيع سلمان الفارسي كما ذكرنا مسبقًا إلى رجل يهودي في المدينة المنورة، وعندما علم سلمان الفارسي عن هجرة النبي صلي الله عليه من مكة المكرمة الى المدينة المنورة.
اتبع سلمان الفارسي رسول الله للتأكد من العلامات الى علمها في عمورية والتي هي أن النبي لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية ويوجد على كتفه خاتم النبوة، فذهب سلمان الفارسي إلى رسول الله وهو يبكي وأعلن إسلامه.
صفات سلمان الفارسي
بينما نحن نجيب عن سؤال من هو الصحابي الذي أشار بحفر الخندق، فالجدير بالذكر ذكر أهم صفاته التي اشتهر بها، كان من المعروف عن سلمان الفارسي أنه رجلًا قويًا، يتصف بالقدرة على التفكير السليم، ولديه علم غزير بالشرائع والأديان السماوية وغيرها، ومن سماته أيضًا التي اشتهر بها النُبل والحزم وكثرة التعبد والرغبة في معرفة الدين الصحيح.
من صفات سلمان الفارسي التي عُرف بها أنه كان متواضعًا يقوم بعمله بيده ويأكل مما كسبت يديه، وقد تولى إمارة المدائن وكان يصرف ما يأتيه في سبيل الله، وكان يشارك المرضي والفقراء طعامه خاصًة عندما يشتري لحم أو سمك، وكانت له عباءة واحدة.
كان سلمان الفارسي زاهد للأمور الدنيوية، حيث لم يكن له بيتًا بل كان ينام بالعراء وتحت الأشجار، وعندما عرضوا عليه بناء بيتًا له كان منزلًا غاية في التواضع والضيع لأنه لم يريد أن يجود على نفسه في أي أمر من الأمور الدنيوية.
كان سلمان الفارسي يحب الشعر ويحب إلقائه، حيث قال حين سُئل عن نسبه وكان يسمع المسلمين من حوله من يقول انا قريشي وانا تميمي وذاك من يقول انا قيسي فراح سلمان الفارسي يقول: أبي الإسلام لا أب لي سواه، إذا افتخروا بقيس أو تميم.
من ملامح شخصية سلمان الفارسي أنه كان مُلم بفنون القتال والحرب حينما كان في بلاد فارس، والذي جعله يفكر في إقامة الخندق في غزوة الأحزاب.
دور سلمان الفارسي في الإسلام
استمرارًا لحديثنا حول إجابة السؤال من هو الصحابي الذي أشار بحفر الخندق، فكان لسلمان الفارسي دور عظيم في الإسلام ومثالًا للصحابة الاجلاء التي يجب أن نقتضي بهم في حياتنا، حيث لم يقتصر دور سلمان الفارسي على غزوة الخندق فقط، فلم تخلوا غزوة للمسلمين فيما بعد إلا وكان بها سلمان الفارسي.
تولى سلمان الفارسي إمارة المدائن، وكان يتنازل عنما يأتي إليه من مال من الإمارة إلى الفقراء والمساكين، حيث كان يقوم بصناعة الخوص بعد العصر ويسد احتياجاته الشخصية من ماله الخاص بصناعة الخوص حيث كان يقول دائمًا إنه يحب أن يأكل من صنع يديه.
قد روى عن سلمان الفارسي أنه في أحد المرات جاء رجل من الشام ومع حمولة من التين، وقد رأى سلمان الفارسي فطلب منه مساعدته في نقلها ونقلها معه سلمان دون أن يخبره أنه أمير المدائن، فحين نظر الناس إليه أخبروا الرجل بأنه الأمير، فرفض سلمان العودة دون إكمال الطريق ونقل التين مع الرجل.
اقرأ أيضًا: غزوة عرفت بغزوة الأحزاب
غزوة الخندق ودور سلمان الفارسي فيها
بينما نذكر إجابة السؤال من هو الصحابي الذي أشار بحفر الخندق فجدير بالذكر التعرض لذكر نبذة عن عزوة الخندق وأبرز أسبابها وأحداثها.
قامت غزوة الخندق عام 627م بين المسلمين والأحزاب، وهم جماعة من القبائل من مختلف البلدان العربية الذين اتفقوا على غزو المدينة المنورة بعد هجرة الرسول إليها هو ومن معه من المسلمين.
كان السبب الرئيسي لغزوة الأحزاب أو الخندق هو نقض يهود بني نضير العهد مع رسول الله ومحاولتهم قتله، فقام رسول الله بإرسال الجيش لهم ومحاصرتهم حتى استسلموا فأرادوا يهود بني نضير الانتقام لأنفسهم من رسول الله.
شارك في هذه الغزوة جيش المسلمين بقيادة رسول الله، وجيش الأحزاب ودخل فيه قريش والعديد من جيوش القبائل الأخرى وكان على رأسهم أبو سفيان، ومن ضمن القبائل التي شاركت في الغزوة (قريش- بنو أسد- سليم- فرازة -غطفان) ولذلك تم دعوتهم بالأحزاب لأنهم كانوا حزبًا من كل قبيلة.
كان عدد جيش المسلمين في غزوة الخندق 3 الاف مقاتل بينما على الصعيد الآخر كان عدد جيش الأحزاب 10 الاف مقاتل.
بدأت غزوة الخندق بخروج جميع الأحزاب كلًا منهم يقوم باتباع قائده، فلما عرف الرسول بهذا الأمر أمر الصحابة بحفر الخندق الذي أشار به سلمان الفارسي حول المدينة اتباعًا لطريقة الفرس في الحرب وهي حفر الخنادق وكان هذا الخندق من جهة الشمال للمدينة المنورة.
اشترك جميع الصحابة بما فيهم النبي صل الله عليه في حفر الخندق، حيث تم تقسيم المكان على جميع الصحابة ومن معهم وكان يتكاسل بعض المنافقين في حفر الخندق، حتى اعترض طريق حفر الصحابة صخرة كبيرة ولم يستطيعوا تحطيمها فنادوا رسول الله لتقديم العون فسمي الرسول الله فحمل المعول وقام بتحطيم الصخرة.
استمر الحفر بالخندق لمدة شهر حيث كان الصحابة يقومون بالحفر بالنهار ويذهبون لمنازلهم للراحة بالليل، وحين تم الانتهاء من الحفر قام الصحابة بالإقامة فيه.
اقرأ أيضًا: ما هي اول غزوة للرسول
نتائج غزوة الخندق
فوجئ الأحزاب بوجود الخندق عند الذهاب للمقاتلة، فمنهم من اقتحمه وقتل على يد علي بن أبي طالب، واستمر القتال بين الطرفين من الظهر وحتى العشاء حتى أمر رسول الله بلال أن يؤذن للصلاة وقام المسلمين بالصلاة جماعة.
حاول بعض المشركين اجتياز الخندق فكان الصحابة يقومون بقتلهم، ومما زاد من موقف المسلمين قوة هو موقف نعيم بن مسعود حيث أثار الفتنة بين يهود بني قريظة وقريش وغطفان.
أرسل الله ريحًا شديدًا في نهاية الغزوة فاُنزل الرعب والخوف في قلوب المشركين فكان نصر الله للمسلمين بجنود من ملائكة الله.
ذهب المسلمين مرة أخرى إلى بيوتهم بعد التأكد من فرار جميع الأحزاب، ثم ذهبوا إلى يهود بني قريظة لتأديبهم عما فعلوه ونقضهم لعهدهم مع رسول الله.
كان سلمان الفارسي زاهدًا الدنيا، متواضعًا لذا يجب علينا الاحتذاء به في حياتنا، حتى ننعم باحترام الأشخاص المحيطين وتقديرهم لنا مثل سلمان الفارسي.