شروط زواج الرجل على زوجته

شروط زواج الرجل على زوجته يجب أن يتعرف عليها المسلم قبل أن يشرع في الزواج بأخرى، وذلك حتى لا يعدى على حد من حدود الله، وتسبب في إيذاء نفسه وزوجته الأولى، بل إنه قد يؤذي أولاده دون أن يشعر، وحتى يتسنى له أن يكمل حياته في راحة وسلام.

لذلك ومن خلال موقع زيادة دعونا نتناول المعايير اللازم توافرها ليقوم الرجل بالزواج من امرأة أخرى.

شروط زواج الرجل على زوجته

أباح الله الزواج للرجل وجعل العلاقة الزوجية عبارة عن ميثاق غليظ تم تتويجه بالمودة والرحمة، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز بسورة الروم الآية رقم 21:

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

لكن في بعض الأحيان يشعر الزوج أنه بحاجة إلى الزواج بأخرى، كونه يشعر أنه قد أخطأ في الاختيار، ولا يستطيع التراجع لوجود أطفال، أو لأي سبب آخر.

الأصل في تعدد الزواج أن الله قد أجازه للرجل دون وضع قيود سوى أن يعدل بين زوجاته، ولكن تغير الزمن وقلة العلم بفقه العدد في الدين، مما جعل الزوجة تشن الحروب التي لا تنتهي إلا بالطلاق أو فصل الأولاد، إذا علمت أن زوجها قد قام بالزواج مرة أخرى.

فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم بسورة النساء الآية رقم 3:

(فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا)

فإذا خشي الزوج ألا يعدل بين زوجاته سقط عنه حق الزواج بأكثر من أخرى، ولكن هناك بعض الحالات التي يكون الزوج مرغمًا فيها على الزواج بامرأة أخرى، وهي شروط زواج الرجل على زوجته، والتي سنتناول كل منها بشكل تفصيلي من خلال ما يلي.

اقرأ أيضًا: شروط الزوجة الثانية في الإسلام

عقم الزوجة

أول شروط زواج الرجل على زوجته أن تكون عاقرًا، حيث يحل للزوج أن يتزوج على زوجته إذا كان يرغب في إنجاب طفل وزوجته عقيم، وذلك بعد أن تقوم بإجراء كافة التقنيات الطبية التي تثبت عدم قدرتها على الإنجاب، سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل.

حينها تتخير الزوجة بين البقاء على ذمة الزواج أو الطلاق
إذا كانت ستتضرر من زواج زوجها عليها، الدين لم يحمل المرأة أكثر من طاقتها، حيث قال الله عز وجل في سورة البقرة الآية رقم 286: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ (

مرض الزوجة

فمن أهم شروط زواج الزوج على امرأته أن تكون مريضة، بحيث لا يمكنها القيام بواجباتها الزوجية نحوه، مما يؤدي إلى شعوره بالحاجة إلى ممارسة العلاقة الزوجية، حينها يمكنه أن يستخدم ما رخصه الله له من الزواج بامرأة أخرى.

بدلًا من أن يتجه بتفكيره إلى الفواحش ويقع في المحظور والعياذ بالله، فديننا دين يسر، والله الذي خلق الرجل أدرى به وباحتياجاته الجسدية.

نشوز الزوجة

نشوز المرأة هو خروجها عن طاعة زوجها، وعدم امتثالها لأوامره، واجتناب ما ينهيها عنه، فمن أقوى شروط زواج الرجل على زوجته، لما في ذلك من مخالفة لأوامر الله والرسول الكريم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو أمَرْتُ أحدًا أن يسجُدَ لأحَدِ لأمرْتُ المرأةَ أنْ تسجُدَ لزوجِها” (صحيح) روته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

هذا الحديث يوضح ضرورة طاعة الزوجة لزوجها، فإن خالفت ذلك مما تسبب في إشعال البيت بنار المشكلات التي لا تنتهي، يمكن للزوج حينها أن يقوم بالزواج بأخرى، ولكن بعد أن يستنفذ كل السبل في الإصلاح من زوجته، فال سبحانه في سورة النساء الآية رقم 34:

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا“.

هنا نرى أن للزوج أن يتزوج على امرأته إذا قام بوعظها وهجرها وضربها الضرب غير المبرح، ولم تستجب إلى كل ذلك، على أن يعدل بينها وبين الأخرى بعد الزواج حتى لا يأتي يوم القيامة مائل الشق كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 مَنْ كانتْ له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يومَ القيامةِ وشِقُّه مائلٌ” (صحيح) رواه أبو هريرة، وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: حكم تعليق الزوجة الناشز

فترة حيض المرأة

في بعض الحالات تكون فترة الحيض الخاصة بالمرأة أطول من المعتاد كذلك النفاس، مما يؤدي إلى حاجة الزوج إلى الجماع، ولكن الله حرم وطء الزوجة في تلك الفترة، حيث قال الله عز وجل في سورة البقرة الآية رقم 222:

(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).

فإذا كانت فترة الحيض لدى المرضى تؤدي إلى تفاقم احتياج الزوج إلى العلاقة الزوجية، وهو ما قد يدفعه إلى الوقوع في الفاحشة، فعليه أن يستعمل رخصة الله له وأن يتزوج بأخرى، على ألا يقصر في حق الزوجة الأولى أو يجور عليها، فذلك من شروط زواج الرجل على زوجته.

اقرأ أيضًا: متى يحق الزواج الثاني للرجل المتزوج

متى يكون التعدد مكروهًا؟

بعد أن تناولنا شروط نكاح الرجل من امرأة أخرى دعونا نتعرف على الأسباب التي تجعل من تعدد الزواج أمرًا مكروهًا، فالله عز وجل لم يفرض شرائعه إلا لموازنة المجتمع وعدم إلحاق الضرر بمشاعر الزوج أو الزوجة، حيث تتمثل تلك الأسباب فيما يلي:

  • إذا قام الرجل بالزواج من أخرى وهو لديه شريكة الحياة المطيعة التي لا تنقصه شيئًا، بل تزوج رفاهية ليس إلا.
  • إذا كان الرجل لا يعدل بين زوجاته، مما قد يتسبب في إيذاء إحدى الزوجات، فقد قال الله عز وجل في سورة النساء الآية رقم 129:

  (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)

فإذا لم تتوافر القدرة المادية للزوج تهيئ له الزواج من أخرى، حينها يكون التعدد محرمًا، حيث إن الزوج القوام على الزوجة أي يتحمل مسئوليتها كاملة           من طعام وشراب وملبس وعلاج وما إلى ذلك.

  • إذا كان الرجل يعرف أنه يميل بكل قلبه إلى واحدة دون الأخرى، فحينها الأفضل له أن يطلق من لا يحبها، حتى لا يتسبب في إيقاع الجور عليها، مما يجعلها تتذمر من شرع الله الذي أباح له أن يتزوج بأخرى وينكسر قلبها.
  • إذا لم تتوفر القدرة الجسدية لدى الرجل ليجامع أكثر من زوجة، مما يؤدي إلى شعور الزوجات بالاحتياج إلى الجماع، وقد يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة والعياذ بالله.

ديننا الحنيف هو دين العدل، لذلك علينا أن نتفهم ديننا، بحيث لا يُقبِل الرجل على الزواج بأخرى قبل أن يتعرف على شروط زواج الرجل على زوجته.

قد يعجبك أيضًا