ما هو الزواج العرفي

ما هو الزواج العرفي؟ وهل أباح الإسلام الزواج العرفي للشباب؟ فقد أصبح هذا الزواج منتشرًا بين الشباب من البنين والبنات في الفترة الأخيرة.

لذلك في السطور القادمة وعبر موقع زيادة سنعرض لكم إجابة سؤال ما هو الزواج العرفي، وما هو قول علماء الشريعة الإسلامية فيه، وما هو رأي القانون في الزواج العرفي.

ما هو الزواج العرفي

الزواج هو أكثر الشراكات المعمرة الموجودة في كوكب الأرض حتى يومنا هذا، فهي شراكة تقوم على المودة والتراحم بين الرجل وامرأته، فتكون المرأة مستقر زوجها ومستودعه، وسره وحب قلبه المتيم.

كما جاء من قول الله تعالى في الآية الثالثة عشر من سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ)، وفي هذه الآية إشارة إلى الزواج، وترغيب الأمة الإسلامية في الزواج، الزواج في الإسلام له شروط.

الشرط الأول هو القبول والإيجاب، والشرط الثاني هو الإشهار، والشرط الثالث وهو المستحدث بما لا يخالف الشريعة الإسلامية وهو توثيق عقد الزواج.

الشروط السابقة دون تسجيل عقد الزواج هو إجابة السؤال ما هو الزواج العرفي، فقال علماء القانون العرب أن كلمة العرفي تعود إلى ما هو متعارف عليه من عادات الزواج قديمًا، وهو الإشهار.

أما استحداث هو توثيق عقد الزواج، فهو بسبب زيادة أعداد السكان في العالم، ففي السابق كانت كل قرية أو مدينة تعرف بعضها البعض، ولم يكن هناك حاجة لتوثيق عقود الزواج لعدم وجودها من الأساس.

كما أن من شروط الزواج الإشهار، ومعرفة سكان المدينة ببعضهم البعض يلزم إشهار الزوجين لهما، أما الآن فمع أكثر من مائة مليون نسمة في مصر وحدها فإن الإشهار وحده لا يكفي.

فيلزم الوثيقة التي تؤكد أن الزواج قد تم بصورة شرعية لتوثيق أنساب أبنائهم في المستقبل، ولحفظ حقوق الزوجة، أما الزواج السري في القانون العربي أو الشريعة الإسلامية أهو جائز أم لا فهو ما سنعرضه لكم في السطور القادمة.

اقرأ أيضًا: هل الزواج العرفي حرام

حكم الزواج السري من القرآن والسنة

القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كل منهما يكمل الآخر في شرائعه، فالسُّنة النبوية الشريفة جاءت شارحةً لما جاء في القرآن الكريم، من شرائع، ومن هذه الشرائع التعريف بما هو الزواج العرفي، وهو ما سنعرضه لكم في السطور القادمة.

قال رب العزة جل في علاه في الآية الخامسة والعشرين من سورة النساء (فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ)، النكاح في اللغة العربية هو الزواج، والخدن “بفتح الخاء والدال” هو الرفيق أو الصديق.

فهنا قد شرح الله سبحانه وتعالى أن المرأة لا تتزوج إلا بإذن أهلها وموافقتهم على الزوج، مثل موافقة الزوج على شريك حياتها، وعلى الرغم من عدم وجود الزواج السري قديمًا، إلا أن تفسير هذه الآية يحرم الزواج السري تحريمًا قطعيًا.

كما جاء في سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد حديث شريف أجمع على صحته كل المحدثين، فذكره البيهقي، ويحيى بن معين في السنن الكبرى، والشوكاني في السيل الجرار، والابن الملقن غاية الأموال، وشعيب بن أرناؤوط في زاد المعاد، وابن حجر العسقلاني في فتح الباري، والحديث من رواية أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر.

أيُّما امرأةٍ نَكَحَت بغيرِ إذنِ مَواليها، فنِكاحُها باطلٌ، ثلاثَ مرَّاتٍ فإن دخلَ بِها فالمَهْرُ لَها بما أصابَ منها، فإن تشاجَروا فالسُّلطانُ وليُّ مَن لا وليَّ لَهُ

في الحديث الشريف نهي ومنع عن كتمان الزواج، وعدم إعلام الأهل بالزواج، وقول “ثلاثَ مرَّاتٍ” هو تكرار من رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام، وهو عند أهل اللغة العربية للتحذير لا الترغيب.

أما قوله “فالسُّلطانُ وليُّ مَن لا وليَّ لَهُ“، هو في حالة الخلاف بين الزوجين فاللجوء إلى القضاء.

قول الشيخين الشعراوي وابن باز في الزواج العرفي

الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ عبد العزيز بن باز من المشايخ الذين عاصروا قضية الزواج العرفي، التي ضربت الأمة الإسلامية، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم ما هو الزواج العرفي في قول الشيخين.

الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- قال، إن الزواج العرفي يكون حرامًا في حالة عدم إعلام أهل الزوجين بالزيجة، سواء أكان أهل الزوج، أو أهل الزوجة، وأضاف الشيخ أن الأهل عليهم أن ييسروا في شروط الزواج.

فتيسيرهم يمنع حدوث الزواج العرفي، لكن التيسير يكون في الأمور المادية، بمعنى ألا يكون في أمر مثل الأخلاق، أو دين الزوج، أو الزوجة، فمن يسر زواجًا فقد عسر زنا، ومن عسر زواجًا فقد يسر زنا.

أما الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- فقال الشيخ الشعراوي، إن الزواج هو الزواج الذي تعارف عليه الناس، أما الزواج المدني القانوني هو الذي يلزم الوثيقة.

فإن كان الزواج عرفيًا أي دون وثيقة “وهو الزواج عند البلاد التي تعمل بالمذهب الشافعي” جائز في حالة إن تم إعلام الناس، والعلن في الزواج، لكن إن كان الزواج دون إعلام فهو باطل لأن العلن هو شرط الزواج، وبطلان هذا الزواج باطل طالما لم يتم الإعلان عنه.

اقرأ أيضًا: حكم الزواج العرفي المطلقة بدون ولي

الزواج العرفي في القانون المصري

ذكرنا لكم في السطور السابقة عن الزواج العرفي في الشرع، وتعريف كبار علماء المسلمين له، لكن ما هو دور القانون في تعريف ما هو الزواج العرفي، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم الزواج العرفي في القانون المصري، وما يكفله للزوجة، والزوج في هذه الزيجة.

يقر القانون المصري أن الزواج العرفي هو الزواج الغير مكتوب في وثيقة رسمية من مأذون بشرط الإشهار، لكن إن كان الزواج سريًا دون إعلام أو إشهار فالقانون المصري قد شرع له بعض القواعد من أجل حفظ حقوق الزوجة، والأطفال، وتتمثل القواعد فيما يلي:

  • في حالة إثبات نسب طفل، فإن محكمة الأسرة المصرية تقتضي بعد توافر عقد الزواج، إلى إثبات نسب الطفل إلى الزوج، أما في حالة عدم وجود عقد الزواج العرفي تلزم المحكمة المدعى عليه بإجراء تحليل الحمض النووي “DNA”.
  • يمكن القانون المصري الزوجة من إثبات الزواج العرفي في حالة وجود العقد إلى شهادة الشهود، والرسائل الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك، واتس آب.. إلخ.
  • لا يكفل الزواج العرفي التوارث بين الزوجين.
  • بمجرد تسجيل الزوجة للطفل باسم الزوج، يحق للأم النفقة الشهرية حسب ما تقرها محكمة الأسرة.

اقرأ أيضًا: شروط عقد الزواج في الإسلام

الزواج العرفي في القوانين العربية

الزواج العرفي لم يضرب مصر وحدها بل ضرب البلاد العربية كلها، لذلك في هذه الفقرة، وبعد أن عرضنا لكم ما هو الزواج العرفي في القانون المصري، سنعرض لكم تشريع الزواج العرفي في القوانين العربية.

الزواج العرفي في الجزائر لا يعد جريمة يعاقب عليها القانون، وأن الزوجة المتضررة من هذا الزواج السري وفق المادة 22 من قانون الأسرة الجزائري يمكنها أن تثبت نسب ابنها، وفي حالة النزاع بين الزوج والزوجة على إثبات الزواج أو النسب.

فاللجوء يكون للمادة 426 من قانون الإجراءات المدنية والإدارية الجزائري، الذي ينص على مثول الزوجين أمام المحكمة، أما القانون التونسي فإن الزواج العرفي يعاقب المتزوج سريًا بالحبس والغرامة، وفقًا للقانون الذي تم إصداره في عام 1965 ميلاديًا.

أما في القانون الأردني فإن الزواج العرفي لا يكفل للزوجة حق شرعيًا له إن تزوجت دون توثيق لعقد الزواج، لأن هذا يعد في القانون أنه زواجٌ دون موافقة الأهل، فهو مما حُرِّم في الشريعة الإسلامية، والحال بالمثل في قانون الأحوال الشخصية السعودي فهو لا يعترف بالزواج العرفي.

الزواج العرفي أو السري، هو فخ يقع فيه الشباب، مورطين أنفسهم وأهليهم في عديد المشاكل، فيجب التوعية والتيسير في الزواج للانصراف عن الزواج السري.

قد يعجبك أيضًا