من هو ابن السبيل المستحق للزكاة

من هو ابن السبيل المستحق للزكاة؟ ومن هم مستحقين الذكاة؟  بدايةً فلنتعرف على من هو ابن السبيل، فتتعدد التعريفات الاصطلاحية تبعًا للمذاهب الفقهية، ولكنها تتفق من الجهة اللغوية، فهو المسافر الذي يريد العودة إلى داره ولا يجد ما يبلغه ذلك، أي لا مال لديه، وفيما يلي سنعرض لكم من خلال موقع زيادة من هو ابن السبيل المستحق للزكاة وكل ما يخص هذا الموضوع.

من هو ابن السبيل المستحق للزكاة

السبيل في اللغة العربية هو الطريق، ويطلق على المسافر من مكان لآخر ابن السبيل، وذلك لأنه يكون ملازمًا للطريق، ولهذا السفر صفات وهو أن يكون من موضع ليس بمكان المسافر وأن يكون جهة المسافر إلى موطنه الأصلي.

كما أنه لا يشترط أن يكون المسافر فقيرًا ليكن مستحقًا للزكاة، ومن خلال الفقرات التالية سنعرض صفات ابن السبيل المستحق للزكاة.

شرع في الإسلام أن يأخذ ابن السبيل من مال الزكاة ما يعينه على الوصول لبلده وقضاء حاجته، ولا يشترط أن يكون من الفقراء كي نعطيه المال، ولكن ذلك يكون تباعًا لحالة الفقر التي طرقت عليه.

فمن الممكن أن يكون من أغنياء القوم في بلده، لكنه في هذه الحالة محتاج، لذلك فلا ننظر إلا إلى حالته الحالية وما يتطلب الأمر، ولا يشترط أن يكون السفر على مسافة بعيدة أو قريبة.

استكمالاً لحديثنا عن “من هو ابن السبيل المستحق للزكاة” فمن صفات ابن السبيل المستحق للزكاة أن يكون سفره هذا لطاعة وليس لمعصية، على سبيل المثال: يسافر طلبًا للزرق أو لزيارة مريض أو للدراسة والعلم، وهذا حسب مذهب المالكية.

اقرأ أيضًا: من هم الفقراء والمساكين المستحقين للزكاة

اختلاف المذاهب الفقهية في استحقاق ابن السبيل للزكاة

تختلف بعض المذاهب الفقهية في استحقاق ابن السبيل للزكاة في حالة سفره لمعصية، فمنهم من يحرم إعطاؤه الزكاة حتى لا تكون إعانة له على فعل تلك المعصية، وذلك كما ذكرنا مذهب المالكية.

أما الحنابلة فلهم رأيًا آخر، حيث اشترطوا توبة ابن السبيل إذا كان عاصيًا من خلال سفره هذا وسواء كان سفره عودة إلى داره أو كان متجهًا لمكان آخر فلا تجوز له عندهم الزكاة حتى يتوب.

ترى الشافعية عدم استحقاق ابن السبيل للذكاة إذا كان ذاهبًا في معصية أيضاً، تبعًا لقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2]. وذهبت مذاهب أخرى إلى شرط أن يكون مسلمًا.

استمرارًا عن شروط أو صفات “من هو ابن السبيل المستحق للزكاة” فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والحنابلة والشافعية والمالكية أنه لا يشترط لابن السبيل أن يقترض حتى إن وجد من يعطيه.

وذلك لقوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 60].

ذهب معظم الجمهور لهذا الرأي لما في القرض من ضرر عند السداد، ومن المحتمل أن يعجز عن أداءه.

لا تعطى الزكاة لابن السبيل الذي أراد أن يُقدم على السفر من بلده إلى بلد أخرى، وذهب هذا المذهب الحنابلة والحنفية والمالكية؛ لأن حكم السفر لم يثبت عليه.

آيات من كتاب الله عن الحث على الزكاة لابن السبيل

يحثنا الله عز وجل على مراعاة ابن السبيل وجعل له حقوق، ومن الآيات القرآنية التي تدل على ذلك، والتي ذكر فيها ابن السبيل:

  • يقول الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 60].
  • (قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) [البقرة: 215].
  • (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [ البقرة: 177].
  • (اعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) [النساء: 36].
  • (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنفال:41).
  • (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا) [الإسراء: 26].
  • (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الروم:38].
  • (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر: 7].

اقرأ أيضًا: إنما الصدقات للفقراء والمساكين

مستحقين الزكاة

استمرارًا لحديثنا حول الإجابة عن السؤال من هو ابن السبيل المستحق للزكاة، فيجدر بنا عند الحديث عن الإشارة إلى أن الله شرع الزكاة لآخرين، فمن تحق لهم الزكاة ثمانية أصناف: المساكين والفقراء والمؤلفة قلوبهم والعاملون عليها والغارمون والمجاهدون في سبيل الله والأرقاء وأبناء السبيل.

يقول الله تعالى في الإحسان للمساكين: (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) [الإنسان: 5-9].

تعريف لمن يستحقون الزكاة

جعل الله الزكاة ركنًا من أركان الإسلام، فهي تعد فرضًا من فروض العين التي يجب على كل مسلم أن يؤديها، وخص بها فئة معينة ولتُقبل هذه الزكاة يجب إعطاءها لمن يستحق وتلك الفئة هي:

  • الفقراء: هو الذي يحتاج ولا يجد ما ينفقه لمدة 6 أشهر. فتجب له الزكاة لدفع الضر عنه ولقضاء حاجته.
  • المساكين: هو الذي يجد ما ينفق به على عائلته لمدة 6 أشهر، لكن لا يجد ما يكفي لما بعد تلك المدة فله أيضًا حق في الزكاة، لدفع الضر عنه ولقضاء حاجته.
  • العاملين عليها: وجبت الزكاة لمن يقومون على حفظ هذا المال أي الجُباه الذين يوليهم الحاكم هذه المسؤولية.
  • المؤلفة قلوبهم: هم من يكون إيمانهم ضعيفًا أو من أراد المسلمون تأليف قلوبهم على دين الله أو من يُراد رد شرهم وأذاهم عن المسلمين أو الحصول على منفعة منهم.
  • الرقاب: هم العبيد والأرقاء والمُكاتب الذي قام بشراء نفسه من سيده مقابل دراهم دامت في ذمته وتشمل المسلم الواقع في أسر الكفار.
  • الغارمين: هم من أخذوا مالًا من الناس أي دين وعليهم رده لكنهم عجزوا عن ذلك، وهم نوعين: غارم ليُصلح ذات البين وغارم لتسديد حاجة.
  • في سبيل الله: والمقصود المجاهدون الذين خرجوا في سبيل الله لقتال عدو من أجل إعلاء كلمة الله، ويخرج من ذلك الجيوش والجنود أي من خرج لحمي وطنه فليس له حق في مال الزكاة.
  • ابن السبيل: المقصود المسافر من بلد أو من مكان سواء قريب أو بعيد وصولًا لداره وموطنه الأصلي، ويعطى الزكاة سواء كان غنيًا او فقيرًا، وذلك لسد حاجته.

ما هي الحكمة من الزكاة؟

جعل الله الزكاة ركنًا من أركان الإسلام، وهي الركن الثالث بعد الصلاة وذلك لما لها من أهمية وفائدة للمجتمع والفرد، فقد جعل الله للفقير حق في مال الغنية حتى لا يكون في نفس الفقير حقدًا أو حسدًا تجاه الغني، ولأنها تغذي صفة الكرم في الأغنياء فعلى الإنسان آلا يكون بخيلًا.

كما أن هناك أُناسًا ينفقون رغم فقرهم أي في السراء والضراء وقد وصفهم الله بالمحسنين ، يقول الله تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران :134].

يبشر الله من ينفق ماله في سبيله فيقول الله تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 274]

جعل الله إنفاق المال مكفرًا للسيئات يقول الله عز وجعل في كتابه: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [البقرة: 271].

لا يخف على الله شيء في الأرض ولا في السماء فهناك فقراء لهم عزة نفس وقوة وصبر على تحمل قضاء الله وقدر، يقول الله تعالى في هؤلاء: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [البقرة:273].

نزلت الآية السابقة في المهاجرين في عهد رسول الله من مكة إلى المدينة، فمن تعففهم في أمور مثل: الثياب والحال والمقال من مر بهم يحسبهم أغنياء.

والزكاة تطهر النفس وتقلل الجرائم وتنشر الأمن والسلام وتحمي المجتمع من الفقر والضعف وترسخ مبادئ كالمحبة والإخاء وتعد شكر لله على نعمة المال.

اقرأ أيضًا: ما هو مقدار زكاة المال؟

فضل الزكاة

تعد الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد قرنها الله بالصلاة ودلل على أهميتها وأجرها في كتابه الكريم، وكذلك الرسول صل الله عليه وسلم في أحاديثه، لذلك ومن خلال النقاط التالية سنعرض أجر الزكاة كما يلي:

  • يوضح لنا الله عظيم فضل الزكاة فيقول الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ).
  • الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي قال رسول الله “ص”: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).
  • يفُضل أداء الزكاة عن أداء الصدقات التطوعية؛ لأنها فرض، يقول الرسول” في الحديث القدسي: (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه).
  • تزكية وتطهير للنفوس من الذنوب، يقول الله تعالى: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها) [التوبة: 103].

فلنحرص على إيتاء الزكاة في موعدها حتى نؤدي حق الله في أموالنا، ولنجدد النية دائمًا لوجه الله تعالى كي ننل الأجر والثواب، ولتكن معرفتك لمن هو ابن السبيل المستحق للزكاة أحد وسائلك المساعدة في معرفة مستحقي الزكاة.

قد يعجبك أيضًا