متى ينتهي وقت صلاة الجمعة؟ ومتى فرضت على المسلمين؟ إن الجُمعة خير الأيام التي تشرق فيه الشمس، وصلاة الجمعة من الصلوات المهمة التي لها عظيم الأجر والفضل، ومن خلال موقع زيادة نتعرف معًا عليها بشكل موسع وببعض التفصيل.
متى ينتهي وقت صلاة الجمعة
علم جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم مواقيت الصلاة جميعها، ثم علمها الهادي البشير للناس، وكان وقت صلاة الجمعة هو نفس وقت صلاة الظهر من حيث بدايتها ونهايتها.
قال أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه أنه كان يرى الرسول – صلى الله عليه وسلم – يصلي الجمعة حين تبدأ الشمس بالميل اتجاه الغروب وهو ما يعرف باسم بعد الزوال، وعلى إثر ذلك تكون الإجابة عن سؤال متى ينتهي وقت صلاة الجُمعة هو موعد انتهاء وقت صلاة الظهر، وهو وقت دُخول العصر.
اقرأ أيضًا: شروط صحة صلاة الجمعة
حكم صلاة الجمعة
في بداية محاولة الإجابة عن متى ينتهي وقت صلاة الجمعة يجب علينا العلم أنها من العبادات التي ينزل فيها أن حكمها فرض عين على كل مسلم ذكر حر مُكلف، والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9].
سنن يوم الجمعة
في إطار الإجابة متى ينتهي وقت صلاة الجمعة وجب علينا القول إنه يسن في يومها القيام بعدد من الأفعال، وهذه الأفعال تزيد من حسنات المسلم، ومن أبرزها الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب.
فلا مانع من تخصيص لبس معين من أجل صلاة الجمعة وأن يقوم المسلم بالاغتسال والتطيب قبل التوجه إلى الصلاة، ومن الجدير بالذكر أنه يُفضل ارتداء أجمل الملابس لكون المرء سيُقابل الله تبارك وتعالى، والدليل على ضرورة الاغتسال والتطيب حديث الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم :
(مَن راح إلى الجُمُعةِ فلْيغتسِلْ) [صحيح المسند للراوي: عبد الله بن عمر]
كما أنه يُسن قراءة سورة الكهف، حيث إنه يمكن للمسلم أن يقرأ منذ صباح يوم الجمعة حتى غروب الشمس، والدليل على ذلك حديث النبي محمد – صلى الله عليه وسلم:
(من قرأ سورةَ (الكهفِ) في يومِ الجمعةِ أضاء له من النورِ ما بين الجمُعَتَين) [صحيح المسند للراوي: أبو سعيد الخدري رضي الله عنه]
ورد في السُنن المُرتبطة بيوم الجُمعة أيضًا التكبير في الطريق إلى المسجد والانشغال بالنوافل عند الوصول إليه، ناهيك عن قراءة القرآن، والإكثار من الصلاة على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم –، والدليل عليها هو قول الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم :
(من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ) [صحيح المسند للراوي: أنس بن مالك رضي الله عنه]
من أجمل وأعظم السُنن الدعاء في ساعة الإجابة، وهي قبيل غروب الشمس قبل صلاة المغرب وهو الوقت الذي ينزل الله فيه إلى سماء الدنيا ليستجيب دعوات المسلمين أجمعين، والدليل على ذلك حديث الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم:
(فيهِ ساعةُ لا يُوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يصلّي يسألُ الله شيئا إلا أعطاهُ إياهُ وأشارَ بيدهِ يقللها) [صحيح المسند للراوي: أبو هريرة رضي الله عنه].
اقرأ أيضًا: متى تقام صلاة الجمعة
شروط صحة صلاة الجمعة
للحصول على إجابة سؤال متى ينتهي وقت صلاة الجمعة؟ فهناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر في المسلم من أجل قبول الصلاة منه، وهذه الشروط هي:
- دخول وقت الصلاة فلا تصح قبل الوقت المحدد ولا بعده.
- أن يكون المصلى مقيم في الحضر فهي لا تصح من المرتحلين ولا من أهل الخيام البدو، ويصلونها ظهرًا.
- أن تؤدى في المسجد في جماعة.
- أن يقام لها خطبتين قبل الصلاة، وذلك يُعد سُنة قام بها رسولنا الكريم.
كيفية أداء صلاة الجمعة
أثناء الإجابة عن سؤال متى ينتهي وقت صلاة الجمعة علينا الحديث عن كيفية أدائها، فتقام الصلاة فور الانتهاء من الخطبتين، وهي ركعتين بإجماع الأئمة يتم أداؤهما بشكلٍ جهري، مع العلم أنه يُسن في بعض الحالات صلاتها سِرًا، ومن أبرز هذه الحالات السفر.
كما ويقرأ في الركعة الأولى منها سورة الجمعة بعد الفاتحة والثانية سورة المنافقين، كما يمكن قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى والغاشية في الركعة الثانية، وجاز قراءة أي سور من القرآن الكريم بشكلٍ عام.
حكم التخلف عن صلاة الجمعة
من الأعمال السيئة التي يكرهها الله أن يراها من عبده، وقيل في هذا الأمر الحديث التالي عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم :
(أنه قال لقومٍ يتخلفونَ عن الجمعةِ: لقد هممت أن آمرَ رجلًا يصلي بالناسِ ثم أحرقُ على رجالٍ بيوتَهم يتخلفون عن الجمعةِ) [صحيح المسند للراوي: عبد الله بن مسعود].
كما وقد قيل إن الله سبحانه وتعالى يطبع بعد الثلاثة على قلب المؤمن تارك صلاة الجمعة تهاونًا بالأسود على قلبه وذكر النبي محمد – صلى الله عليه وسلم :
(مَن ترَكَ ثلاثَ جمعٍ تَهاونًا بِها، طبعَ اللَّهُ على قلبِهِ) [صحيح المسند للراوي: أبو الجعد الضمري].
اقرأ أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة بدون عذر أو لأي سبب
حال وفاق صلاة العيد يوم الجمعة
إذا وافق العيد يوم الجمعة بينها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – أغنت المسلم عن حضور صلاة الجمعة، أما أئمة الجوامع فعليهم التوجه في الموعد إلى المساجد وإقامة الجمعة ويمكنهم قراءة ما قرئ في صلاة العيد من السور.
عدد المصلين الذي تصح بهم صلاة الجمعة
أجمع علماء الدين على أن الجمعة جامعة، وأنه يجب السعي إليها حين سماع النداء والاستجابة لها إما بالسير على الأقدام أو بالرُكوب، وبالتالي لا يمكن لأي مسلم الترخص وإقامة الصلاة من نفسه مع مجموعة من الناس.
الجمعة تدرك بركعة
يسأل بعض المسلمين ما إذا تأخروا وحضروا في الركعة الثانية يمكنهم استكمالها جمعة أم ظهرً؟
حسب إجماع الأئمة فإنه من الممكن إذا أتى المصلي قبل القيام من الركعة الثانية، فمن الممكن أن يدركه ويصلي ركعة لتكون جمعة أما إذا أتى بعد ذلك فعليه إكمالها ظهرًا.
الدليل عليها قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم:
(من أدرك ركعةً من صلاةِ الجمعةِ أو غيرها، فليُضفْ إليها أخرى، وقد تمّتْ صلاتهُ وفي لفظٍ: فقد أدركَ الصلاةَ) [الراوي: عبد الله بن عمر]
شروط أداء صلاة الجمعة
في نهاية إجابة سؤال متى ينتهي وقت صلاة الجمعة وجب علينا القول إن صلاة الجُمعة واجبة، ولها شُروطٌ لا بُدَّ من توافرها، وهذه الشُروط هي:
- الإسلام: فهي لا تقبل ولا تطلب من الكافر، حيث إن الصلاة هي الركن الثاني بعد الشهادتين في أركان الإسلام الخمس لذلك وجب أن يكون مؤديها مؤمن وموحد بالله سبحانه وتعالى.
- ذكر: صلاة الجمعة لا تجب على المرأة بل تصليها ظهرًا، وإذا حضرتها المرأة نالت جزائها منها وصحت منها، والدليل حديث الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – (إذا استأذنَكم نساؤكم بالليلِ إلى المسجدِ فأذَنوا لهنَّ وبيوتُهنَّ خيرٌ لهنَّ) [صحيح المسند للراوي: عبد الله بن عمر].
- البلوغ: الصبي الذي لم يحلم بعد لا تفرض عليه أي صلاة وذلك إسنادًا لحديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – (رُفِع القَلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبي حتَّى يحتلِمَ، وعن المجنونِ حتَّى يَعقِلَ) [صحيح المسند للراوي: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين]
- العقل: المجنون غير مكلف بأداء صلاة الجمعة ولا أي من العبادات بسبب ذهاب عقله وعدم قدرته على الوعي بما حوله.
- القدرة: المريض الذي يتعذر عليه الصلاة أحل الله له ألا يصلي الجمعة، وأن يكون الأمر هو حمله لمرضه يمنعه من الوصول إلى المسجد ليؤدي الصلاة.
- الحرية: حرية المسلم أحد شروط صلاته فهي لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تصلح من العبد والحديث فيه (الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلاَّ أربعةً عبدٌ مملوكٌ أوِ امرأةٌ أو صبيٌّ أو مريضٌ) [صحيح المسند للراوي: طارق بن شهاب]
- الإقامة: فصلاة الجمعة ليست واجبة على المسافر فالرجل المرتحل غير المستوطن، وأهل البدو لا تجب عليهم الجمعة، والدليل على ذلك فعل الرسول – صلى الله عليه وسلم – في حجة الوداع، فلم يصل الجمعة بل أقامها ظهرًا وكان ذلك يوم عرفة حيث أنه – صلى الله عليه وسلم خطب بالناس ثم أذن بلال وأدى المسلمين الظهر حاضر ثم أقام العصر وبالتالي خالف صفة صلاة الجمعة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمقيم
متى فرضت صلاة الجمعة
بعد الإجابة عن متى ينتهي وقت صلاة الجمعة وجب علينا القول إنه في القدم كان يوم السبت هو يوم اجتماع اليهود، وللنصارى يوم الأحد يجتمعون فيه، على إثر ذلك شرع الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة للمسلمين.
ذلك حتى يجتمعوا فيه. فتشيع بينهم مشاعر المحبة والألفة، وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم:
(ما حسَدَتْكم اليهودُ على شيءٍ، ما حسَدَتْكم على السَّلامِ والتَّأمينِ) [صحيح المسند للراوي: عائشة أم المؤمنين].
من الجدير بالذكر أن الأصل في يوم الجُمعة كونه قبل الإسلام كان يُعرف بيوم العروبة، وتُلفظ بفتح العين، وكان مبتكره هو كعب بن لؤي أحد أجداد النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وكانوا يجتمعون من أجل مناقشة أحوال مكة وما يجاورها.
قيل إنه كان يذكرهم أن سيظهر من نسله نبي مبعث من عند الله وأنه عليهم اتباعه والإيمان بما أتى به، وبعد الإسلام أصبح هذا اليوم هو يوم الجمعة، والحقيقة أن صلاة الجمعة فرضت على المسلمين قبل الهجرة إلى يثرب ولكن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم – لم يأذن بها بسبب بطش الكفار على المسلمين المستضعفين.
لكن لما هاجر من هاجر إلى يثرب كتب النبي محمد -–صلى الله عليه وسلم – إلى مصعب بن عمير، وكان مصعب من الأنصار وقال له: “انظر إلى اليوم الذي تجهر اليهود بالزبور لسبتهم واجمع النساء والأبناء وعند ميل النهار عن شطره من يوم الجمعة فتقربوا لله سبحانه وتعالى بركعتين“.
أول صلاة جمعة كان إمامها مصعب بن عمير وصلى باثني عشرة من المسلمين، ولكن هذه القصة قد تكون ضعيفة، فهُناك رواية أُخرى ألا وهي كون أول من صلى بالمسلمين صلاة الجمعة هو أبو أمامه أسعد بن زُرَارَة.
الجمعة أتت من الاجتماع، وبالتالي يجب أن يتأكد فيه شرط وجود عدد، وهو من الأعياد الأسبوعية للمسلمين التي يتم فيها تكفير الذنوب والحصول على أمنية متيقنة الحقوق، وهي واجبة الحضور والأداء على من سبق ذكره.