حديث من غشنا فليس منا وتفسيره

حديث من غشنا فليس منا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً فقال “ما هذا يا صاحب الطعام، قال أصابته السماء يا رسول الله، قال أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشنا فليس منا”، رواه مسلم، وللتعرف على كل ما يخص الحديث يمكنكم متابعة مقالنا عبر موقع زيادة.

ومن هنا سنتعرف على: حديث شريف عن الاخلاق وأهمية الأخلاق في المجتمع

حديث من غشنا فليس منا

حديث من غشنا فليس منا

  • إن الغش من الظواهر الخطيرة التي يلجأ إليها معظم الأشخاص الذين يردون إخفاء الحقائق وتزيفها، حيث يحتل الكذب مكان الصدق والخيانة بدلا من الأمانة.
  • من يفعل تلك الأشياء فهو إنسان ليس سوي غلب عليه الخداع والانحراف عن حديث من غشنا فليس منا.
  • من المواقف التي تندرج تحت ذلك موقف سجله لنا التاريخ وفيه أن النبي كان يزور السوق ليشتري ما يحتاجه، فرأى موقف لكومة من طعام واضح أنها من الحنطة وقد عرضها صاحبها للبيع.
  • عندما نظر إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وجدها جميلة ونادرة وفائقة الجودة، ولكن عندما أدخل الرسول يده إليها وجدها مبللة وذلك يعني أنها أوشكت على الفساد.
  • استدار الرسول إليه بعتاب وقال له ما هذا يا صاحب الطعام؟، فنظر الرجل إلى الأرض في خجل وقال أصابته السماء يا رسول الله، ويقصد بالسماء المطر.
  • لقد كذب الرجل على الرسول في محاولة منه لتبرير فعلته وتخفيف من غضب الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • لكن الرسول الذي علم البشرية وما كان منه أن يهين الرجل أو يستحقره، ولكنه أراد أن يحفظ حقوق العباد حتى لا يشتروا أشياء فاسدة، فقال له الرسول “أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشنا فليس منا”.
  • إن الغش ما هو إلا تقديم الباطل عن الحق ومن يفعل ذلك فقد خاب وحبط عمله، وجاء تحريم الغش على أن كل إنسان لا يرضى على نفسه شيء لا يقبله على غيره.
  • عن زيد بن كعب بن عجرة عن أبيه قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية من بني غفار فلما دخلت عليه، ووضعت ثيابها رأى بكشحها بياضا.
  • فقال النبي (البسي ثيابك والحقي بأهلك) وأمر لها بالصداق. رواه الحاكم.
  • عن سعيد بن المسيب: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أيما رجل تزوج امرأة فدخل بها فوجدها برصاء أو مجنونة فلها الصداق بمسيسه إياها وهو له على من غره منها.
  • قال سعيد بن المسبب قضي عمر في العينين أن يؤجل سنة ورجالة ثقافة.

كما يرشح لكم موقع زيادة الاطلاع على: حديث عن صلة الرحم وأهميته من القرآن والسنة وعقوبة قطع الرحم

تفسير الأحاديث السابقة

  • أن حديث سعد بن المسبب إذا وجد بها برصا أو جذاما أو جنونا يجب توجب الخيار، فكل زوج ينفر من زوجه يعتبر في العرف عيبا فيجب الخيار وليس الإنكار، لأن الرسول يقول من غشنا فليس منا.
  • يجب النصح فيما بينهم في النكاح وغير النكاح أو إذا كان بها مرض أو غيره من برص أو جزم أو لحم يسد الفرج أو في فترة الحيض أو غيره يجب الخيار أولا.
  • أما النكاح فيستحق الفسخ بشرط أن يكون لها مثل المطلقة قبل الدخول والخلوة وهو النصف، أي يتم رجوع بالمهر أو نصفه.
  • تبنى الشريعة على النصح وعدم الغش فإن وجد الغش فالشريعة لا تسمح بذلك.
  • يقول صلى الله عليه وسلم ما من عبد يسترعيه الله رعية فيموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة.
  • يقول المرء على دين خليله.
  • مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
  • يقول صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
  • العقم أيضا إذا ثبت يحل له الخيار.
  • المرأة المعيبة يرجع لها المهر كاملا ويرجع بها على من غره.
  •  نصف الصداق قبل الدخول، لأن الفسخ كالطلاق.
  • يعطي للمرأة الذهب يعطيه لها قبل المهر.

ويمكن التعرف على: حديث شريف عن الصدق والصدق في القرآن الكريم

تعريف حديث من غشنا فليس منا

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ملعون من أتى امرأة في دبرها) رواه أبو داود.
  • عن أبي العباس قال، قال رسول الله (لا ينظر الله إلى رجل أتى رجل أو امرأة في دبرها) رواه الترمذي.
  • عن أبي هريرة قال الرسول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا”، متفق عليه.
  • لمسلم “فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج وان ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها”.
  • “إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا”، رواه البخاري
  • عن جابر قال كنا مع الرسول في غزوة فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل فقال أمهلوا حتى تدخلوا ليلا أي عشاء لكي تمتشط الشعثة وتستجد المعيبة”، متفق عليه.
  • الغش لا ينقص من إيمان الشخص ولا يدل الحديث على كفرهم بل على عدم الغش واحترام الآخرين.
  • قال ابن تيمية رحمة الله، النقص عن الواجب نوعان، نوع يبطل العبادة، كنقص أركان الطهارة والصلاة والحج، ونقص لا يبطلها كنقص واجبات الحج ونقص واجبات الصلاة إذا تركها سهوا.
  • وبذلك تزول الشبهة في الإيمان وأن الإيمان اسما لدين الله الذي أكمله بقوله: اليوم أكملت لكم دينكم، والإيمان هو طاعة لله تعالى والعمل الصالح والبر.
  • من أحاديث الرسول أيضا “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن”.
  • لا إيمان لمن لا أمان له.
  • من يفعل ما ذكر في تلك الأحاديث فهو إنسان ليس بمؤمن كامل الإيمان، فالمراد هنا هو كمال الإيمان الواجب وليس المستحب ولا يلزم من كون إيمانه ناقصا عن الواجب.
  • وكذلك قوله “من غشنا فليس منا”، ولا يجوز أن يقال فيه من خيارنا كما تقول المرجئة ولا أن يكون كافرا كما تقوله الخوارج.
  • قال محمد شمس، ليس منا من غش، قال الخطابي معناه ليس على سيرتنا ومذهبنا، أي من غش أخاه فليس منا فإنه قد ترك اتباعه والتمسك بسنتي
  • فقد أراد بذلك نفيه عن الإسلام وعن الإيمان بل إنه يضعف الإيمان فقط.

ولا يفوتكم قراءة موضوع: حديث شريف عن بر الوالدين وصلة الأرحام

فوائد حديث من غشنا فليس منا

يوجد ثلاث أنواع للغش أولها الغش في البيع وغيرها من المعاملات.

  • الغش للرعية، ومنه حديث معقل بن يسار المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة.
  • تحريم الغش وأنه من الكبائر ومراعاة الآخرين وأن يحب لغيره ما يحبه لنفسه.
  • الغش في الدين من أعظم الغش كما فعل من قبل بني إسرائيل، حين أخفوا الحق وأظهروا الباطل وأضلوا كثيرا عن سواء السبيل خاصة غش الأمه أثناء الأزمات.
  • المسلم الصادق هو من يتبع الحق في دينه وسنن رسوله الذي أرسله الله رحمة للعالمين، والذي لقب بالصادق الأمين فمن الضروري الاقتداء بالرسول ومعالم الدين السمحة.
  • قد عدهم الرسول صلي الله عليه وسلم من المنافقين فقال، أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها.
  • أنه إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، متفق عليه.
  • قال الله تعالى، ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطي بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل تمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره.
  • يقول رسول الله، لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان، متفق عليه.
  • لذلك عد الإسلام الغش والخداع والغدر من الجرائم البشعة التي حرمها الإسلام والتي تسود وجهه في الآخرة.
  • يقف المغدور خصيما أمام الغادر يوم القيامة ويكون الرسول المؤهل للشفاعة في هذا الموقف أمام الله عز وجل يقف خصما لهم أن الغش يحجب عن الذي اقترف جريمة الغدر و تحرمه شفاعة رسول الله.
  • إن مجتمع الإسلام والمسلمين قائم على الصدق والاقتداء برسول الله وعلي الوفاء بالعهد لكل أفراده، فإذا كان غادر أو كاذب فهو دخيل على المجتمع وإيمانه غير مكتمل.

وللمزيد من الإفادة قم بالاطلاع على: حديث شريف عن الماء وعدم الإسراف في استهلاكها

وفي الختام نكون قد قدمنا لكم حديث من غشنا فليس منا، وتناولنا تعريفه وفوائده، نرجو أن نكون قد أفدناكم وفي انتظار تعليقاتكم.

قد يعجبك أيضًا